د.جواهر المضحكييشرفني أن أرحب بوجودكم معنا اليوم في حفل افتتاح مؤتمر الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب «جودة التعليم والتدريب.. الاستدامة وتوفير فرص العمل»، والذي يحظى وللمرة الثالثة برعاية كريمة من لدن نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ويتزامن مع بداية العام السادس لتدشين الهيئة يوم 10 فبراير 2009.مرت 6 سنوات منذ ذلك اليوم، ملؤها العطاء وحب الوطن، عملت الهيئة خلالها مع جميع المعنيين في المملكة بروح الفريق الواحد للمساهمة في تحقيق الرؤية الاقتصادية 2030، التي اختطها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لتضع خارطة طريق للجميع لتحقيق الأهداف المرجوة، ونصت على أن «المملكة تطمح في الانتقال من اقتصاد قائم على الثروة النفطية، إلى اقتصاد منتج قادر على المنافسة عالمياً، وباعتماد مبادئ الاستدامة والتنافسية والعدالة تتهيأ لكل مواطن بحريني سبلاً تمكنه من تحسين قدراته الكاملة، وعيش حياة كريمة وآمنة».إن هذه الطموحات والأهداف السامية يمكن تحقيقها بسواعد أبناء الوطن، وأهم ما يمكننا من ذلك هوالتعليم، وكما ذكرتم سموكم في أكثر من مناسبة، أن التعليم أولاً والتعليم ثانياً والتعليم ثالثاً. أصبح التعليم في أيامنا المعاصرة قضية محورية تستدعي تضافر جهود مواطني ومؤسسات الدول التي تريد ارتقاء سلم الحضارة، وترغب في تطوير منظومة التعليم، وتحسين أداء المؤسسات التعليمية والتدريبية، وأصبحت هذه القضية الشغل الشاغل لهذه الدول، لذا فإنها تسخر لها كل طاقاتها وقدراتها، وتعمل على تفعيل مبادرات ورؤى خلاقة أنتجتها عقول أبنائها بغيةَ تحسين وضمان جودة المؤسسات والمخرجات. ولا يغيب عن الدول النامية أو المتقدمة، أن تنشئةَ أجيالها ورعايتها ودفعها دفعاً لكي تتخذ سبل العلم، وتنتهج طريق التعليم والمعرفة، وربط مخرجاته العلمية والمهنية باحتياجات سوق العمل وفرصه التشغيلية، تتطلب خريجاً يملك الكفاءة العلمية، والخبرة المهنية الاحترافية، من شأنه تحقيق مبتغاها في الرقي، وتمكين مواطنيها من التقدم.والبحرين وتحت ظل قيادتنا الرشيدة، أنشأت ودعمت العديد من المبادرات تصب في استدامة جودة التعليم، وتوفير فرص العمل للمواطنين، فإن الاستدامةَ في تطوير التعليم والتدريب، وتحسين أداء المؤسسات التعليمية والتدريبية، وتوفير فرص عمل لهذه المخرجات، لتتضافر جميعاً لتحقيق التوازن الطبيعي بين المخرج التعليمي والمتطلب الوظيفي في سوق العمل.إن الهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب، لهو دليل حي على حرص المملكة على ذلك، ونتائج مراجعات أداء المؤسسات التعليمية والتدريبية تنشر لجميع المعنيين ومتخذي القرار بكل شفافية ومهنية، وذلك حسب المعايير الدولية، ما جعلها تحوز على ثقة المعنيين والمهتمين بضمان جودة التعليم والتدريب داخل وخارج المملكة، كما أن العمل بالإطار الوطني للمؤهلات مع نهاية عام 2014، يعد نقلة نوعية ولبنة صلبة في تطوير التعليم والتدريب في المملكة.إن هذا المؤتمر الذي تنطلق فعالياته وجلساته اليوم يبحث في «استدامة جودة التعليم والتدريب وتوفير فرص العمل» للنظر في تحديات تواجهنا، سواءً في ذلك أكنا بلداً نامياً أم متطوراً، ووضع التوصيات لمواجهتها، والخروج بإطار عام يعزز القدرات اللازمةَ لتحقيق الأهداف المرجوة.وإنني إذ أقف اليوم أمامكم، ليشرفني أن أتقدم بالشكر والعرفان والامتنان العميق إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، على رعاية جلالته الدائمة لجميع هيئات ومؤسسات التعليم والتدريب في وطننا، واهتمامه بالمواطن البحريني على كافة الأوجه والمستويات تعليماً وتثقيفاً وتوظيفاً. وأتقدم بعظيم الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، على سعيه الدؤوب في دعم مؤسسات القطاع الحكومي، من أجل تحقيق أسمى غايات العمل التكاملي المشترك في ما يخدم رخاء وتقدم وازدهار مملكتنا. وأتوجه بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، على احتضانه وتشجيعه ودعمه لمبادرات الإصلاح الشامل، لكل مقومات حياة المواطن البحريني ومنحه فرص حياة أفضل.باسمي ونيابة عن جميع منسوبي الهيئة، أتقدم بالشكر والتقدير إلى نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، لتفضله بشمول هذا المؤتمر برعايته الكريمة، ودعمه المتواصل لقطاعي التعليم والتدريب وتطوير مخرجاتهما، ورسم آفاق المستقبل التعليمي لوطننا والذي نسترشد به في مواصلة خطانا وتحقيق أهدافنا.وأتقدم بجزيل الشكر والامتنان لرئيس مجلس إدارة الهيئة عبد العزيز الفاضل، على ما يبذله من جهد وعون وإرشاد يلقى كل التقدير والاعتزاز، ولما يقدمه وأعضاء مجلس الإدارة من دعم لمسيرة الهيئة.وأشكر الوفود المشاركة والحضور الكرام على ماتجشموه من عناء السفر، والإعداد العلمي الراقي والمميز للأوراق البحثية في هذا المؤتمر، والذي لا شك يضيف لبنة أخرى على طريق التطوير، واستدامة العمل، وتبادل الخبرات، والوقوف على تجارب الأمم المتقدمة في الاستدامة وتوفير فرص العمل.وأتوجه بالشكر إلى اللجنة التنظيمية للمؤتمر، لما يبذلونه من جهد عظيم ساهم في إبراز هذا الحفل بنجاح.
سنوات العطاء وحب الوطن
19 فبراير 2015