اتهم النواب والشخصيات المسيحية المستقلة المنضوية في تحالف قوى «14 آذار» «حزب الله» الشيعي اللبناني بنقل المواجهات السورية إلى أرض لبنان وبين اللبنانيين نتيجة إقحام نفسه في الأحداث السورية.وحذروا في بيان لهم عقب اجتماع عقدوه أمس برئاسة النائب بطرس حرب من أن استمرار حزب الله في اتباع سياسة الانفراد بالقرار السياسي والعسكري يعرض وحدة المجتمع اللبناني للخطر ويحول البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية وللاقتتال المذهبي بين اللبنانيين.ودعا البيان الحزب إلى الانسحاب الفوري من سوريا وإلى عدم تورط أي فريق لبناني في الصراع السوري محملاً كل متورط في القتال مسؤولية تعريض لبنان للخطر وتعريض مصالح اللبنانيين خاصة العاملين منهم في البلاد العربية للأضرار. وجدد البيان موقف المجتمعين برفض بقاء السلاح غير الشرعي في يد أي مقيم على أرض لبنان سواء كان لبنانياً أو فلسطينياً مطالباً بحصر مهمة تحرير ما تبقى من الأرض اللبنانية المحتلة والدفاع عن لبنان بالجيش اللبناني وسلاحه الشرعي محذرين من أن بقاء السلاح غير الشرعي في يد حزب الله سيؤدي إلى تسليح آخرين. مما يحول لبنان إلى غابة تسودها شريعة الغاب بدل أن يكون دولة قانون ومؤسسات.وأكد المجتمعون على موقفهم المبدئي الرافض لكل عمليات الاغتيالات خصوصاً ذات الطابع السياسي ويدينون بشدة اغتيال الصحافي السوري محمد ضرار جمو في بلدة الصرفند جنوب لبنان ويدعون السلطة الشرعية إلى إجراء التحقيقات اللازمة وكشف المجرمين وإحالتهم على القضاء. في غضون ذلك، عقد مساء أمس الأول اجتماع بين أعضاء بارزين في حزب الله والحزب الاشتراكي التقدمي الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في محاولة تحصين الساحة الداخلية اللبنانية في ظل المشكلات الأمنية والسياسية التي تعاني منها البلاد.وذكرت صحيفة السفير اللبنانية أن الاجتماع عقد في منزل الوزير والعضو في حزب الله حسين الحاج حسن وضم الوزراء غازي العريضي ووائل أبو فاعور وعلاء الدين ترو والنائب أكرم شهيب وظافر ناصر عن الحزب الاشتراكي والوزيرين محمد فنيش والحاج حسن والنائب حسن فضل الله ووفيق صفا عن «حزب الله».وتناول اللقاء ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحداً ، ووجوب الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي وحماية الجيش اللبناني ودعمه كمؤسسة ضامنة للاستقرار. وشدد الحاضرون على أهمية عمل المؤسسات الدستورية بما فيها مؤسسة مجلس النواب، كما أعادوا تأكيد الاتفاق على تنظيم الخلاف حول الأزمة السورية باعتباره نموذجاً يمكن أن يعمم في لبنان لناحية تحييد البلاد عن الخلافات حول ما يجري في سوريا، على قاعدة أن لكل طرف الحق في أن يكون له موقفه من دون أن ينعكس ذلك سلباً على الأرض. على صعيد آخر، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن النازحين السوريين يتواجدون بكثافة في كل قرى الجنوب، ومن بينها الصرفند، وأن الجهات المتابعة لأوضاعهم لا تدقق بين نازح موال وآخر معارض، وأن استقبالهم تم بدافع إنساني وواجب قومي وتضامناً مع مأساتهم، إلا أن جريمة أمس الأول وضعت التعاطي مع ملف النازحين على مشرحة التمحيص والتدقيق والمراقبة، على حد التعبير الوارد في الصحيفة .«أ ش أ»