أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى التطلع لترجمة برنامج الحكومة الطموح إلى خطط عملية تأخذ حيز التنفيذ المباشر، بما ينسجم مع الجهد الحكومي الكبير، مشدداً الحرص على الالتزام بميثاق العمل الوطني «كأحد مصادرنا الأساسية لتطوير الدولة الحديثة المواكبة لتطورات العصر».وهنأ العاهل المفدى، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، «الجميع بالذكرى 14 لإقرار ميثاق العمل الوطني كوثيقة عمل نعتز بنتائجها»، معرباً عن التقدير لـ«فرحة المواطنين واحتفائهم بهذه المناسبة الوطنية».وعبر جلالة الملك عن «الارتياح البالغ لما شهدته المداولات المكثفة والجادة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، عند مناقشة واعتماد برنامج عمل الحكومة للأعوام الأربعة المقبلة، وما توصلت إليه من نتائج طيبة ومبشرة إيذاناً لمرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني الذي يأخذ في الاعتبار، أولاً وأخيراً، مصلحة وتطلعات شعبنا الوفي، ويضمن لكل أفراده العيش الكريم والمستقبل الواعد».وأعرب جلالته عن تهانيه لـ«مجلس الوزراء برئاسة سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد النائب الأول وجميع الأعضاء، على ما حققته مساعيهم المخلصة من التزام بتطبيق الضوابط الدستورية المُنظِمة لتقديم برنامج عمل الحكومة، وكسب ثقة المواطنين من خلال ممثليهم من أعضاء مجلس النواب».وتوجه عاهل البلاد المفدى بـ«الشكر والثناء على المتابعة المسؤولة للمجتمع البحريني بأفراده ومؤسساته المختلفة لهذا الحدث الوطني، الذي يأتي اليوم شاهداً على ثبات وجدية مسيرة الإصلاح والتحديث، ودليلاً حياً على التزام شعبنا الوفي بتطوير تجربته، وإدارة شؤونه بكل مسؤولية واقتدار».وفي كلمة توجه بها إلى مجلس الوزراء، قال العاهل المفدى: «ندخل اليوم مرحلة جديدة بعد ان تجاوزنا بدايات المشروع الوطني الذي صوت عليه شعب البحرين وقد تجاوزنا تلك المرحلة ودخلنا مرحلة يجب فيها فهم ما علينا من مسؤوليات وواجبات ومالنا من حقوق وامتيازات خاصة اننا استكملنا المؤسسات التشريعية و التنفيذية والقضائية والطريق امامنا اليوم واضح واهداف الدولة العليا واضحة سواء كانت اهداف سياسية او اقتصادية او اجتماعية».وأضاف جلالته ان «ما بدأناه يتطور بنفسه في الاتجاه الصحيح وأننا لا ندعي الكمال ولكن نقول ان النظام يتطور الى الافضل من اجل توفير العيش الكريم والمستقبل الواعد واستقرار البحرين»، مشيرا إلى أن «النوايا الطيبة تترجم الى افعال لكل ما فيه خير ومصلحة هذا الوطن ، والجهود الكبيرة التي بذلها الوزراء الذين تم تعيينهم والذين كان لهم شرف خدمة البحرين واستطاعوا انجاز افضل النتائج والبحرين ولله الحمد تمكنت من تحقيق اهدافها».وشكر جلالة الملك المفدى وزير الداخلية على ما بذله وما يبذله رجال الامن والشرطة من جهود كبيرة في حفظ الامن والاستقرار في الفترة التي شهدتها المنطقة من احداث وتطورات سياسية. واشار جلالته الى ان «الدول العربية في منطقة الشرق الاوسط تشهد احداث ومتغيرات سياسية كثيرة وندعو الله عز وجل ان يديم على هذه الدول استقرارها لان استقرارهم استقرار لنا وكذلك استقرارنا استقرار لهم وان يوفق هذه الدول الى تعزيز دور التنمية والانفتاح فيها والمزيد من التواصل والقيام بالمزيد من الاصلاحات وان تكون نظرتهم اشمل للجميع وان لا تكون محدودة في اطار نظرة حزبية او نظرة عقائدية معينة».واوضح جلالة الملك المفدى ان «الانسان الذي ينظر للأمور بعين واحدة او زاوية واحدة لا يستطيع ان يلم بكل المواضيع خاصة اذا كان في اعلى السلطة ويجب ان تكون نظرته اشمل فالوطن العربي مر بمراحل مختلفة وربما ما نشهده اليوم من احداث وتداعيات كانت من اسباب هذه النظرة».واشار جلالة الملك المفدى الى انه «لو كانت اسس بناء هذه الدول صحيحة وشاملة للجميع ربما لم تحدث مثل هذه التحزبات ولا هذه العقائد بل ستكون هذه الدول ارحب بالانفتاح والتواصل مع الجميع».واوضح جلالة الملك المفدى ان «دول الخليج العربية هي دول تاريخية مشهود لها بالانفتاح على الجميع وخدمة الجميع ولم تعرف التحزب والتطرف»، مشيرا إلى أنه «من واجبنا الاستعداد والانتباه لكل ما يدور حولنا من احداث وتطورات وتحديات تستدعي الحذر حتى نكون في مأمن واستقرار من هذه الاحداث».واضاف جلالة الملك المفدى انه «برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تم التوافق على البرنامج الطموح الذي يتطور بأذن الله مع الوقت وكل برنامج نأخذ منه الدروس المستفادة»، شاكرا الوزراء والمسؤولين على تحملهم هذه المسؤولية على اكمل وجه وعلى ما يقومون به لصالح البحرين وشعبها الكريم . وقال الأمين العام لمجلس الوزراء د. ياسر الناصر في بيان أعقب الجلسة، إن «العاهل المفدى استعرض خلال الجلسة معطيات المرحلة الوطنية والتحديات الخارجية خاصة في ظل التطورات المتسارعة للأحداث إقليمياً ودولياً».وأكد جلالة الملك المفدى «أهمية الأمن والاستقرار في الانطلاقة التنموية»، مثنياً على «دور وزارة الداخلية وزيراً وأجهزة في حفظ الأمن وتأمين الاستقرار في البلاد طيلة فترة التحديات التي تشهدها المنطقة ككل».وشدد جلالته على أن «الاحتياطات ضرورية لأننا نعيش وسط منطقة مضطربة»، مشيراً إلى أن «دول مجلس التعاون ومنها البحرين يشهد تاريخها بانفتاحها على الجميع فلم تعرف قط التحزب أو التطرف أو التعصب قادة أو شعوباً، ولن تكون يوماً بإذن الله كذلك». وأشار جلالة العاهل المفدى إلى أن «البحرين تقف مع أشقائها وأصدقائها صفاً واحداً في محاربة الإرهاب ودحره وتجفيف منابعه وتساند الدول الشقيقة والصديقة فيما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها واستقرارها».وجدد جلالته «وقوف البحرين بقوة إلى جانب الأشقاء في مصر التي هي أساس استقرار الخليج، وأمنها من أمن الخليج واستقرارها من استقراره»، معرباً عن «مواساته لمصر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً».واستنكر عاهل البلاد المفدى «بشدة قتل 21 مصرياً في دولة ليبيا الشقيقة على يد تنظيم متطرف يسترخص الدماء وينتهك القيم والقوانين والدين»، مؤكداً أن «اقتراف مثل هذه الأفعال المشينة وارتكاب الأعمال التي تنافي تعاليم الإسلام السمحة يعكس الطبيعة الإجرامية لهذه الجماعات المتطرفة التي تشوه بممارساتها الوحشية صورة الإسلام والمسلمين». وشدد صاحب الجلالة العاهل المفدى على «موقف البحرين الثابت الرافض للعنف والإرهاب والمضي قدماً وبكل قوة ممكنة في محاربته بكل أنواعه وأشكاله وجميع صوره باعتباره ظاهرة عالمية لا تعرف ديناً ولا مذهباً ولا حدوداً وتستهدف تقويض الأمن والاستقرار في مختلف ربوع العالم»، مشيراً إلى أن «مشاركة البحرين إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب تأتي في إطار التعاون الدفاعي الثنائي المشترك واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتزاماً بجهود التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب وضمن ما يربط بين البلدين الشقيقين من علاقات وطيدة ومشاعر أخوية متبادلة على مر التاريخ». من جهته، قال سمو رئيس الوزراء إن «الحكومة تعمل على تنفيذ ما جاء في البرنامج على الوجه الأكمل لما يخدم مصلحة الوطن وشعبه»، مشيراً إلى أن «توجيهات العاهل المفدى هي عماد التوجهات الحكومية في المرحلة المقبلة وبخاصة ما يتعلق بتنفيذ برنامج عمل الحكومة وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين».وأعرب سموه عن شكره وتقديره «الجهود التي اضطلع بها سمو ولي العهد في برنامج عمل الحكومة، ودور نواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء والفريق الحكومي إلى جانب مجلس النواب رئيساً وأعضاءً واللجنة البرلمانية في إقرار برنامج عمل الحكومة».وأكد سمو رئيس الوزراء أن «ذكرى إقرار ميثاق العمل الوطني مناسبة وطنية غالية على الجميع ونحن اليوم إذ نستذكرها مع جلالة الملك فإننا نستحضر رؤى جلالته الثاقبة التي نجني ثمراتها».وأعرب عن تأييده «توجيهات العاهل المفدى بضرورة التزام الحيطة والحذر، في ظل التطورات الإقليمية والدولية»، مشيراً إلى أن «توجيهات العاهل نبراس عمل للحكومة الواعية للتداعيات الإقليمية والدولية والمدركة لأبعادها».وتابع سموه أن «ما يحدث حولنا يتطلب اليقظة والوعي والعمل على ألا يستغل ضد مصلحة الوطن، ونحن ماضون بثقة وقوة بفضل دعم جلالة الملك الذي يعطينا العزم ويمنحنا الدافع للاستمرار».وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن «بالغ الاعتزاز والفخر بالإشادة الملكية السامية بكسب الحكومة ثقة الشعب ممثلة في نوابه بإقرار برنامج عمل الحكومة»، مؤكداً أن «التوجيهات صدرت لكل الوزارات والجهات الحكومية لوضع برامج ومشاريع واضحة ومحددة المعالم مقرونة بفترة التنفيذ وبمؤشرات الأداء التي تتيح قياسها».وقال سموه: «سنتابع أولاً بأول مراحل تنفيذ البرامج والمشاريع لتحقيق تطلعات جلالة العاهل واحتياجات المواطنين بما يخدم انطلاقة البحرين على صعيد المسار التنموي».وأكد سمو رئيس الوزراء أن «الحكومة ستعمل بكل عزم وإرادة على تحقيق ما التزمت به أمام الله والملك والشعب في برنامج عملها الذي حظي بثقة شعبية في توافق حكومي برلماني قدم الصورة المشرفة للديمقراطية البحرينية، مستنيرة دوماً بالتوجيهات الملكية السامية بتحقيق الأفضل للوطن والشعب»، مشيراً إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً أوثق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من أجل النهوض بالوطن وتحقيق تطلعات شعبه». ورفع صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى جلالة العاهل خالص التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني، مؤكداً أن «ميثاق العمل الوطني إنجاز عظيم يعكس نهج قائد إصلاحي وإرادة تغيير وطنية نحو التطوير، وهو مهد لانطلاقة سياسية واقتصادية واجتماعية تعتمد على مبدأ المشاركة الشعبية في إدارة مؤسسات الدولة».وشدد سموه على أن «الميثاق رسم درباً مشرقاً لحاضر البحرين ومستقبلها، فهنيئاً لملكنا وشعبنا في الذكرى الرابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني وتفخر الحكومة بما قدمته من أجل تعزيز مبادئ ميثاق العمل الوطني من خلال تكريس المحاسبة والحقوق وسيادة القانون وتعزيز دور المؤسسات الوطنية وسنحافظ عليه ليكون دائماً منطلق مسيرتنا الديمقراطية».وفيما يلي نص الكلمة السامية لعاهل البلاد المفدى:”بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،نود بدايةً أن نهنئ الجميع بالذكرى الرابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني كوثيقة عمل نعتز بنتائجها، ونحرص على تجديد التزامنا بها كأحد مصادرنا الأساسية لتطوير الدولة الحديثة المواكبة لتطورات العصر. مقدرين، في الوقت ذاته، فرحة المواطنين واحتفاءهم بهذه المناسبة الوطنية.كما نود أن نعرب عن ارتياحنا البالغ لما شهدته المداولات المكثفة والجادة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، عند مناقشة واعتماد برنامج عمل الحكومة للأعوام الأربعة القادمة، وما توصلت إليه من نتائج طيبة ومبشرة إيذاناً لمرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني، الذي يأخذ في الاعتبار، أولاً وأخيراً، مصلحة وتطلعات شعبناً الوفي، ويضمن لكافة أفراده العيش الكريم والمستقبل الواعد.ونحن بهذه المناسبة الهامة التي تحتم علينا أن نهنئ مجلس الوزراء الموقر، برئاسة صاحب السمو الملكي، العم العزيز، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي، الابن العزيز، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول وجميع الأعضاء، على ما حققته مساعيهم المخلصة من التزام بتطبيق الضوابط الدستورية المُنظِمة لتقديم برنامج عمل الحكومة، وكسب ثقة المواطنين من خلال ممثليهم من أعضاء مجلس النواب، نود أن نؤكد على تطلعنا إلى ترجمة هذا البرنامج الطموح إلى خطط عملية تأخذ حيز التنفيذ المباشر، وبما ينسجم مع الجهد الكبير الذي بذلته حكومتنا الموقرة.وختاماً، نتوجه بالشكر والثناء على المتابعة المسؤولة للمجتمع البحريني بأفراده ومؤسساته المختلفة لهذا الحدث الوطني، الذي يأتي اليوم كخير شاهد على ثبات وجدية مسيرة الإصلاح والتحديث، ودليلاً حياً على التزام شعبنا الوفي بتطوير تجربته، وإدارة شؤونه بكل مسؤولية واقتدار.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،» وفيما يلي رد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء:حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدىإن ما قامت به حكومتكم في برنامج عملها قد جاء انطلاقاً من توجيهاتكم ودعمكم، والله وفق أن تكون المداولات والتوافقات مع مجلس النواب على مستوى المسؤولية، وإننا نعمل على تنفيذ ما جاء في البرنامج على الوجه الأكمل لما يخدم مصلحة الوطن وشعبه، وستكون توجيهات جلالتكم النيرة هي عماد التوجهات الحكومية في المرحلة المقبلة وبخاصة ما يتعلق بتنفيذ برنامج عمل الحكومة وتحقيق آمال وتطلعات المواطنين، شاكرين ومقدرين الجهود التي اضطلع بها صاحب السمو الملكي ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في برنامج عمل الحكومة، كذلك الدور الذي قام به نواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء والفريق الحكومي إلى جانب مجلس النواب رئيساً وأعضاءً واللجنة البرلمانية في إقرار برنامج عمل الحكومة حيث كان اجتهاداً مثمراً وتعاوناً موفقاً للجميع.صاحب الجلالة الملك المفدىإن ذكرى إقرار ميثاق العمل الوطني مناسبة وطنية غالية على الجميع ونحن اليوم إذ نستذكرها معكم فإننا نستحضر رؤاكم الثاقبة التي نجني ثمراتها بعد أربعة عشر عاماً من التصويت على هذه الوثيقة الشعبية. وإننا نؤيد توجيهاتكم بضرورة التزام الحيطة والحذر وبخاصة في ظل التطورات الإقليمية والدولية، فتوجيهاتكم يا صاحب الجلالة هي نبراس عمل للحكومة، وأن حكومتكم حفظكم الله واعية للتداعيات الإقليمية والدولية ومدركة لأبعادها وما يحدث حولنا يتطلب اليقظة والوعي والعمل على ألا يستغل ضد مصلحة الوطن، ونحن ماضون بثقة وقوة بفضل دعم جلالتكم الذي يعطينا العزم ويمنحنا الدافع للاستمرار.