ريف اللاذقية - (الجزيرة نت): كثفت إيران وجودها العسكري على الأراضي السورية حتى باتت الميليشيات التابعة لها تنتشر على أغلب جبهات القتال، وقد سجل مؤخراً ظهورها في الساحل ودخولها المباشر على خط المعارك والمواجهات، وفق مصادر ميدانية.وتشير تقارير إلى أنه بينما تتواصل انكسارات نظام الرئيس بشار الأسد في مختلف أرجاء سوريا بفعل ضربات الثوار والمسلحين الجهاديين، تعزز إيران حضورها في العديد من المحافظات، وتدفع بفيالقها وحرسها وميليشياتها إلى جبهات القتال لمساندة الأسد وحماية نفوذها هناك.وتفيد المصادر بوجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس الإيرانيين وميليشيات أخرى تشارك في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد بل وتتولى القيادة غالباً، فعلى الجبهة الجنوبية قتل العشرات من هؤلاء العناصر ومن بينهم قياديون بارزون في الحرس الثوري.وأكد الناشط الإعلامي محمد الجولاني أن ضباطاً من إيران يشاركون مع آخرين من «حزب الله» الشيعي اللبناني في قيادة المعارك على الجبهة الجنوبية. وقال إن معظم المقاتلين ينتمون لميليشيات شيعية من إيران والعراق ولبنان. وأضاف «يتجاوز عدد عناصر المليشيات 1500 مقاتل موزعين على محاور مثلث الموت بين محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا».ولفت الجولاني إلى وجود ما يقارب هذا العدد في مدينة البعث بالقنيطرة الخاضعة لسيطرة النظام وقطاعات عسكرية قريبة.وفي الوقت الذي تتولى فيه ميليشيا «حزب الله» قيادة المعارك في جرود القلمون فإن هيمنة الضباط الإيرانيين على القرار بالمنطقة الوسطى تتعزز وتتصاعد، وفق مصادر ميدانية.وتشير أنباء واردة من حماة إلى وجود أعداد كبيرة من العناصر الإيرانية في اللواء الـ47 ومطار حماة العسكري.وكان ضباط إيرانيون قادوا عدة معارك مؤخراً بهدف استعادة السيطرة على مدن مورك وخان شيخون وكفرزيتا، لفتح الطريق الدولي إلى مدينة إدلب والوصول لقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.ويؤكد جميل الحلبي -وهو ناشط إعلامي- أن «معارك النظام الأخيرة في حلب يقودها ضباط إيرانيون ويشارك فيها «مرتزقة شيعة» من عدة دول تشكل العمود الفقري لقوات النظام في المدينة وريفها، ويقدر عددهم بثلاثة آلاف».وأشار إلى تواجد مئات العناصر من الحرس الثوري حالياً في فنادق حلب الخاضعة لسيطرة النظام، ويستعدون لدخول معارك ضد الثوار على جبهة المخابرات الجوية وغيرها، ولاسيما في مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين.وأكد الحلبي سقوط عشرات القتلى بين العناصر الشيعية الإيرانية في المعارك الأخيرة التي جرت على جبهات الملاح وباشكوي وحردتنين.ولفت إلى مقتل ضباط رفيعي المستوى في تفجير مبنى فرع المخابرات الجوية بحلب قبل أيام قلائل.وأكد قادة ميدانيون في الجيش الحر أن عناصر إيرانية شكلت العدد الأكبر في القوات التي شنت هجوما كبيرا على جبل الأكراد الخميس الماضي.وأكد الناشط يعرب الساحلي وجود مئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني في مدينتي اللاذقية والقرداحة، لافتاً إلى أنهم يستعدون للتوجه إلى محاور القتال في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية.وقال إنهم يسعون لتعزيز 250 عنصراً يقاتلون هناك إلى جانب قوات النظام على محوري دورين والنبي يونس.كما أشار إلى وجود ما يقارب هذا العدد في قريتي الزوبار والبهلولية لمساندة قوات النظام على المحور الأوسط في قرية كفريا.ولفت إلى وجود المئات بمقرات النظام في كسب والبسيط والبرج 45، مؤكداً أن هؤلاء هم نخبة العناصر في فيلق القدس وأن إيران دفعت بهم إلى هذه الجبهة نظرا لحساسيتها وخطرها على رأس النظام.ويرى المحامي طارق عبد الهادي أن إيران باتت تحتل سوريا وتصادر قرار النظام فيها، مرجعاً ذلك إلى تهاوي جيش النظام على وقع ضربات الثوار.وأشار إلى وجود أكثر من 100 ضابط إيراني يقودون المعارك على كل جبهات سوريا.وقال إن «موالي النظام من أبناء الطائفة العلوية يدركون هذه الحقيقة، ويعرفون أن بشار لم يعد يملك من أمره شيئاً، وأن شبابهم يموتون دفاعاً عن الهيمنة الإيرانية».وكانت إحصائيات أعدها المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة في الساحل أشارت إلى مقتل 237 عنصراً إيرانياً، بينهم 13 ضابطاً من رتب عالية على مختلف الجبهات في سوريا منذ بداية العام الجاري.