عواصم - (العربية نت، سكاي نيوز عربية): ظهر المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي علناً أمس، وسط شائعات بشأن تدهور حالته الصحية، ما يثير التكهنات حول من يخلف الرجل الأقوى والمرشد مطلق الصلاحية في إيران. وبث التلفزيون الرسمي، أمس، صوراً لخامنئي «76 عاماً»، وهو يلقي كلمة أمام مجموعة من مسؤولي البيئة والناشطين في مقر إقامته وسط طهران، وبدا بصحة جيدة خلال اللقطات.وكانت مواقع إخبارية ذكرت خلال الأيام الماضية، أن خامنئي دخل المستشفى في حالة حرجة، وفق ما أوضحت وكالة أسوشييتد برس. يشار إلى أن خامنئي خضع لجراحة في البروستاتا في سبتمبر الماضي، حيث قضى أسبوعاً في المستشفى قبل أن يسمح له الأطباء بالخروج. ومنذ ذلك الحين، أثيرت تكهنات عدة حول وضعه الصحي وحول من يخلفه كـ «ولي فقيه» أي المرشد المطلق الصلاحية في البلاد. ونشرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية تقريراً مطلع الأسبوع الماضي يؤكد استناداً إلى مصادر استخباراتية غربية أن حظوظ المرشد الأعلى الإيراني في البقاء على قيد الحياة محصورة بسنتين لأن سرطان البروستاتا الذي يعاني منه بلغ المرحلة الرابعة وهذا يعني تفشي الخلايا الخبيثة وتمددها إلى سائر أعضاء جسمه موضحاً أن الأطباء يرون «بما أن آية الله خامنئي يبلغ الـ 76 عاماً من العمر فإن حظوظ بقائه على قيد الحياة هي نحو سنتين فقط». ورأت الصحيفة في تقريرها أنه نظراً للخلافات المتوقعة فإن الصراع على خلافة خامنئي سيبدأ مبكراً.من جهته، قال مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية علي رضا نوري زاده، إن خبر انتقال خامنئي للمستشفى مؤكد حيث نقل قبل أسبوعين لإجراء بعض التحاليل وتلقي العلاج الليزري والكيمياوي.وأضاف أن الفريق الحالي الذي يشرف على علاج خامنئي مكون من أطباء روس خلافاً للسابق حيث كان يعالج من قبل فريق مكون من أطباء إيرانيين وصينيين وهذا ما يفسر تسريب خبر خضوع خامنئي للعلاج، إلى وسائل إعلام روسية من قبيل وكالة «إنترفاكس» للأنباء.وحول انتخاب رئيس لمجلس خبراء القيادة الذي مهمته اختيار المرشد الجديد في حال وفاة المرشد الحالي، أفاد زاده بأن «هذا الأمر ينشط بقوة من خلف الستار، حيث لا يقبل بهاشمي شاهرودي ليصبح رئيساً للمجلس الذي يمسك بيده قرار انتخاب المرشد الجديد، بل يؤيد كثيرون فكرة اختيار لجنة قيادة قد تتكون من رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، وحسن الخميني حفيد مؤسس النظام آية الله الخميني، والرئيس الأسبق محمد خاتمي، وآية الله موسوي بجنوردي، وآية الله موسوي أردبيلي». وبخصوص موقف الحرس الثوري أكد أنه على الرغم من أن الظاهر أن الحرس الثوري ليس على موقف واحد ولرفسنجاني نفوذه في الحرس وبالطبع هذا الجهاز يبحث عن مصلحته في أي تحول مستقبلي في إيران. من جانبه، قال الخبير في الشأن الإيراني، د. حسن هاشميان إن كافة التقارير المتوفرة تشير إلى أن «الحالة الصحية لخامنئي حرجة حتى لو ظهر لدقائق أمام الشاشة وألقى كلمة بمناسبة أو أخرى لأن سرطان البروستاتا الذي يعاني منه خرج عن التحكم وانتشر في سائر الأعضاء».وحول المرشد الذي قد يخلف خامنئي قال إنه «من الصعوبة بمكان التكهن بهذا الشأن ولكن رفسنجاني يدفع بكل ما لديه من قوة باتجاه انتخاب مجلس قيادي بدلاً من مرشد أعلى كما إن هناك صراعاً خلف الكواليس بين مجتبى خامنئي نجل المرشد الحالي وحسن الخميني حفيد مؤسس النظام». يذكر أن هاشمي رفسنجاني أشار قبل 3 أسابيع في مقابلة مع صحيفة «جمهوري إسلامي» إلى مستقبل ولاية الفقيه في إيران قائلاً «لو توفي آية الله خامنئي غداً، هل هناك من يحظى بالخلفية الثورية والاجتهاد ومعرفة كافة ظروف البلد وخاصة القوات المسلحة، ليصبح خليفة له؟» وفسر المراقبون هذا التصريح بإصرار رفسنجاني لانتخاب مجلس قيادة حيث أضاف في المقابلة أنه بدلاً من انتخاب مرشد جديد ربما في المستقبل لن نستطيع إدارة الأمور بدون مثل هذا المجلس. ويحظى الولي الفقيه الذي تطلق عليه الصحافة العربية مسمى «المرشد الأعلى» بصلاحيات دستورية واسعة بدءاً من القيادة العامة للقوات المسلحة، وتعيين رئيس السلطة القضائية والمصادقة على صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتخابه، وتعيين رئيس مجلس صيانة الدستور ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام. كما يحق له إلغاء قرارات البرلمان وإعلان الحرب والسلم، فهذه الصلاحيات في مجملها تجعل غياب المرشد يحدث فراغاً في غاية الدقة والحساسية في إيران.