عواصم - (وكالات): تصاعدت انتهاكات الميليشيات الطائفية المتحالفة مع قوات الأمن العراقية بالمناطق السنّية في الشهور الأخيرة، ما اضطر الأهالي إلى ترك منازلهم خشية الخطف أو القتل. وقالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» إنها وثقت ما سمتها «المذابح» التي ارتكبتها المليشيات الحكومية وقوات الأمن بحق مدنيين سنة بعد سيطرتها على بلدات في مناطق المعارك.وتتزايد مخاوف العراقيين السنة بالتزامن مع تقدم القوات العراقية والميليشيات المتحالفة معها بمحافظة صلاح الدين لاستعادة السيطرة على المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».ويخشى هؤلاء من موجة انتقام من قبل الميليشيات الشيعية المرافقة لقوات الأمن، وذلك رداً على عمليات الإعدام الجماعي التي طالت المئات من الجنود الشيعة لدى سيطرة تنظيم الدولة على تكريت قبل أشهر.من جهته، دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ، المقاتلين العراقيين الشيعة، المشاركين في عملية استعادة مدينة تكريت ومحيطها، إلى حماية سكان المناطق ذات الغالبية السنية. وبدأ نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة والفصائل الشيعية وأبناء بعض العشائر السنية، عملية عسكرية واسعة لاستعادة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، ومحيطها من تنظيم الدولة الإسلامية. وأثارت العملية، وهي الأكبر ضد التنظيم منذ سيطرته على مناطق واسعة في يونيو الماضي، مخاوف من عمليات انتقامية بحق السكان السنة، لاتهام البعض منهم بالتعاون أو المشاركة في عمليات قتل جماعية طالت شيعة.وقال الشيخ عبد الأمير الكربلائي، ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني في مدينة كربلاء متوجهاً إلى المقاتلين المشاركين في عمليات صلاح الدين «ينبغي عليكم جميعاً ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب لكم أو عزيز عليكم، خصوصاً ما يتعلق بالعائلات التي يتترس بها العدو ممن لم يقاتلوكم لاسيما من المستضعفين بل كونوا لهم حماة». وكان عدد من السياسيين وقادة الفصائل قالوا إن استعادة تكريت تمثل عملية «ثأر» لمجزرة قاعدة سبايكر العسكرية شمال المدينة. من ناحية أخرى، ينتظر علماء الآثار اكتشاف حجم الدمار الذي لحق بمدينة نمرود الأثرية في العراق التي قام متطرفو «داعش» بتجريفها في خطوة اعتبرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «جريمة حرب».فبعد الهجمات الوحشية التي تعرض لها متحف مدينة الموصل وإحراق إحدى أهم مكتباتها الشهر الماضي، على مسلحي يد التنظيم قام «داعش» بتجريف مدينة نمرود الأثرية، وفقاً لوزارة السياحة العراقية.وقال مسؤولون عراقيون في مجال الآثار، إن مسلحي الدولة الإسلامية جلبوا نهاية الأسبوع شاحنات إلى موقع نمرود الأثري الذي يقع إلى جانب نهر دجلة وعلى بعد 30 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في أيدي التنظيم المتطرف في الهجوم الساحق الذي شنه في يونيو الماضي. وتعد نمرود آخر ضحايا الحملة التي يشنها الجهاديون والتي تستهدف آثار العراق الغني بمواقعه الحضارية. واستنكرت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، تدمير آثار نمرود.وقالت «لا يمكننا البقاء صامتين»، مؤكدة أن «التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب».ودعت «كل المسؤولين السياسيين والدينيين في المنطقة إلى الوقوف في وجه هذه الهمجية الجديدة».كما دعت منظمة اليونسكو إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية المواقع الأثرية، لكن لايمكن القيام بشىء كبير في المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.ودمر المتطرفون منذ سيطرتهم على مدينة الموصل، في يونيو 2014، عدد كبير من المواقع المقدسة والدينية والتاريخية. وأكدت بوكوفا بأنه تم «رفع المسألة إلى مجلس الأمن الدولي والمدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية» داعية «مجمل الأسرة الدولية إلى توحيد جهودها» من أجل «وقف هذه الكارثة».ورأت أن «التطهير الثقافي الجاري في العراق لا يوفر شيئاً ولا أحداً، يستهدف الحياة البشرية والأقليات ويترافق مع التدمير المنهجي للتراث البشري الذي يعود إلى آلاف السنين».وقالت وزارة السياحة والآثار العراقية إن «عصابات» التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد، قامت «بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده».ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة شمال وغرب العراق، رغم فقدانه مناطق أخرى أمام تقدم القوات الحكومية والبشمركة الكردية وأخرى موالية للحكومة وإيران بدعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.في غضون ذلك، قالت قوة المهام المشتركة إن التحالف الذي يقوده الجيش الأمريكي شن 16 غارة جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.