في أحد البرامج العلمية المفيدة وفي إحدى القنوات كان الموضوع عن كيف يغيب تأثير العقل نتيجة بعض التصرفات أو بعبارة أخرى كيف يكون المشهد الذي تراه ليس هو الموجود في الواقع أمامك، وتم عرض الأبحاث والتجارب مما يجعلك في ذهول كبير.وعكست ذلك على ما وضعته إدارة المرور بوزارة الداخلية مشكورة من مخالفات عند استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة، وباختصار فقد توصلت الأبحاث إلى أن عقل الإنسان يتجه إلى الجهة التي تهتم بها للتركيز كمصدر رئيس للمعلومات ويعتبر أي أمور أو محاور أخرى موجودة في نفس الوقت ثانوية الاهتمام ، فمثلاً حين ترد على الهاتف يركز العقل على المحادثة كمصدر رئيس، ويعتبر الشارع والسياقة أمراً ثانوياً غير مهم ولا يعطيك المقياس الحقيقي للمسافة بين سيارتك وبين السيارات الأخرى، وبمعنى آخر لو أنك على مفرق وتتكلم بالهاتف فأنك قد ترى أن السيارة القادمة بعيدة. بينما هي في حقيقة الأمر قريبة جداً منك.إن هناك أموراً في آلية عمل العقل البشري قد لا يدركها ويعلم ماهيتها إلا الباحثون في هذا المجال، بينما البعض يمتعض من مخالفة استخدام الهاتف أثناء السياقة لجهله بتلك الأمور التي فيها خطر كبير على الآخرين قبل أن يكون الخطر على السائق نفسه، إضافة إلى أنه في أغلب المكالمات الواردة، إما العيال:- يبه وين أنت؟ أو أم العيال حفظها الله: لا تنسى تمر الجمعية حق الأغراض اللي وصيتك. أبو فلان: ما دريت أش صار البارحة في المجلس بعدما طلعت، فهل كل هذه المواضيع تستاهل خطر الحوادث؟وددت لو أن إدارة المرور تستخدم بطريقة أو بأخرى مثل هذه الأفلام كطريقة إقناع للسائق بأن الأمر هو سلامته وسلامة الآخرين على الطريق وليس المخالفة، لقد أعجبني تصرف البعض، فما أن يدخل السيارة حتى يجعل هاتفه على الصامت حتى يصل إلى مكان آمن..أخي القارئ لا تتصل حتى تصل حفظك الله.الناشط الاجتماعي صالح بن علي