«ويندي».. هكذا سمى اللبنانيون العاصفة الرابعة التي ضربت لبنان خلال شتاء هذا الموسم، إذ تساقطت ثلوجها على مناطق لم يتعد ارتفاعها 300 متر عن سطح البحر. وفي زيارة لمنطقة بيت مري التي ترتفع حوالي 700 متر عن سطح البحر، بدت القرية كعروس وقد غطت الثلوج شوارعها ومنازلها.أهالي بيت مري أكدوا لـ«العربية.نت» أن قريتهم لم ترتد ثوبها الأبيض لأعوام مضت، لذلك تحدوا بردها القارس وثلوجها المتساقطة لينعموا بمشهد طال انتظاره.المدارس أقفلت أبوابها، وكذلك فعل أصحاب المحال التجارية، إلا أن طرقات بيت مري والقرى المجاورة لم تخل من أطفال استفادوا من يوم العطلة للهو بالثلج.شتاء هذا العام عوض اللبنانيين عما فاتهم من ثلوج وأمطار، فحتى يومنا هذا بلغت كمية الأمطار ثلاث مرات مقارنة مع العام الماضي، إذ وصل معدل الأمطار إلى 700 مم في بيروت، ومن المتوقع أن يصل إلى 900 مم مع نهاية هذا الموسم.ورغم خطر الجفاف الذي أحدق بلبنان خلال الموسم الأخير، ما دفع رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه إلى المطالبة باستيراد المياه من تركيا، إلا أن مصلحة الأرصاد الجوية تؤكد أن لا تغيير جذرياً في طقس لبنان، والجفاف كان سببه عدم وجود سدود لتخزين المياه.وفي مقابلة مع «العربية.نت»، قال رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي عبدالرحمن الزواوي «الإشكال الحقيقي هو غياب السدود والطرق العملية لتخزين المياه، كميات الأمطار التي تتساقط في بيروت جيدة جداً، خاصة عندما يكون هناك ثلوج، الآبار الجوفية تخزن المياه تدريجياً، وكذلك يرتفع منسوب المياه في الأنهار والينابيع، أحياناً يكون هناك سنوات مطرية بدون ثلوج، لذلك تذهب المياه هدراً إلى البحار، خاصة على الساحل، كلما ازداد عدد السدود ازدادت فرصنا لتخزين المياه».وبحسب إحصاءات مصلحة الأرصاد الجوية التي يعود تاريخها إلى عام 1930 يمر شتاء جاف كل ثمانية أعوام على لبنان، أما المعدل الوسطي للأمطار في بيروت وحدها فهو 750 مم، لذلك تعتبر هذه السنة سنة جيدة بينما افتقد لبنان لخيرات الشتاء العام الماضي.«نانسي» و«زينة» و«يوهان» و«ويندي».. هي العواصف التي ضربت لبنان هذا العام، أقواها زينة التي تدنت خلالها الحرارة إلى 17 درجة تحت الصفر في الأرز، بينما وصلت إلى 11 درجة تحت الصفر خلال هذه العاصفة، أما «يوهان» فتميزت بسرعة الهواء وارتفاع موج البحر إلى 9 أمتار، ما شكل خطراً على المتواجدين بقربه.وتطمئن مصلحة الأرصاد الجوية اللبنانيين بأنهم لن يواجهوا مشكلة قلة المياه التي عانوا منها العام الماضي، ولكن أمطار هذا الموسم رغم كثرتها لن تكفيهم لأعوام قادمة بسبب غياب خطة عملية لتخزين المياه وذهابها هدراً.
الثلوج تنقذ لبنان من الجفاف
22 فبراير 2015