في وقت نفذت جماعات انفصالية في الشطر الهندي من اقليم كشمير ذي الغالبية المسلمة والمتنازع عليه مع باكستان اضراباً عاماً احتجاجاً على الحكم الهندي، في ذكرى قتل السلطات الهندية 21 مسلماً في محاولة لقمع تمردهم عام 1931، اكد المتشدد الهندوسي ناريندرا مودي، المرشح الرئيسي للمعارضة في الانتخابات الاشتراعية المقررة في 2014، انه لم يقصد اهانة المسلمين حين قارن ضحايا اعمال العنف ضدهم بـ «جراء تدهسها السيارات».وخلال تحدثه للمرة الأولى عن اعمال عنف استهـدفت المسلمين خلال توليه رئاسة حكومة ولاية غوجارات (غرب) عام 2002، وشهدت مقتل أكثر من ألف مسلم على يد هندوس، قال الزعيم الحالي المثير للجدل لحزب «بهاراتيا جاناتا»: «أشعر بالحزن حيال ما حصل، تماماً كما يشعر أي شـخص بانزعاج حين تدهس سيارة جرواً».وتابع: «سواء كنت رئيساً للوزراء أم لا، انا بشر. لو حصل مكروه في اي مكان، من الطبيعي ان أحزن». لكنه لم يفسر سبب عدم تحرك خلال اعمال العنف تلك باعتباره رئيس الحكومة المحلية حينها.واحتلت التصريحات عناوين الصحف الهندية أمس، وانتشرت على موقع «تويتر». وكتبت صحيفة «تايمز اوف انديا»: «القومي الهندوسي مودي يطلق عاصفة بتصريحاته عن الجراء».ورد مودي على «تويتر»: «كل اشكال الحياة في ثقافتنا موضع تقدير وتبجيل، وبينها حياة الجراء».ووصف كمال فاروقي، زعيم حزب سماجوادي المحلي الذي يحظى بدعم المسلمين في ولاية اوتار براديش، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الهند، تعليقات مودي بأنها «سيئة جداً وخطرة ومذلة»، وسأل: «هل يريد ان يقول ان المسلمين أقل شأناً من الجراء»؟وطالب الأمين العام لحزب المؤتمر الحاكم اجاي ماكن بأن يعتذر مودي للأمة على الكلمات التي اختارها والتشبيه الذي استخدمه، فيما اعتبر حزب «جاناتا دال» (المتحد) مودي «شخصاً خطراً جداً».ودخل وزير القانون الوطني كابيل سيبال في السجال متسائلاً: «ماذا كان يفعل مودي في المقعد الخلفي لدى اندلاع اعمال العنف عام 2002».شهدت غوجارات ازدهاراً اقتصادياً بقيادة مودي الذي يقدم نفسه باعتباره مؤيداً لرجال الاعمال والاصلاحات، ويستطيع اعادة تنشيط ثروات اكبر ديموقراطية في العالم، لكنه لا يزال شخصية تثير انقسامات على مستوى الامة، بعد اتهامه بعدم التحرك لوقف اعمال العنف الدينية في ولايته.ورغم عدم ادانة مودي بأي تهمة، سجن العام الماضي وزير سابق في حكومته لوقوفه وراء جزء من اعمال العنف، حيث شبهته محكمة الهند العليا بنيرون، الامبراطور الذي وقف يتفرج على روما وهي تحترق.