عواصم - (وكالات): أمعن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في إرهابه ووحشيته، وأعلن ذبح 21 قبطياً مصرياً، خطفوا قبل فترة في ليبيا، في عملية إعدام بشعة جديدة، يرتكبها التنظيم الإرهابي، بعد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً داخل قفص حديدي قبل أيام. وبث «داعش» شريط فيديو يظهر فيه أعضاء في التنظيم وهم يقطعون رؤوس رجال قدموا على أنهم من الأقباط المصريين المخطوفين في ليبيا. ويظهر في الشريط الذي بثته مواقع إنترنت يستخدمها التنظيم رجال يرتدون ثياباً برتقالية اللون، وقد أجبروا على الجثو على ركبهم أمام أحد الشواطئ وقد قيدت أياديهم وراء ظهورهم قبل أن يقوم الجلادون بذبحهم. وقال رجل أمسك بسكين في الفيديو تحدث بالإنجليزية وكتبت ترجمة لعباراته «اليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا نرسل رسالة أخرى، أيها الصليبون، إن الأمان لكم أماني لا سيما وأنكم تقاتلوننا كافة فسنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها».وبدأ الرجل كلامه بقوله «الحمد لله القوي المتين والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين». والضحايا عمال سافروا إلى ليبيا سعياً وراء أرزاقهم رغم تحذيرات الحكومة للمصريين من السفر. وأظهرت الصور معاملة مشينة من عناصر التنظيم للأسرى، حيث ساقهم واحداً واحداً.وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بياناً نعى فيه إعدام الرهائن على يد التنظيم الإرهابي، وأعلن الحداد 7 أيام حزناً عليهم، كما دعا لاجتماع أمني عاجل لمجلس الدفاع الوطني. وأظهرت إحدى صور تلطخ مياه البحر بلون الدم، في استعراض متوقع من التنظيم الدموي. ودخل العشرات من أهالي الأسر المختطفين في ليبيا بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، في حالة انهيار تامة عقب سماعهم أخبار نشر «داعش» فيديو عملية قتل وذبح أولادهم. ورددوا هتافات مناهضة للتنظيم، مطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التدخل ومحاربة التنظيمات الإرهابية والقصاص لأبنائهم. وأفادت تقارير بأن القاهرة تدرس كيفية الرد على الجريمة الإرهابية البشعة، بينما بدأت اجتماعات أمنية مصرية للرد على عملية الإعدام. وبدأت ردود الفعل المصرية مستنكرة هذه العملية الهمجية، وانتشرت حالة من الحزن في مواقع التواصل الاجتماعي على إعدام الرهائن المصريين. ودان الأزهر عملية الإعدام، وقال إنه عمل بربري همجي لا يمت لأي دين. وطالب المجتمع الدولي بلعب دور في تعقب قوى التطرف والإرهاب.ودان مفتي جمهورية مصر العربية بشدة جريمة الغدر النكراء البشعة التي قام بها التنظيم الإرهابي في ليبيا، مؤكداً أن «الإرهابيين استحقوا لعنة الله وغضبه عليهم».وأعلنت الكنيسة المصرية في بيان أنها تثق في دور الدولة واهتمام المسؤولين بكل مواطنيها. واستنكرت جامعة الأزهر في بيان لها الفعل الإجرامي الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن هذه الأفعال الإجرامية لا تمت للإسلام بصلة والإسلام منها برئ.من جانبه، طالب رئيس جامعة الأزهر، د.عبد الحي عزب، المجتمع الدولي بالتصدي لهذا التنظيم المجرم الذي يروع الآمنين، ويجلب الخراب والدمار للدول العربية ولكل العالم ويسفك دم الأبرياء بدون وجه حق.كما تقدم رئيس الجامعة بخالص العزاء للشعب المصري ولأهالي الضحايا، داعياً المولى عز وجل، أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يحفظ الدول العربية من كل مكروه وسوء.