قال نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، إن تعزيز صحة الفرد والمجتمع وضمان توفير خدمات صحية ذات جودة عالية؛ تمثل أولوية في رؤية الحكومة وبرامج عملها، حيث عملت ولاتزال على الارتقاء بجودة الخدمات الصحية والعلاجية وتقديمها بكفاءة عالية وفق أحدث الأساليب العلمية.وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء، لدى افتتاحه أمس بفندق الخليج، أعمال المؤتمر الدولي للأمراض المعدية ومكافحة العدوى تحت شعار «منع انتشار الأمراض والأوبئة.. خطر محدق وآفاق مضيئة»، بالنيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، عن أسمى آيات الشكر والتقدير إلى رئيس الوزراء، على تشريفه بحضور المؤتمر نيابة عن سموه، مشيداً بما يوليه سموه من اهتمام كبير بتطوير القطاع الصحي والطبي من أجل توفير خدمة أفضل للمواطنين.ورحب نائب رئيس مجلس الوزراء، باستضافة مملكة البحرين لفعاليات «المؤتمر الدولي للأمراض المعدية ومكافحة العدوى»، في ظل ما يمثله هذا التجمع الطبي الدولي المهم من ساحة لتبادل الخبرات والتجارب العلمية والنظرية في سبل مواجهة الأمراض المعدية والأوبئة، مشيداً بما يمثله المؤتمر من أهمية في دعم المساعي الرامية إلى الوصول إلى علاجات ناجعة للأوبئة والأمراض المعدية بشتى أنواعها.وأضاف أن نجاح مملكة البحرين في استضافة أعمال هذا المؤتمر الدولي المهم ومشاركة العديد من كبار الاستشاريين وأخصائيي الأمراض المعدية يجسد ما تتمتع به مملكة البحرين من سمعة طيبة على الصعيد الطبي والصحي. وأعرب خالد بن عبدالله عن ثقته في قدرة المشاركين في المؤتمر من أطباء ومتخصصين بما لديهم من سمعة عالمية وخبرات كبيرة على تقديم حلول وأفكار من شأنها الإسهام في الحفاظ على صحة البشر في مختلف الأنحاء.وأشاد نائب رئيس مجلس الوزراء بالجهود التي بذلتها جمعية الأطباء البحرينية في الإعداد لهذا المؤتمر الطبي، متمنياً للمشاركين فيه التوفيق والخروج بتوصيات ومقترحات من شأنها أن تطرح إسهامات علمية تساعد على تقديم أفضل العلاجات لمختلف الأمراض الوبائية والمعدية التي تهدد سلامة البشر في كل مكان بالعالم.بدوره قال مستشار الأمراض المعدية بالمملكة المتحدة، البروفيسور ديليب ناثواني، إن رعاية مملكة البحرين للمؤتمر الدولي للأمراض المعدية ومكافحة العدوى، هي محل تقدير كبير من جانب أولئك الذين يكافحون التحديات العالمية على صعيد الأمراض المعدية، وأن البحرين تثبت من خلال استضافتها للمؤتمر أنها قيادة إقليمية حقيقية وذات رؤية، تدعم وتشجع جهود جميع المتخصصين في ميدان الرعاية الصحية من أجل مواجهة هذه التحديات. وأكد ناثواني، أن المخاطر التي تشكلها مقاومة مضادات الميكروبات ليس لها حدود، وتمثل فعلاً حالة طوارئ عالمية، ذلك أنه إن لم يتم التعامل معها بنجاح، فإن العديد من الأدوية والتدخلات الطبية الروتينية لن تكون متاحة في غضون عشر سنوات من الآن.من جهته، أشاد رئيس جمعية الأطباء البحرينية، د.محمد رفيع، بدعم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، للقطاع الصحي، مؤكداً أن البحرين لا تدخر جهداً في توفير كل ما يلزم من دعم وتوجيهات وبنية تحتية متطورة وكوادر بشرية مؤهلة ونظم عمل حديثة، تضمن مكانة متقدمة للبحرين على الخارطة الصحية والطبية العالمية.وأكد أن ما حققته البحرين من تقدم في المجالات الصحية والطبية كافة لم يأتِ من فراغ ولم يحدث بين يوم وليلة، وإنما كان نتيجة جهود طويلة بذلها الأمير خليفة، وعمله الدؤوب على استكمال جميع مكونات المنظومة الصحية المتطورة من كليات طبية ومستشفيات ومراكز صحية ونظم إدارية وكادر بشري مؤهل، مشيراً إلى أن تفضل سموه برعاية المؤتمر يمثل دليلاً على اهتمام كبير من سموه بتعزيز صحة الإنسان، وحمايته من الأمراض، في مملكة البحرين وخارجها.ولفت رفيع لمستوى الإجراءات الصحية الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة في مملكة البحرين عبر منافذها الحدودية والمستشفيات لمواجهة الأمراض المعدية مثل الكورونا والسارس وأنفلونزا الطيور وغيرها، إضافة إلى الوعي الشعبي العالي للوقاية من هذه الأمراض، مؤكداً أن المؤتمر يأتي تماشياً مع سياسية مملكة البحرين الصحية التي تعطي موضوع التحصين ضد العدوى جانباً كبيراً من الأهمية لارتباطه المباشر بمستقبل الأجيال وحماية النشء والتنمية الاقتصادية.وأضاف أن المؤتمر يأتي في إطار رغبة مملكة البحرين الكبيرة في المشاركة وتحمل جزء من مسؤولية إنقاذ البشرية من هذه الأمراض الفتاكة، خصوصاً وأن هذه الأمراض لا تضع حداً لحياة ملايين البشر فقط، وإنما تترتب عليها أضراراً اقتصادية بالغة، فالعبء الاقتصادي الناجم عن تفشي الأمراض المعدية، خصوصاً في الدول النامية التي تتفشى فيها عادة، لا يقل أبداً عن العبء الصحي أو الاجتماعي، فهذه الأمراض قاتل صامت يترك آثاراً مدمرة على البشرية ربما تفوق آثار الكوارث الطبيعية أو الحروب.وذكر أن مسؤولين في البنك الدولي أكدوا أن تفشي مرض الإيبولا بات يشكل أكبر تحد صحي يواجه العالم منذ ظهور مرض الإيدز، فيما تخطط دول مجموعة العشرين في قمة الاقتصادات الكبرى لإنشاء صندوق للطوارئ بمليارات الدولارات للتعامل مع الأوبئة المستقبلية، وحث قادة العالم على تعلم الدروس من تفشي فيرس الإيبولا الذي يجتاح غرب أفريقيا.وأكد رئيس جمعية الأطباء البحرينية أن الأوبئة المعدية والعواقب المأساوية الناتجة عنها أظهرت أنه يتعين التفكير جدياً في كيفية الاستعداد لأية أوبئة يمكن أن تواجه البشرية في المستقبل، خصوصاً وأن تفشي وباء الإيبولا أظهر مدى ضعف الاستعداد والقدرة لدى البعض في مواجهة هذا الوباء وغيره من الأوبئة.من جانبه، توجه رئيس المؤتمر د.مناف القحطاني، بخالص الشكر والاعتزاز لرئيس الوزراء، على تفضله بدعمه الكبير والسخي لشمول هذا المؤتمر المهم الذي يقام في مملكة البحرين تحت الرعاية الكريمة لسموه، مؤكداً أنها تعكس ما يوليه سموه من اهتمام بتعزيز القطاع الصحي في المملكة، ودعم المؤتمرات والفعاليات والجهود البحثية والعلمية للقضاء على الأمراض المعدية.وأعرب عن فخره واعتزازه بمبادرة مملكة البحرين بإطلاق واحتضان هذه الفعالية المهمة، مؤكداً أنها السباقة دائماً إلى الاهتمام بقطاع الرعاية الصحية ودعم ومساندة الجهود الإقليمية والدولية لتحسين الخدمات العلاجية والوقائية، لافتاً إلى ما يشكله المؤتمر من أهمية كبيرة بالنسبة إلى البحرين والمنطقة والعالم، خصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من انتشار أمراض وبائية تحصد حياة ملايين البشر، مثل الكورونا والإيبولا وغيرها، وتستنزف مليارات الدولارات للبحث عن سبل العلاج والوقاية منها.وقال القحطاني إن أهمية المؤتمر الدولي للأمراض المعدية ومكافحة العدوى تتجسد في تسليط الضوء على قضية الأمراض المعدية عالمياً، وإتاحة المجال لتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين والمختصين في هذا المجال، بهدف الوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم والممارسات الطبية في مجال الأمراض المعدية، بالشكل الذي يساعد في مكافحتها ومواجهة الأشكال المتجددة لها تحت أسماء مختلفة، والقضاء عليها، وتخليص البشرية من شرورها. وأضاف أن مسألة تحفيز طلاب الطب البشري على التخصص في الأمراض المعدية هي من أهم الأهداف الحيوية والمهمة التي يسعى هذا المؤتمر إلى تكريسها، نظراً لما يواجه هذا التخصص من نقص حاد في الأطباء والمعالجين، بسبب عزوف الطلبة على الالتحاق باختصاص الأمراض المعدية رغم أنه يلامس حياة ملايين البشر.وأشار إلى اختيار نخبة من أكبر استشاريي وأخصائيي الأمراض المعدية من المملكة المتحدة والخليج العربي، ممن يتمتعون بسمعة عالمية وخبرات طويلة في مستشفيات وجامعات ومراكز أبحاث علمية مرموقة، للحديث في أهم وأبرز محاور وجلسات المؤتمر.ولفت القحطاني للمعرض المصاحب للمؤتمر الذي تعرض من خلاله الشركات الطبية أحدث ما أنتجته من تجهيزات ومنتجات وخدمات صحية وطبية، بهدف إتاحة الفرصة للتعرف على آخر تطورات السوق الصحية والطبية، معرباً عن أمله في أن يتحول المعرض إلى فعالية سنوية دائمة تستقطب العارضين والزوار من جميع دول المنطقة، على نحو يعزز من مكانة مملكة البحرين على خارطة صناعة المعارض الصحية على مستوى العالم.يشار إلى أنه تم عرض فيلم وثائقي قصير عن إنجازات الحكومة، برئاسة رئيس الوزراء، خلال السنوات الماضية على صعيد تطوير الرعاية الصحية والارتقاء بأوضاع القطاعين الصحي والطبي في مملكة البحرين والتوسع في إقامة المنشآت الصحية الحديثة.وانطلق المؤتمر أمس، والمعرض المصاحب، بتنظيم من جمعية الأطباء البحرينية على مدى 3 أيام، تحت شعار «منع انتشار الأمراض والأوبئة.. خطر محدق وآفاق مضيئة»، وذلك بمشاركة أكثر من 500 طبيب وصيدلاني ومتخصص من كوادر محلية وعربية وأوروبية يمثلون مختلف التخصصات الصحية.
خالد بن عبدالله: تعزيز صحة الفرد والمجتمع أولوية برؤية الحكومة
25 فبراير 2015