عواصم - (وكالات): تواصلت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران أمس حول برنامج طهران النووي، حيث شككت واشنطن في فرص إبرام اتفاق سياسي في الأيام المقبلة، فيما تحدثت طهران عن حل «90% من المسائل التقنية»، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن «فرص التوصل إلى اتفاق مع طهران نسبتها 50%».وبعد 12 عاماً من التوتر بين إيران والغربيين و18 شهراً من المحادثات المكثفة حددت إيران ودول مجموعة 5+1 مهلة تنتهي في 31 مارس الجاري للتوصل إلى اتفاق سياسي يضمن عدم امتلاك إيران القنبلة الذرية في المستقبل مقابل رفع العقوبات.وعلى إثر جولة أولى من المفاوضات بين الأمريكيين والإيرانيين في لوزان وبين طهران والأوروبيين في بروكسل، التقى كيري وظريف مجدداً خلال ساعتين أمس في قصر في مدينة لوزان السويسرية، يرافقهما وزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي.وفي استراحة بين جلسات المحادثات أعلن صالحي للتلفزيون الرسمي الإيراني «اتفقنا على 90% من المسائل التقنية» في المفاوضات مع مونيز. وأضاف صالحي «لقد توصلنا إلى اتفاقات متبادلة بخصوص معظم القضايا، والخلافات الوحيدة الآن هي حول قضية رئيسة واحدة، وسنحاول حلها في اجتماع لاحق بين الوزيرين. وبدا صالحي أكثر تفاؤلاً من مسؤول أمريكي بارز في المحادثات الجارية في مدينة لوزان السويسرية الذي تحدث قبله عن وجود خلافات رئيسة قبل أيام من المهلة النهائية في 31 مارس الجاري للاتفاق على إطار لاتفاق نووي شامل. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال في بروكسل «حصل تقدم لكن تبقى نقاط مهمة لم تجد تسوية بعد»، علماً أن حكومته تعتبر الأكثر تشدداً في مجموعة 5+1 إزاء إيران.ومن المقرر أن يجتمع المدراء السياسيون لحكومات دول 5+1 وايران مجددا اليوم في لوزان. لكن لا يعرف ما اذا كان وزراء الخارجية سيأتون هذا الأسبوع للانضمام إلى كيري وظريف. وعلى إثر التوصل الى اتفاق مرحلي في نوفمبر 2013 مددت مجموعة 5+1 وإيران مرتين المهلة القصوى للتوصل إلى اتفاق نهائي. وحذرت واشنطن من جهتها بأنه لن يكون هناك تمديد آخر.وفي حال التوصل إلى اتفاق سياسي اتفقت الدول الكبرى وطهران على وضع اللمسات الأخيرة على كل التفاصيل التقنية بحلول 30 يونيو المقبل. وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية وضمان استحالة توصل طهران الى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الايرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية.وبشأن هذه النقطة بالتحديد تختلف ايران ومجموعة الدول الكبرى الست. اذ تريد طهران رفع الاجراءات العقابية التي فرضتها الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في السنوات الاخيرة دفعة واحدة لانها تخنق اقتصادها وتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات، بينما تريد الدول الكبرى رفعها بالتدريج.ويبدو أن هناك خلافات أيضاً حول مدة الاتفاق وفترة تقييم تترك أمام مجموعة 5+1 مجالاً للتحرك إن انتهكت ايران التزاماتها.وتعهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما مرات عدة ببذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي يوماً. إلا أن إمكان التوصل إلى اختراق تاريخي أثار جدلاً حاداً في الكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.ووجه نحو 50 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ قبل 10 أيام إلى القادة الإيرانيين رسالة مفتوحة يحذرونهم فيها من إبرام أي اتفاق مع أوباما مؤكدين أن الكونغرس ستكون له الكلمة الأخيرة بشأن هذا الملف.وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن ظريف أبدى قلقه من الجدل السياسي الدائر في الولايات المتحدة أثناء محادثاته مع كيري.
طهران: اتفقنا مع واشنطن على ?90 من المسائل التقنية
18 مارس 2015