عواصم - (وكالات): حذر حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من أن نقل الحوار الوطني خارج صنعاء سيكون ذريعة لـجماعة الحوثي للتوسع جنوب البلاد، فيما واصل الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي استئناف مهامه كرئيس للدولة لليوم الرابع على التوالي في مدينة عدن الجنوبية واجتمع باثنين من محافظي الشمال الداعمين للشرعية الدستورية، في الوقت الذي قررت الإمارات استئناف سفارتها في اليمن نشاطها من مدينة عدن الجنوبية التي تتحول بحكم الأمر الواقع إلى عاصمة سياسية ودبلوماسية للبلاد مع انتقال هادي إليها.ويسعى المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى تحديد مكان تلتقي فيه أطراف الصراع اليمنية، بينما تلقى الرئيس عبدربه منصور هادي، مزيداً من الدعم من المحافظات.وقال ياسر اليماني القيادي في حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس المخلوع صالح إن الحزب سبق أن أصدر بياناً أكد فيه رفضه نقل الحوار خارج صنعاء. واعتبر اليماني أن نقل الحوار خارج صنعاء «مضيعة للوقت».كما اعتبر أن نقل الحوار خارج العاصمة سيعطي مبرراً للحوثيين للتوسع في المحافظات الجنوبية بعدما سيطروا في الأشهر القليلة الماضية على عدد من المحافظات في شمال وغرب ووسط البلاد، وسيوفر ذرائع لبعض الأطراف لعدم حضور الجلسات في حال عقدت في مدينة أخرى غير صنعاء.وتحدث القيادي في المؤتمر الشعبي العام عن «سيناريو» يرسم لليمن من الخارج، معتبراً أنه لا يوجد خلاف على الإطلاق بين جماعة الحوثي والرئيس هادي وإنما هناك «تبادل أدوار» بين الطرفين، على حد قوله.وكان هادي تمكن السبت الماضي من مغادرة صنعاء، وأعلن من عدن سحب قرار الاستقالة الذي تقدم به في وقت سابق من الشهر الحالي احتجاجاً على ممارسات الحوثيين.يشار إلى أن جل الأحزاب اليمنية، وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي وحزب التجمع اليمني للإصلاح، علقت المشاورات مع الحوثيين بعد مغادرة الرئيس هادي إلى عدن، وهي تدعم نقل الحوار إلى مدينة أخرى غير العاصمة. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر قد التقى أمس الأول هادي في عدن، واتفقا على أن أسس الحوار هي المبادرة الخليجية، واتفاق السلم والشراكة، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالأزمة اليمنية، وإنها لم تتغير.وقال بن عمر إنه سيعلن قريباً عن مكان انعقاد جلسات الحوار بين الأطراف اليمنية خارج العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن هادي أكد له دعمه ما جاء في بيان مجلس الأمن الأخير بتكليف المبعوث الدولي باختيار مكان مناسب للحوار بين الأطراف اليمنية.في هذه الأثناء، التقى الرئيس اليمني أمس في عدن وفداً من إقليم سبأ شرق اليمن يضم محافظي مأرب والجوف، ووكيل محافظة البيضاء. وقد أكد الوفد دعمه للشرعية التي يمثلها الرئيس هادي.وقال محافظ مأرب سلطان العرادة إن وفد إقليم سبأ أوضح للرئيس هادي دعم أبناء الإقليم له باعتباره الرئيس الشرعي لليمن.وأضاف أن أبناء المحافظات الثلاث مع الشرعية التي من شأنها أن تحافظ على الدولة، مطالباً المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته تجاه اليمن. وبعد وصوله إلى عدن السبت الماضي، التقى الرئيس اليمني ممثلين للمحافظات الجنوبية، وينتظر أن يلتقي أيضاً ممثلين لإقليمي الجند وتهامة. وأفادت مصادر بأن اللقاءات التي تعقد في عدن تهدف إلى تأكيد شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال إنه يجري بحث الاستعدادات لتصعيد محتمل من قبل الحوثيين ضد الجنوب بسبب ممارسة هادي صلاحياته الدستورية من عدن. وأضاف أن أحزاباً يمنية تضغط على هادي كي يعين نائباً له تجنباً لفراغ مماثل للفراغ الذي وقع إثر تقديم الرئيس استقالته للبرلمان مطلع الشهر الحالي. يذكر أن الرئيس اليمني حصل على دعم من دول مجلس التعاون الخليجي، كما إن دولا خليجية أعادت فتح سفاراتها في عدن.وفي وقت سابق، قال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن مغادرة هادي إلى عدن تعمل على تغذية الصراعات وتعقيد الأزمة. ووصف هادي بالرئيس غير الشرعي.في غضون ذلك، أعلنت الإمارات أنها قررت أن تستأنف سفارتها في اليمن نشاطها من مدينة عدن الجنوبية.ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش قوله إن الإمارات «قررت استئناف عمل سفارتها في اليمن في مدينة عدن»، بعد أسبوعين على إغلاق السفارة في صنعاء بسبب سيطرة المسلحين الحوثيين الشيعة عليها. وواضح أن هذا القرار الذي سبقته خطوة سعودية وقطرية مماثلة، «يأتي دعماً وترسيخاً للشرعية الدستورية في اليمن ودعماً للمبادرة الخليجية والمسار السياسي المتفق عليه إقليمياً».كما أكد قرقاش «رفض دولة الإمارات المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية والخطوات التعسفية اللاحقة».وكان السفير السعودي لدى اليمن استأنف أمس الأول عمله من عدن.
حزب صالح يرفض نقل الحوار.. والدعم لهادي يتزايد
28 فبراير 2015