.كتب - علي الشرقاوي: أنا واحد من عباد الله الذين يربطون كل الحركات الأدبية والسياسية الرياضية والفنية من مسرح وتشكيل، بالنهضة التعليمية التي بدأت بالتشكل العام 1919م وبالذات في مدرسة الهداية الخليفية. ليس تعصبا لمدينة المحرق، بل لأن بهداية المحرق، اهتدت كل المناطق الأخرى في البحرين. ولأن في هداية المحرق كانت الكلمة تبذر في عقول الطلبة، فتنمو وتتطاول، وتفتح المجال أمام الابتكارات الشبابية. فأول ناد رياضي كان في مدينة المحرق وهو نادي المحرق. تاريخ نادي المحرق تأسس نادي المحرق العام 1928م، وتعود جذور تأسيسه إلى الانطلاقة الأولى التي تكونت خلالها عدة فرق كروية بمدينة المحرق، مثل فريق الخليفية والشبيبة والفتيان. وقد اندمجت في نهاية المطاف لتكوّن نادي المحرق، بفضل الجهود الطيبة التي يبذلها رجال المحرق المخلصون. وكان للشيخ علي بن محمد بن عيسى آل خليفة دوراً بارزاً في تكوين مجلس إدارة نادي المحرق. على أنه من المهم أن نبين أن سبب بروز هذه الفرق في مدينة المحرق في مرحلة سابقة عن غيرها من مناطق البحرين، يعود بالدرجة الأولى إلى أن بداية التعليم النظامي في مملكة البحرين انبثقت من جزيرة المحرق بتأسيس أول مدرسة نظامية في البحرين والخليج العربي قاطبة العام 1919م وهي مدرسة الهداية الخليفية. أما نادي المحرق فبدأ في الأساس بفريق لكرة القدم، ثم تحوّل بفضل جهود الأوفياء والمخلصين من أبناء المحرق، إلى ناد يضم في كنفه العديد من الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية. وأرى أن الحركة الكشفية الحقيقية بدأت في مدرسة الهداية في المحرق، رغم أن الفرقة الأولى كانت في المدرسة الجعفرية العام 1927م، نظراً لكون المدراء في تلك الفترة هم من عناصر الحركة النهضة العربية، سواء كان المصري حافظ وهبة أو السوري عثمان الحوراني أو الكويتي الشيخ عبدالعزيز العتيقي. منتصف الخمسينيات عمليا علمت شيئا عن الكشافة ودورها، من خلال مجلة سمير المصرية. وبالخصوص في قصص وحكايات الكشافة باسل وأحمد وفلفل وهم يقومون بخدمة المجتمع والقبض على الأشرار. كأنهم يساعدون في تنظيف بيئة المجتمع من الطحالب السيئة. لذلك في أواخر خمسينيات القرن الماضي، سعدت كثيراً حين علمت بوجود فرقة للكشافة في مدرسة الشرقية الابتدائية (رأس الرمان)، لكن لم أحظى بشرف الانتساب، لكوني أحد أكبر المشاغبين في المدرسة. لكن من خلال أصدقائي في تلك الفترة؛ عزيز السحيمي، عبدالحي، مجيد العوضي، إبراهيم وجواد كمال، وطارق أحمد كمال، تعرفت على بعض الأمور التي يقوم بها الكشافة. وكما ذكرت كثيراً فإن عدم انتسابي إلى الكشافة، كون عندي ردّة فعل قوية، لتحويل عدم الانتساب إلى الكشافة، إلى الكتابة عن الكشافة، عبر ما أسميته بأناشيد الكشافة.محمد رباح يؤسس الكشافة بعد فترة طويلة من الابتعاد عن الدراسة النظامية والمدرسة الثانوية، علمت أن أحمد العمران، في رحلاته إلى لبنان، اتفق مع بعض المدرسين، ومنهم محمد رباح بو نبيل، لتأسيس فرقة كشافة على أحدث الأسس في العالم. ومن ثم انتشرت فرق الكشافة في أغلب المدارس الابتدائية في المنامة. وذكر لي الصديق د. محمد عبدالرسول الخياط، انه شارك في فرقة كشافة هيئة الاتحاد الوطني العام 1954م. وكانوا يقومون بدور الشرطة في تنظيم المرور، ومساعدة المحتاجين إلى المساعدة في الطريق.حركة شبابية تطوعية إن الكشافة حركة شبابية تربوية تطوعية غير سياسية عالمية، هدفها تنمية الشباب بدنياً وثقافياً في إطار من القيم والأخلاق والعادات والتقاليد مع ضرورة الحفاظ على أصالتنا وهويتنا العربية الإسلامية، دون استلاب فكري أعمى أو تبعية بليدة، ملتمسين الحداثة كطريقة في الاشتغال واستخدام الأسلوب الديمقراطي في حسم القرارات والعمل بروح الجماعة لمواجهة المشكلات الشبابية والاجتماعية والبيئية المستقبلية. وهذا لن يتأتى إلا من خلال تنمية المهارات القيادية المختلفة لدى جيل الشباب، وخلق بيئة حقيقية تنتشل الشباب من بعض الممارسات غير السوية، التي تهدد حياتهم بالخطر وتهدد أمن ومستقبل البحرين ككل. والقيام بأدوار حقيقية مفيدة للمجتمع من خلال المرجعية الكشفية والقيم الحسية والمعنوية المتمثلة في المنظومة القيمية لهذا العمل الشبابي العريق منضبطين بروح الشعار الخالد ‘’كن مستعداً’’ وبعزيمة لا تنتني في غرس القيم الحميدة ونبذ العنف والتطرف والخروج عن الطريق السوي، وترك الجماعات التحريضية التي تستغل الطاقات الشبابية لزعزعت أمن الوطن والعبث بالممتلكات العامة.ولو أمعنا النظر وتأملنا في وعد الكشافة. لوجدنا أن الكشاف عندما يلتحق لأول مرة بالكشافة يقول ‘’أتعهد أن أقوم بواجبي نحو الله والوطن وأن أساعد الناس في جميع الظروف وأن أعمل بقانون الكشافة’’. ونرى بأن هناك قيماً حميدة يتحلى بها الكشاف تجعل منه مواطنا صالحاً يسعى إلى خدمة وطنه ومجتمعه بما يحمله من قيم أخلاقية ومهارات قيادية نابعة من كون الحركة الكشفية مبنية على مبادئ إنسانية: الواجب نحو الله، الواجب نحو الآخرين، الواجب نحو الذات وعلى قيم سلوكية بعيدة عن الأنانية والحياة الفردية. فالكشاف نافع ويساعد الآخرين. وهي حركة للسلام والتآخي بين الشعوب. وهذا فعلاً ما نود أن يغرس في نفوس وعقل شبابنا لكي يكونوا لبنة صالحة في بناء مستقبل وطننا الحبيب. ومن دون هذه القيم العظيمة فلا مستقبل واعد نطمح إليه. لكن للأسف تنحصر مسؤولية الحركة الكشفية لدى إدارة التربية والرياضية والكشفية والمرشدات بوزارة التربية والتعليم. ولو أمعنا النظر في الاهتمام بهذه الحركة الشبابية لوجدناها تأتي كتحصيل حاصل، ليس تقصيراً من الوزارة في هذا الشأن، بل لأن مثل هذه الحركة يجب أن تأخذ حقها كحركة كشفية عالمية تضم جميع أبناء المجتمع. فليس كل كشاف طالب، فهناك كثير من الشباب ممن تخطوا المراحل الدراسية لديهم الرغبة بالمواصلة في الحركة الكشفية. فمن ينخرط في المجال الكشفي يتعلق قلبه بهذا العمل فيستمر به حتى الكبر. فمسألة اقتصار الحركة الكشفية على طلبة المدارس وجامعة البحرين يعد إجحافاً كبيراً بحق الشباب الذين يهوون هذه الحركة والانخراط بها والاستفادة مما تحتويه على مبادئ ومهارات فردية وجماعية، تغنيهم عن الضياع في أمور تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالضرر.إن الكشافة البحرينية تواجه صعوبات وتحديات تشمل فقدان القيادة الصحيحة المتخصصة في هذا المجال ذات دعم مالي مستقل، يمكنها من تنفيذ أهدافها ومبادئها السامية. ذات تخطيط وتنظيم للأهداف والوسائل وتفاوض وعمل جماعي وإيصال رسالة الحركة الكشفية بالشكل المطلوب والتخطيط المناسب والاستقلالية في هيئة خاصة بهذه الحركة، تكون تابعة للمؤسسة العامة للشباب والرياضة الجهة المسؤولة عن الشباب وتنمية قدراتهم ومواهبهم، وتحظى بتأييد ودعم من قبل الجهات الرسمية في الدولة، حتى تحتوى جميع فئات الشباب في مختلف المراحل وفي جميع محافظات المملكة.«أنا كشاف بحرينيأقسم بالله ويمينيما أخون بلادي ولا دينيمهما الأيام تغريني فلتحيا حرة يا بلادييا أملى وكل مناتي حبك محفور في فؤادي» فلاش باك على تاريخ الكشافة من خلال متابعة عالم الكشافة في الإنترنت، استطعنا الحصول على كثير من المعلومات المهمة التي تساعدنا على فهم طبيعة الكشفي المحلي والعربي والعالمي. تكونت فكرة الكشافة لبادن باول، أثناء حصار مافكنج. عندما حاصرت عصابات البوير "مهاجرين من أصل هولندي” معسكر الإنجليز. فاستعان بالشباب للقيام بالأعمال العسكرية كالحراسة والطهي ونقل الرسائل. وتمكن من فك الحصار بعد 7 شهور. ثم قام بإنشاء فرق كشفية تبعاً لعمر الكشاف. وأقام مخيماً تجريبياً العام 1907م في إنجلترا خلال الأيام التسعة الأولى من أغسطس في جزيرة براونسي، شارك فيه 20 من الفتيان. وبعد نجاح الفكرة قام بتوسيع الفئة العمرية فضم الأشبال. ثم كتب بادن باول مبادئ الكشَّافة في كتاب "كشَّافة للأولاد” في لندن 1908م، مستنداً إلى كُتُبِه العسكرية السابقة، بدعمِ رئيس الكشّافين في أفريقيا البريطانية فريدريك روسل بيرنهام. وأثناء النصف الأوّل من القرن العشرين. نشأت الحركة على إحاطة ثلاث مجموعات عمرية رئيسية للأولاد؛ شبل كشاف، كشّاف، روفر سكاوت. وفي العام 1910م بدأت منظمة جديدة للفتيات سُميت "مرشدات”، أُنشِأتها أخت بادن باول بترتيب: دليل، مرشدة، فتاة كشافة، ودليل حارس. وبعد ذلك تم إنشاء فرق للفتيات بمساعدة زوجة بادن باول وأخته. وفي العام 1909م نشر بادن بأول كتابه الكشافة للأولاد الذي ترجم إلي عدة لغات، وبقي بادن باول وزوجته متراسين الحركة الكشفية حتى مماته.عقد أول مهرجان عالمي للكشافة العام 1920م. وانتشرت الكشافة بعد ذلك في جميع أنحاء العالم بين الحربين العالمتين، فيما عدا الدول الشيوعية حيث حظر نشاطها. وفكرة الحركة الكشفية لها أهداف تربوية، وقد سميت بهذا الاسم من الكشف؛ لأن الغاية من الكشفية هي اكتساب القيم؛ وتحصيل الأخلاق الحميدة؛ والتربية الصالحة. تستخدم الحركة برنامجاً تعليمِياً يعتمد على النشاطات العملية في الهواء الطلق، من ذلك إقامة المخيمات، فنّ عمل الأخشاب، الألعاب المائية، السفر على الأقدام، التجوال، والألعاب الرياضية. خاصية الحركة المعترف بها هي زيّ سكاوت الرسمي، بهدف إخفاء كلّ اختلافات المقامِ الاجتماعيِ وتحقيق المساواة، مع وشاح الرقبة وقبعة الحملة أَو ملابس الرئيس. تتضمّن الشارة الموحّدة المُتميّزة شعار الكشافة، بالإضافة إلى شارات الاستحقاق والرقع الأخرى. في العام 2007م، قدر عدد الكشَّافة بأكثر من 38 مليون عضو في 216 بلد. الاتّحادين الأكبر هما المنظمة العالمية للحركة الكشفية (دبليو أو إس إم)، للأولاد فقط ومنظماتِ مختلطة كالجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة (Wagggs). تلك السنة صادفت الذكرى المئويةَ للكشَّافة حول العالم، وخطّطتْ المنظمات للاحتفال بالحدثمفهوم الحركة الكشفيةهي حركة تطوعية تربوية تعليمية رياضية غير سياسية بعيدة كل البعد عن التمييز بين اللون والجنس والعقيدة وهي مفتوحة للجميع. فهي حركة لأنها تعني مجموعة من الأنشطة المنظمة لتحقيق أهدافها. فهي تطوعية لأنها تؤكد حقيقة انضمام الأعضاء بإرادتهم وتقبلهم لهذه الأهداف والمبادئ. وهي غير سياسية لأنها لا تتدخل في الصراعات السياسية. وهي تربوية لأنها تهدف إلى التنمية الشاملة لقدرات الشباب من خلال اكتساب المعارف والسلوكيات والاتجاهات. أهدافهاخلق مواطن صالح متحمل للمسئولية في المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي، تنمية قدرات الشباب البدنية العقلية و الاجتماعية والروحية والفكرية، تنمية التكامل البدني والفكري والتربوي لتحقيق أهدافها وبرامجها ومبادئها. مبادئ الحركة الكشفيةالواجب نحو الله، الواجب نحو الآخرين، الواجب نحو الذات. وتمارس كل هذه المبادئ في وعد الكشاف. من خلال: الوعد والقانون، التعلم بالممارسة، العضوية في جماعات، البرامج المتدرجة، الحياة في الخلاء، الوعد والقانون. متطلبات القبوللكي ينضم المرشح إلى فرقة كشفية رسمياً ويسمح له بارتداء المنديل وأداء الوعد في حفل القبول، يجب أن يجتاز المتطلبات الآتية: موافقة ولي الأمر، الإلمام ببعض المعلومات عن الفرقة، المشاركة في أنشطة الفرقة، حفظ وترديد الوعد القانون، شرح مدلول التحية والعلامة، المشاركة في مخيم للفرقة. وعد الكشافة«أعد بشرفي أن أبذل جهدي في أن أقوم بما يجب علي: نحو الله ثم الوطن. وأن أساعد الناس في جميع الظروف. وأن أعمل بقانون الكشافة . ولك أن تعلم انه لا يحق لك أن ترتدي زى الكشافة قبل أن تتقدم لحفل القبول الذي تعد فيه بشرفك بالقيام بواجبك نحو الله، بأن تأتمر بأوامره وتنهى عن نواهيه. وبواجبك نحو وطنك بأن تعمل في سبيله وأن تفتديه بكل رخيص وغال. إنك إن فعلت ذلك فستتأصل فيك نزعة الخير والفضائل. وتنأى عن فعل الشر والرذائل وتكون بذلك قد حققت الندين الآخرين من الوعد وهو مساعدة الناس. تفسير قانون الكشافةالكشاف صادق : (موثوق به). الصدق فضيلة يتصف قائله بالإيمان والشجاعة فهو يقول الحق دون خوف ولا يخشى في الله لومة لائم. والكذب رذيلة يتصف قائله بالنفاق والجبن ويتنصل من ذكره. قال الرسول صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان). ويجب أن يكون الكشاف صادقاً؛ إذا قال صدق وإذا وعد أنجز وإذا اؤتمن صان. الكشاف مخلص: (لوطنه ووالديه ورؤسائه ومرؤوسيه). والإخلاص للوطن يكون بالذود عنه ضد أعدائه والتصدي لكل من يحاول أن ينال منه. ودورك هو في هذا هو الجد والاجتهاد في عملك والمحافظة على المرافق العامة ومقاومة الشائعات.. الخ. والإخلاص للوالدين بطاعتهما والعمل على إسعادهما. والإخلاص للرؤساء بطاعتهم واحترامهم وتنفيذ أوامرهم. والإخلاص للمرؤوسين بتوجيههم وإرشادهم وحسن التعامل معهم.الكشاف نافع: واجب الكشاف أن يكون نافعاً ومعيناً للغير باذلا جهده في سبيل ذلك. مضحياً براحته ومتعته. وعليه أن يعد نفسه لمساعدة الغير في شتى المناسبات ومختلف الظروف. الكشاف ودود: فهو صديق للجميع وأخ لكل كشاف، ولو لم تكن هناك معرفة سابقة. يبادله التحية ويسدي إليه النصح ويمد إليه يد المساعدة في ود وفي تواضع. لكن تذكر دائماً أنك وطني في المقام الأول فأنت صديق لأصدقائها وعدو لأعدائها. الكشاف مؤدب: (حميد السجايا). فهو مؤدب ومهذب يعطف ويحنو على الصغار ويحترم السيدات ويوقر الكبار، ويترفق بالمرضى وذوي العاهات. يفعل الخير، ويبذل جهده في خدمة ومساعدة الغير، بواعز من ضميره وابتغاء مرضاة ربه. لا يرجو من وراء ذلك جزاءً ولا شكورا، ولا يتقبل عطاء نظير خدمته. الكشاف رفيق: رفيق بالكائنات الحية أياً كان نوعها. يعاملها برفق ولا يؤذيها. فلا يهاجم أعشاشها محطماً بيضها، ولا أوكارها مشرداً صغارها. بل عليه أن يقدم لها الطعام والماء ما أمكنه ذلك. الكشاف مطيع: الطاعة هي ما يجب أن يتحلى بها الكشاف. فيلبي أوامر والديه ورؤسائه دون إبطاء أو اعتراض ما لم تكن بمعصية لله عز وجل. إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وله (بعد أن يلتزم بتنفيذ الأمر) أن يناقش وأن يبدي وجهة نظره في هذا الأمر، إن كان له رأي آخر مخالف. الكشاف باش: والمقصود ألا يجزع ولا يرتاع إذا ما صادفته شدة. بل عليه أن يواجه ذلك برباطة جأش وهدوء أعصاب؛ لأنه في هذه الحالة يكون أقوى على المواجهة وأقدر على حسن التصرف. ابتسم للشدائد ولا تكتئب، وواجهها ولا تفر منها، وستتغلب عليها وتنتصر. الكشاف مقتصد: الاقتصاد في المال هو ألا تنفقه إلا بحقه وفيما هو ضروري ونافع ومحتاج إليه . فلا تسرف ولا تقتر فكلا من الأمرين مذموم. قال تعالى : (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما). والاقتصاد لا يكون بالنسبة للمال فحسب، لكنه أيضاً بالنسبة للوقت والجهد. فلا تنفق وقتك وجهدك عبثاً وفيما لا طائل وتحته. واعلم أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.الكشاف نظيف: والنظافة نوعان: نظافة الظاهر: كنظافة الجسم والشعر والأظافر والملبس. نظافة الباطن: وهي أن تكون طاهر القلب فلا تضمر حقدا لأحد. عف اللسان فلا تتلفظ بالبذيئ من القول. نقي السريرة فلا تغتاب. قنوعاً فلا تحسد وتتمنى زوال النعمة عن الغير. شريفاً في تعاملك. متسامحاً مع من أساء إليك. المدراء الذين تعاقبوا على الهداية الخليفيةحافظ وهبة، مصري الجنسية، كان المدير الأول. غادر مصر إلى الآستانة ثم إلى الهند، ثم إلى الكويت للعمل في المدرسة المباركية. وفي العام 1919م وصل البحرين، وعمل مديراً للهداية الخليفية بمقرها المؤقت في جنوبي المحرق. كان خطاطاً وحسن الصوت يتلو القرآن. عمل على استقلاليه التعليم. ثم التحق بخدمه الملك عبدالعزيز بن سعود، وعمل سفيراً للمملكة السعودية في لندن. عبدالعزيز العتيقي. كويتي نجدي، أزهري. تشكلت في زمنه الهيئة الأولى للتدريس في الهداية. اشترك في النادي الأدبي الذي أسسه الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة في المحرق. وكان العتيقي يدعو دائماً للمّ الشمل. وألحق عدداً من طلابه في النادي الأدبي ليستفيدوا من مكتبة النادي. بدأ التدريس تحت إدارته، فيما اكتمل من صفوف الأجنحة الثلاثة بمدرسة الهداية الخيرية. كان عالماً، حسن المعشر، استمر مديراً حتى أواخر العام 1923م. محمد صولان اليمني. يمني، أزهري. حوّل المدرسة إلى أزهر صغير. كان يقيم في المدرسة في الطابق العلوي. وكان يقيم الندوات في مسجد المدرسة. ألّف في زمنه أول كتاب ليدرس في المدرسة، هو كتاب (الهداية)، طبعه في الهند. وفي العام 1926م غادر البحرين إلى سنغافورة، يحمل عشرين صندوقاً من الكتب. كان شاعراً، ونظم عدداً من القصائد الجيدة. كان متنوع المعرفة حسن الإدارة، ملماً بالرياضيات والحساب. عثمان الحوراني. سوري. كان زعيماً سياسياً، وصل إلى البحرين العام 1926م من العراق، مع مجموعة من المدرسين السوريين. تم تحديث التعليم في زمنه، وأدار مدارس الهداية الخليفية في المحرق والمنامة، وأسهم في تأسيس وتنشيط المسرح المدرسي. كما أسهم في ابتعاث أول بعثة من طلاب الهداية الخليفية إلى الجامعة الأمريكية العام 1928م ثم أسهم في تأسيس تعليم البنات العام 1928م. استمر في الإدارة حتى أواخر 1929م، حيث غادر البحرين مع زملائه محمد الفراتي وعمر يحي.
الكشّافة البحرينية.. إحدى ثمار النهضة التعليمية المنطلقــــــة مـــــــــــن «الهداية الخليفية»
15 أبريل 2012