أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة، ممثل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في مؤتمر القمة العربية في دورتها العادية "23” أنه ليس في إمكاننا حل أي مسألة طارئة كانت أو مزمنة إلا بالحوار إن كان داخلياً أو بين الدول.وأوضح في كلمته في ختام أعمال القمة العربية الـ23 المنعقدة في بغداد أمس أن الحوار هو الطريق الصحيح والقويم، وأي طرف يرفض الحوار ويلجأ إلى العنف فهو لا يخدم تطلعات أمته في تحقيق التقدم المطلوب للوصول إلى الحداثة المدنية، المدنية التي تحمي الجميع وتصون حقوق الشعوب بمختلف مكوناتها دون أي وصاية من أحد. وجاء في كلمته: «يسرني أن أنقل إليكم تحيات أخيكم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى حفظه الله ورعاه وتمنياته لكم بالتوفيق والنجاح وتحقيق ما نصبو إليه جميعاً في تقدم ورفعة شعوبنا جميعاً. وأود أن أعبر عن سعادة مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً لانعقاد هذه القمة في أرض العراق، أرض الحضارات التي سبقت العالم أجمع في التطوير والتنظيم والتشريع والإبداع الإنساني، والتي تشهد اليوم انطلاقة جديدة في تاريخها الحديث، لتتعافى وتتجدد وتواصل عطاءها الريادي، الذي يشعرنا جميعاً بالفخر والاعتزاز.أمامنا اليوم قراراتكم المهمة واستمعنا إلى كلماتكم وما تضمنته من إضافات نوعية لما تم إنجازه حتى الآن، ونحن الآن أمام مسؤولية عظيمة أمام الله عز وجل وأمام كل فرد في أمتنا الذين ينتظرون منا خطوات واضحة لتطبيق تلك القرارات، إن كان ذلك يتعلق بالعمل العربي المشترك أو بالتكامل الاقتصادي أو بمواجهة التطورات في العديد من دولنا، وبالأخص الوضع في الشقيقة سوريا، وما يتعرض له شعبنا الأبي فيها من قتل وإرهاب وتشريد، والوضع في فلسطين المحتلة وما يتعرض له شعبنا فيها ومنذ عقود من احتلال وتفريق عنصري وسرقة للأراضي وقتل وترويع، في وقت نبحث فيه جميعاً عن السلام المنشود.إن أمتنا اليوم تواجه تحديات عديدة، تحديات الإصلاح والتطوير، وتحديات تحقيق تطلعات الشعوب التي لم تنظر إلى الوراء، ولم تقف مكانها بعد اليوم، وللشعب التونسي الشقيق الفضل الكبير في إطلاق وتحقيق تلك التطلعات التي لن تنظر إلى الوراء ولن تقف مكانها بعد اليوم، فالإصلاح والتطوير وبمشاركة الجميع هو الطريق الصحيح لتحقيق التعددية والتقدم والاستقرار السياسي والاجتماعي المطلوب.ونعلم جميعاً أنه ليس في إمكاننا حل أي مسألة طارئة كانت أو مزمنة إلا بالحوار إن كان داخلياً أو بين الدول، فهو الطريق الصحيح والقويم، وأي طرف يرفض الحوار ويلجأ إلى العنف فهو لا يخدم تطلعات أمته في تحقيق التقدم المطلوب للوصول إلى الحداثة المدنية، المدنية التي تحمي الجميع وتصون حقوق الشعوب بمختلف مكوناتها دون أي وصاية من أحد.لا يسعني إلا أن أعبر عن شكري وتقديري لكم ولدولة رئيس الوزراء ولأخي وزير الخارجية على حسن الضيافة ودقة التنظيم وهو ليس بمستغرب على شعب العراق يا من وقفتم مع أشقائكم في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، وها نحن الآن نجتمع على أرضكم المعطاء سعيدين برؤية العراق يتعافى برؤيته يتنفس من جديد مستبشرين بتجدد عطائه الإنساني لما فيه خيرنا جميعاً».كما صرح وزير الخارجية بعد انتهاء القمة أنه "بانتهاء أعمال قمة بغداد التي تشرفت برئاسة وفد مملكة البحرين بها ممثلاً عن سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه نود أن نعرب عن امتناننا العميق لجمهورية العراق الشقيق شعباً وحكومةً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة مقدرين كافة الجهود التي بذلتها جمهورية العراق من أجل إنجاح القمة العربية خدمةً لمسيرة العمل العربي المشترك ، بما يؤكد اليوم أن قيادة العراق لاجتماعاتها برهان على استعادة العراق لدوره العربي الفاعل في محيط امته العربية وتعزيز مكانته في المحافل الدولية”.وأوضح أنه "مما لا شك فيه أن ما تحقق اليوم في بغداد يضعنا أمام مسؤولياتنا التاريخية وفي هذه المرحلة الهامة التي تمر بها الدول العربية وتتطلب بذل المزيد من الجهد بين ما تحقق من إنجازاتنا وما نتطلع إليه كمسؤولين وشعوب من آمال لبناء مستقبل جديد للإنسان العربي قائم على مبادئ الخير والمحبة والسلام والتعاون مع العالم في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ المنطقة العربية التي تشهد تطورات غير مسبوقة”. وأشار إلى أن "إيماننا الثابت بأهدافنا العربية وتطلعاتنا هي المدخل السليم للعمل العربي المشترك من أجل تحقيق التنمية الشاملة بكافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال الآليات التي تم الاتفاق عليها في قمة بغداد بما يساعد على مزيد من التقارب والانسجام لتحقيق الأمن القومي الجماعي ويعزز العلاقات العربية وتمتين وشائجها وتسوية كل الخلافات بالحوار الهادف البناء في الإطار العربي الشامل ودعم مبادئ التسامح وإرساء ثقافة الانفتاح واحترام حقوق الإنسان”، مؤكداً في هذا الصدد أن "مملكة البحرين تعمل دائماً على توطيد علاقات إيجابية مع شقيقاتها الدول العربية مبنية على المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يسهم في تعزيز الأمن العربي والدولي وأمن دول مجلس التعاون”. ونوّه في نهاية تصريحه إلى أننا "نجدد قبل مغادرتنا بغداد شكر وفد بلادنا وتقديره للشعب العراقي الشقيق وحكومته وعزمنا الثابت والمستمر في التعاون ومتابعة نتائج أعمال القمة العربية، داعين المولى أن يجعل من جهودنا المشتركة في هذه القمة فاتحه خير للنهوض بالإنسان العربي نحو مستقبل أمن ومستقر”. وترأس الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وفد مملكة البحرين في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية في دورتها العادية "23” التي عقدت أمس في بغداد ممثلاً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
International
وزير الخارجية:أي طـرف يرفـض الحــوار ويلجـأ للعنـف لا يخــدم تطلعــات أمــته
15 أبريل 2012