حذر أستاذ الصحافة في كلية الآداب بجامعة البحرين د.عبدالكريم الزياني، وسائل الإعلام التقليدية؛ من التعويل على ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً إلى التعامل مع الدفق الإعلامي الهائل الذي ترافق مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، بمعايير وضوابط مهنية وأخلاقية.ولفت د.الزياني - في محاضرته (أخلاقيات العمل الصحفي في الصحافة الإلكترونية)، بمركز تسهيلات البحرين للإعلام بالجامعة الاثنين أمس الأول - إلى أن البُعد الأخلاقي في العمل الصحافي يتراجع تحت وطأة الرغبة في السبق الصحافي في غمرة فوضى الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي.وعرَّف المحاضر الأخلاقيات بأنها الاختيار الطوعي لما لا يمكن فرضه بالقوة، مؤكداً أهمية أن يصدر الالتزام الأخلاقي للصحافي منه لا بقوة القانون بل انطلاقاً من قناعات الصحافي نفسه والأطر والمعايير الأخلاقية التي يضعها الصحافيون لمهنتهم.وعرض المحاضر لواقع الممارسات غير الأخلاقية في الصحافة حيث «تنتشر كثير من المواد الصحافية من دون توثق، وتكاد تكون مواد لملء المساحات الفارغة»، آسفاً لأن العديد من المواقع والصحف لا تعتد بحقوق الملكية فترى الخبر نفسه ينسب إلى الموقع أو الصحيفة في حين أن الخبر في الأصل منقول. وأضاف د.الزياني: أن فوضى الاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي اتخذ مسارات سلبية أثرت على الإعلام بعامة، ولاسيما الإعلام الإلكتروني الذي بات عرضة للتحريض والتجييش، وبث الكراهية وإثارة الفتن خصوصاً في الإعلام العربي، موضحاً أن عديداً من المواقع الإخبارية لا تعتني بمصداقية الخبر بقدر اهتمامها بمرات الدخول على الصفحة الإلكترونية لقراءته مما يزيد من مؤشرات الصفحة ويجر لها إعلانات وعوائد أكبر، في كثير من الأحيان تعرض مواد إعلامية تمتهن الكرامة الإنسانية أو تخدش الحياء العام بينما لا يعتنى بوظائف أساسية للإعلام، نحو: التربية والتثقيف والتعليم. وشدد د.الزياني على مبادئ وأخلاقيات جعلها مدار الأخلاقيات الصحافية، منها: الصدق بوصفه الدافع لأدبيات التعامل مع المادة الإعلامية، فالحقيقة هي المحور المحرك للإعلامي، ثم مبدأ احترام الكرامة الإنسانية؛ وذلك يقتضي عرض المواد الإعلامية والصور الخبرية بطرق لا تمس الكرامة الإنسانية، ولا تقلل من أهميتها، لافتاً إلى أن ذلك المبدأ ينسحب على جميع البشر بصرف النظر عن الجنس، والطائفة، والدين.
الزياني يدعو للتعامل مع الدفق الإعلامي بمعايير مهنية وأخلاقية
04 مارس 2015