دار قتال عنيف أمس (الأحد) بين القوات السورية الحكومية ومسلحي المعارضة في محيط مطار حلب الدولي وعدد من القواعد الجوية القريبة منه، فيما حذر مسؤول في الاستخبارات الأمريكية من أن الإسلاميين الراديكاليين في سوريا سيتغلبون على الجماعات المسلحة المعارضة ويسيطرون على مناطق واسعة من البلاد. بينما يسعى رئيس الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا للحصور على سلاح نوعي لقوات الجيش الحر.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن «معارك عنيفة اندلعت فجر الأحد قرب مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية» مضيفاً أن حي سليمان الحلبي شهد هو الآخر معارك عنيفة. ويأتي تجدد أعمال العنف في حلب ومحيطها بعد عام واحد من الهجوم الكبير الذي شنته المعارضة على المدينة بغية الاستيلاء عليها.ولكن بعد مضي سنة، ما زال الموقف في حلب غير محسوم إذ تسيطر المعارضة على بعض أحيائها بينما تسيطر على الأحياء الاخرى قوات الحكومة المركزية.وكان المعارضون قد بذلوا جهوداً كبيرة في السنة الماضية من أجل السيطرة على المطارات والقواعد الجوية المحيطة بحلب في محاولة لمنع الطيران السوري من استخدامها لقصف المناطق التي يسيطرون عليها.وكان مطار حلب الدولي قد أغلق أمام حركة الطيران التجاري منذ يناير الثاني الماضي.من جانب آخر، قال ديفد شيد نائب مدير وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية في كلمة ألقاها في منتدى أسبين الأمني في كولورادو؛ إن الصراع في سوريا يمكن أن يستمر سنوات، وهو ما يجعل مناطق من سوريا معرضة لاحتمال أن يسيطر عليها من سماهم المقاتلون المتطرفون.وأضاف أن هؤلاء لن يعودوا إلى أوطانهم عندما ينتهي الصراع الذي تحول من انتفاضة شعبية منتصف مارس 2011 إلى انتفاضة مسلحة.وهناك تنظيمات سورية توصف بالجهادية مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام تقاتل بشراسة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتضم مئات وربما بضعة آلاف من المقاتلين العرب والأجانب.وعرض المسؤول الأمريكي سيناريواً للصراع القائم في سوريا ينزوي فيه الأسد في جيب بينما تصبح المناطق الأخرى محل صراع. وفي هذا السيناريو ستقاتل الجماعات الإسلامية الموصوفة بالتطرف الجماعات الأخرى الأقل تسليحاً وتنظيماً للسيطرة على تلك المناطق وتظل فيها سنوات، حسب المسؤول الأمريكي. وتقول المعارضة السورية إن الأسد ربما يلجأ إلى إقامة دولة للعلويين تشمل أجزاء من حمص ودمشق والساحل إذا شعر أنه خسر المواجهة الدائرة. وأشار نائب مدير وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية إلى وجود 1200 جماعة مسلحة في سوريا، قائلاً إنه يصعب التفريق بينها حين يتعلق الأمر باحتمال مد المساعدة لها.إلى ذلك وصل رئيس الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا إلى القاهرة قادماً من السعودية وذلك في زيارة تستغرق عدة أيام. ويتوقع أن يجري الجربا خلال هذه الزيارة مباحثات مع المسؤولين المصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.وعن هذه الزيارة يقول رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح إن الجربا سيبحث مع المسؤولين في القاهرة تطورات الأزمة السورية، إضافة إلى الإجراءات التي اتخذت مؤخراً بحق دخول السوريين إلى مصر والخاصة باشتراط الحصول على تأشيرة وموافقة أمنية مسبقة.وكان الجربا أعلن في تصريح صحافي أن الأولوية لديه هي «لتأمين السلاح النوعي» لمقاتلي الجيش السوري الحر، معتبراً أن الشعب السوري يواجه حرب إبادة وأن تسليح الجيش الحر هو الكفيل بوقف المجازر.وأضاف أنه يأتي بالدرجة الثانية العمل على تأمين المواد الإغاثية والطبية للشعب.وتصريحات الجربا تأتي بعد يومين من كشف مصادر مطلعة أن الحكومة البريطانية تخلت عن خطط لتسليح المعارضة السورية، وأن لندن تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستمر في منصبه لسنوات.