«أهل البحرين ما عليهم قصور» هي كلمات أولى نطق بها ذوو شهيد الواجب الملازم طارق الشحي قبل عام بعد أن ارتقت روحه لبارئها إثر تفجير إرهابي في «الديه» مارس الماضي، و»عيال حمد ما قصرتم، دم ابننا لم يذهب هدراً» هو لسان حال أهل الشهيد بعد أن اقتص القضاء البحريني لدماء الشهيد واثنين من زملائه بإعدام ثلاثة قتلة والمؤبد للباقين، مع إسقاط الجنسية عن 8 منهم.وبعد أن بات «دماء الشهيد لن تذهب هدراً» شعاراً يردده أهالي البحرين والإمارات وموقفاً رسمياً عبر عنه أرفع مسؤولي البلدين الذين أكدوا مراراً بعد استشهاد الشحي أن «دماء الشهيد جسدت تلاحمنا وزادت إصرارنا لدحر الإرهاب»، جاء الحكم القضائي أمس ليزيد طمأنينة ورضى الأم المفجوعة التي قالت بعد سماعها نبأ استشهاد فلذة الكبد: «صابرة وراضية بقضاء الله وقدره وأشعر بأنه حي عند ربه يرزق، ومصيره الجنة».ولم يترك ذوو الشهيد الشحي مناسبة إلا وأكدوا فيها استعدادهم للتضحية بحياتهم جميعاً لأجل البحرين، إذ مازالت كلمات شقيق الشهيد تتردد في أسماع البحرينيين عندما قال «أبناء الإمارات مستعدون للتضحية من أجل الدفاع عن أمن وسلامة البحرين فهي بلدنا الثاني»، فيما لم تكن اللهجة الرسمية أقل صرامة عندما قال ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن دماء الشهيد طارق الشحي التي امتزجت مع دماء إخوانه في البحرين لن تذهب سدى، مشيراً حينها إلى أن «التحديات والتهديدات والمخاطر لن تثنينا عن أداء واجبنا الوطني تجاه الأشقاء في حفظ الأمن والاستقرار ومواجهة دعاة الفوضى والإرهاب والتخريب».عائلة شهيد الواجب الملازم أول طارق الشحي، التي عبرت مراراً عن أن وقوف أهل البحرين إلى جانبهم في مصابهم الجلل «أخجلهم»، وأن ما فعله البحرينيون أشعرهم أن دماء ابنهم لم تذهب هدراً، هي الآن على يقين أن أهل البحرين وقضاءهم العادل ما كان ليترك قتلة شهيد البحرين والإمارات دون قصاص رادع.وكان لتعازي وكلمات وموقف صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، وعموم شعب البحرين، خير مواساة لأهالي الإمارات وذوي الشهيد الذي أكدوا أن «هذه المواقف صادقة معهم، سهل تجاوز محنة الحادث الأليم والمصاب الجلل، وخفف وطأة استشهاده على أسرته وعائلته وأحبائه».وقال أفراد عائلة الشهيد الشحي في تصريحات سابقة إن تقاطر الوفود الشعبية البحرينية على مقر العزاء بمنطقة شعم برأس الخيمة، لمشاركتهم في مصابهم الجلل، عبر بصدق عن المواقف الأخوية المتينة الرابطة بين أبناء الإمارات والبحرين، بعد أن أكدوا في تصريحات خصوا بها «الوطن» حينها: «كلنا فداء الإمارات والبحرين، الله اختاره»، إلا أنهم لم يستطيعوا إكمال كلامهم بعد غصة تسبب بها حضور محمــد، أكبر أولاد الشهيـــد طارق ويبلغ من العمر 12 عاماً، إذ إن أهل الشهيد كانوا يعلمون لكن محمد لما يكن يعلم بعد أنه لن يرى و3 من أخواته البنات والدهم بعد اليوم.ويعود أصل الشهيد طارق الشحي إلى منطقة «شعم» برأس الخيمة، وارتقت روحه إلى بارئها شهيداً وهو في الـ 41 من عمره.