أنقرة - (وكالات): شهد البرلمان التركـــي مرة أخرى عراكاً عنيفاً بين النواب حـــول مشروع قانـون يعزز سلطـــات الشرطة مما يسلـــط الأضواء علــــى التوتــــر السياسي الشديد في البلاد.وقبل أقل من 4 أشهر على موعد الانتخابات التشريعية في 7 يونيو المقبل، أصيب 5 نواب من المعارضة كانوا يحاولون إرجاء مناقشة مشروع القانون بجروح خلال عراك مع نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم.وأفاد بعض النواب لوسائل الإعلام لاحقاً بأن النواب تعاركوا بالأيــدي وتراشقـــــوا بالأكـواب الزجاجيــــة وبعضهـم استخدم مطرقة رئيس المجلس الخشبية طيلة دقائق بعيداً عن أعين الإعلام نظراً لكون الجلسة مغلقة.وأصيب 4 نواب بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى.وروى إرتورول كورتشو من حزب الشعب الجمهوري الذي أصيب في رأسه للتلفزيون «غالباً ما يشهد البرلمان عراكاً لكنها المرة الأولى التي أشهد فيها أمراً مشابهاً».وكان مشروع قانون «إصلاح الأمن الداخلي» الذي أثار الخلاف هذه المرة. وأثار المشروع انتقاداً لأنه يعزز سلطات الشرطة ويجيز لها توقيف مشتبه بهم والتنصت والقيام بمداهمات على أساس «الشبهة» دون الحاجة لاستصدار تصريح من أحد القضاة.وتتهم المعارضة الرئيس رجب طيب أردوغان بالسعي إلى تحويل البلاد من خلال مشروع القانون إلى «دولة بوليسية». وتعهدت باستخدام كل الوسائل لإرجاء تطبيقه بينما تسعى الحكومة إلى القيام بذلك «بأسرع وقت ممكن».وقالت النائبة عن حزب الشعب الجمهوري ميلدا أونور «بالنظر إلى ما حصل في البرلمان لا أريد أن أفكر عما سيحصل في الشوارع عندما يدخل القانون حيز التنفيذ».وتبادلت المعارضة والحكومة الاتهامات حول الحادث.وخلال عام فقط، شهد البرلمان التركي عراكاً بالأيدي مرتين على الأقل بين النواب.وبينما لاتزال البلاد تحت تأثير الصدمة التي أثارتها قضية الطالبة أوزغيه جان أصلان التي تعرضت للاغتصاب والقتل قبل أن تحرق جثتها الأسبوع الماضي، وقع حادث جديد ضمن «دوامة العنف» التي نددت بها عدة وسائل إعلام.فقد تعرض صحافي ناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان للقتل بسكين في إسطنبول بيد تاجر لأنه ألقى كرة ثلج أصابت واجهة محله.ويؤجج أردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003 التوتر بين مؤيديه ومعارضيه. فمنذ أيام تشن الصحف الموالية للنظام حملة شرسة ضد الأديب أورهان باموك حائز جائزة نوبل للآداب وتتهمه بـ«الخيانة» لأنه انتقد النظام.ودعت صحيفة «حرييت» في افتتاحيتها إلى وضع حد لـ«الخطاب غير المنطقي» لرئيس الدولة.
التوتر السياسي يخيم على تركيا
19 فبراير 2015