بغداد - (أ ف ب): استضافت بغداد أمس القمة العربية للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، في مناسبة استثنائية يرى فيها العراقيون حدثاً تاريخياً يعيدهم إلى المحيط العربي، فيما طغى عليها التباين حيال الأحداث في سوريا. وحضر القمة في العاصمة العراقية التي تشهد منذ نحو 9 سنوات أعمال عنف متواصلة، 10 زعماء بينهم الرئيس العراقي جلال طالباني الذي سيكون أول زعيم كردي يقود أعمال قمة عربية. ووصل اليوم إلى العاصمة العراقية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت إبان نظام صدام حسين عام 2003. وسبق أمير الكويت إلى بغداد رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس السوداني عمر البشير الذي يواجه مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والرئيس التونسي منصف المرزوقي، والرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، ورئيس اتحاد جزر القمر إكليل ظنين، والرئيس اللبناني ميشال سليمان، والجيبوتي إسماعيل عمر.في مقابل ذلك، غاب عن القمة زعماء دول مهمة مثل البحرين والسعودية ومصر والإمارات وقطر، علماً أن سوريا لن تحضر القمة بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات فيها. واكتفت كل من السعودية وقطر بإرسال مندوبيهما الدائمين لدى الجامعة العربية، وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات صحافية إن مستوى التمثيل هذا يشكل "رسالة للعراق”، في إشارة محتملة إلى الموقف من الأزمة السورية. وتطغى الأحداث في سوريا التي تشهد منذ أكثر من عام احتجاجات غير مسبوقة تواجهها السلطات بالقمع وقتل فيها الآلاف، على أعمال القمة وسط تباين في وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع هذه الأزمة. وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن القمة العربية لن تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.وشارك في أعمال القمة أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي. ونقل بيان رسمي نشر على موقع الرئاسة العراقية عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قوله خلال لقائه طالباني "أنا سعيد حقاً في بغداد وهي أكثر أمناً وأكثر فاعلية وحيوية على تنظيم مثل هذا المحفل الإقليمي العربي الكبير”. ورأى أن "النجاح في تنظيم واحتضان هذه القمة يشكل علامة مهمة كما أن مواصلة العمل المشترك والتفاهم بين جمهورية العراق والجارة الشقيقة الكويت يساعد في الرفع من البند السابع”. ويأتي انعقاد القمة في بغداد بعد أكثر من 3 أشهر من انسحاب القوات الأمريكية من البلاد التي اجتاحتها عام 2003 لإسقاط نظام صدام حسين، وفي وقت لايزال العراق يشهد أعمال عنف متواصلة قتل فيها عشرات الآلاف. وقال زيباري إن استضافة بغداد لأعمال القمة "رسالة لعودة العراق إلى محيطه العربي والإقليمي إثر سنوات طويلة من العزلة” التي فرضها اجتياح صدام حسين للكويت عام 1990 بعد أشهر قليلة من آخر قمة استضافتها بلاده. وأضاف أن "العراق والجامعة العربية كسبا الرهان”، واصفاً الحدث بأنه تاريخي.
International
القمـــة العــربيـــة تعود إلى بغـــداد بعــد أكثـــر مــن عقــديـــن
15 أبريل 2012