أخرج الحافظ أبو نعيم، في «حلية الأولياء» عن إبراهيم بن بشار قال: «ما رأيت في جميع من لقيتهم من العباد والعلماء والصالحين والزهاد أحداً يبغض الدنيا ولا ينظر إليها مثل إبراهيم بن أدهم، ربما مررنا على قوم قد هدموا حائطاً أو داراً أو حانوتاً فيحول وجهه ولا يملأ عينيه من النظر إليه، فعاتبته على ذلك، فقال: يا ابن بشار اقرأ قول الله تعالى: «ليبلوكم أيكم أحسن عملاً»، ولم يقل أيكم أحسن عمارة للدنيا، وأكثر حباً وذخراً وجمعاً لها، ثم بكى وقال: صدق الله عز اسمه فيما يقول: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، ولم يقل وما خلقت الجن والإنس إلا ليعمروا الدنيا ويجمعوا الأموال، ويبنوا الدور ويشيدوا القصور، ويتلذذوا ويتفكهوا». وبقي إبراهيم بن أدهم يردد طيلة يومه، قول الله تعالى «فبهداهم اقتده».
من رحيق الكلام
06 مارس 2015