أطلقت قوات الرئيس بشار الأسد صاروخاً، وشنت غارة جوية على مدرسة «الأندلس» في حي الدبلان في حمص، بحسب نشطاء. وكانت تعيش 250 عائلة نازحة من مناطق حمصية أخرى، بالإضافة لأطفال قتل أهلهم في القصف العشوائي، والذي لم يتوقف منذ مدة. ورغم أن المنطقة خاضعة للنظام، والمدرسة خالية إلا من عوائل هربت من قصف المناطق الأخرى واستقرت في تلك المدرسة، وحاولت أن تبقى على قيد الحياة في ظروف بعيدة عن أدنى حدود الإنسانية، لتتحول المدرسة إلى ما يشبه المنطقة المكتظة بالسكان، إلا أن ذلك لم يمنع ولم يوقف النظام السوري عن تدميرها فوق رؤوس من فيها.وتشير الأنباء إلى وجود جثث متفحمة لم تتم إخراجها حتى الآن، كما لم يعرف حتى الآن عدد الضحايا.وبحسب ناشط فإن هذه الغارة التي نفذها النظام على تلك المدرسة كانت رداً على استهداف الأحياء الموالية من قبل الجيش الحر.في غضون ذلك، قال ناشطون إن قوات الجيش النظامي قصفت أماكن عدة في العاصمة دمشق وحمص ودرعا، في حين قتل 50 شخصاً في عمليات عسكرية مختلفة بأنحاء البلاد.وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القوات النظامية قصفت أحياء حمص القديمة ومناطق في حيي جوبر والقابون في دمشق.من جهتها، تحدثت شبكة «شام» الإخبارية عن سقوط عدد كبير من الجرحى كلهم من اللاجئين جراء قصف من الطيران الحربي النظامي على مدرسة في حي الدبلان بحمص، كما تحدثت عن قصف عنيف على بلدتي نوى والشيخ مسكين بريف درعا.كما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في قرية حوارين بريف حمص الشرقي إثر اشتباكات بينها وبين كتائب الجيش السوري الحر في المنطقة.وفي السياق نفسه، قالت لجان التنسيق المحلية إن 3 أشخاص قُتلوا في قصف استهدف بلدة دير العصافير بريف دمشق، وأفادت بأن القتلى من عائلة واحدة.من جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام أعدمت عدداً من الأشخاص في حي برزة بالعاصمة دمشق، تزامناً مع قصف مكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على الحي، كما تحدثت عن قصف في مدينة يبرود وبلدة يلدا.وشهد حي القابون الدمشقي أعنف المعارك وسط مخاوف من كارثة إنسانية قد يشهدها المدنيون في ظل القصف العنيف والحشد المتواصل لقوات النظام.من ناحية أخرى، وعقب تصاعد حدة المواجهات بين الفصائل المقاتلة ضد نظام الأسد، بعد اغتيال قيادات من الجيش الحر على يد تنظيم القاعدة، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن هذه العوامل أعطت فرصة للأسد لتوسيع عملياته العسكرية، حيث عمل على اقتطاع ما يرقى إلى دويلة صغيرة وسط سوريا بدعم من إيران وروسيا.وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد، وفي ظل هذا الاقتتال في المناطق المحررة، هو أقوى من أي وقت مضى لكن ليس بصفته رئيس البلاد، بحسب الصحيفة، بل كأحد أمراء الحرب.وقد انطلقت عدة تحذيرات جادة في الآونة الأخيرة من تصاعد قوة الأسد مع تدفق السلاح إليه واستمرار الشقاق في صفوف مقاتلي المعارضة المنشغلين بتقاسم الموارد وفرض قوانين تنفّر السكان، إضافة إلى توجيه بنادقهم تجاه بعضهم بعضاً.فبعد عام من سيطرتهم على حلب، أكبر مدن سوريا، فشلت المعارضة في توفير الأمن والخدمات الأساسية للمواطنين الذين يلقون باللوم على الجيش الحر لتهاونه مع دخول المتشددين والمقاتلين الأجانب الذين يرون فرض رؤيتهم على مستقبل سوريا.وفي هذه الأثناء، ينشغل مقاتلو المعارضة بجبهة أخرى فتحت بعد اغتيال قيادات من الجيش الحر على يد مسحلين تابعين لتنظيم القاعدة على رأسهم دولة العراق والشام وجبهة النصرة.من جانبه، حذر رئيس أركان الجيش البريطاني المنتهية مهامه، ديفيد ريتشاردز، من أن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية لن يكون كافياً بدون تدخل عسكري للسيطرة على الأرض.وأكد ريتشاردز في مقابلة نشرتها صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية أن بريطانيا من الدول الكبرى التي تدعو إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وقد وعدت بإمداد مقاتلي المعارضة بتجهيزات تحميهم من أي هجمات بواسطة أسلحة كيميائية.ورأى ريتشاردز أن منطقة الحظر الجوي التي تدعو إليها المعارضة السورية يجب أن تقترن بتدخل مسلح حتى تؤدي إلى إطاحة النظام الحالي. وشدد ريتشاردز على ضرورة إقامة «منطقة سيطرة على الأرض» و»تدمير» دبابات وناقلات جند. وقال «إن أردتم تحقيق المفعول المادي الذي يطالب به البعض، يجب أن تكونوا قادرين على ضرب أهداف على الأرض، وبالتالي فسوف تذهبون إلى الحرب إن كان هذا ما تريدون».«فرانس برس - العربية نت»