قال مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل الحمر، إن منظومة دول الخليج العربية، مهددة في قيمها وثوابتها بهجمات إعلامية مبرمجة تستهدف ممارسة الضغوط عليها، وذلك بسبب ضعف مقومات الأمن الإعلامي، لافتاً إلى الحاجة الماسة إلى رسالة إعلامية تعكس قيم مبادئ وعادات وتقاليد المجتمع الخليجي. وأضاف الحمر: من المهم أن تكون هذه الرسالة الإعلامية، قادرة على إبراز الهوية الخليجية والتخلي عن كافة أشكال التبعية والتقليد والانجرار نحو الذوبان في الآخر، من خلال منتج إعلامي وثقافي يعكس قيمنا وأصالتنا وتاريخنا وهويتنا. وعبر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام –خلال افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الإعلامية (نحو استراتيجية إعلامية خليجية وعربية)- عن اعتزاز المملكة باختيارها لتكون منطلقاً لأعمال مؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الإعلامية، وذلك تأكيداً على ما تنعم به المملكة من أجواء الحرية والانفتاح والديمقراطية وترسيخاً لمكانتها وموقعها الريادي كمنارة للإشعاع الفكري والثقافي في محيطها الخليجي والعربي، موضحاً أن المؤتمر يأتي في ظرف مشبع بالتحديات والمخاطر المحيطة بدول المنطقة حيث انتشار آفة الإرهاب والتطرف والعنف والصراعات فضلا عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى التي تواجه المنطقة والتي تستدعي بالفعل تحركا جادا وسريعا لوضع رؤية إعلامية استراتيجية قادرة على مواجهة التحديات وتحصين مجتمعاتنا مما تتعرض له من غزو فكر ي وثقافي وأيديولوجي مدمر. وأوضح ان مؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الاعلامية -الذي تقيمه الجمعية الخليجية للصحافة وحرية الإعلام «كوغر» بالتعاون مع شركة بروميديا العالمية الكويت- يقام في البحرين بعد أشهر قليلة من تنظيم معهد البحرين للتنمية السياسية نوفمبر 2014، للمنتدى الخليجي الثاني للإعلام السياسي تحت عنوان (الإعلام وثقافة الاختلاف) ليصب في هدف إرساء مفاهيم الاختلاف وتقبل الآخر وتفعيل دور الإعلام في ترسيخ ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر وتنمية قيم الاعتدال، والارتقاء بالرسالة الإعلامية على أسس من المسؤولية والاحترام وعدم المساس بحقوق وحريات الآخر وهو ما يتلاقى مع هدف المؤتمر لتحقيق الأمن الإعلامي لمواجهة استغلال الحرية الإعلامية وحرية التعبير التي قد تستخدم من قبل بعض الجهات ذات الأجندة الخارجية للإضرار بأمن واستقرار المجتمع الخليجي والعربي.وقال مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام أن الأمن منظومة متكاملة هدفها حماية المجتمعات مما يتهددها من مخاطر داخلية وخارجية، ولا يمكن تحقيق الأمن في عصر الانفتاح والعولمة إلا بتوافر كافة مقوماته سواء العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية وكذلك الإعلامية، فالأمن الإعلامي اليوم يتعامل مع مخاطر جمة هدفها الترويج لأفكار غريبة على مجتمعاتنا باستغلال قوة التأثير الهائل للإعلام في السيطرة على العقول والأفكار وتوجيه الرأي العام.وأضاف: لا يخفى عليكم ما تعرضت له البحرين الأربع سنوات الأخيرة، ولا تزال من هجوم إعلامي غير مسبوق وحملات إعلامية مشبوهة في إطار زعزعة استقرارها وتقويض وهدم منجزاتها وبث الفوضى في المنطقة ككل، الأمر الذي يشير إلى الحاجة الماسة لدعم أسس الأمن الإعلامي لحماية أوطاننا ومجتمعاتنا. وعبر الحمر عن تمنياته بنجاح المؤتمر في الخروج برؤية استراتيجية خليجية موحدة تحقق التنمية المجتمعية وتحصن المجتمع والإنسان الخليجي والعربي من الغزو الإعلامي الخارجي وتحافظ على الهوية والثقافة الخليجية والعربية. بدوره أكد رئيس تحرير صحيفة «أخبار الخليج» أنور عبدالرحمن، أن البحرين تعرضت لحرب إعلامية شرسة ومازالت نموذجاً مختلفاً تماماً من حيث المدى الذي بلغته وخطورة أبعادها، والأهداف الخبيثة التي سعت إلى تحقيقها، وأول مرتكز لها هو تعمد تشويه كل الحقائق والوقائع التي تجري على أرض البحرين، خصوصاً هذه التطورات وهذه الأحداث التي تواصلت على مدى عامين، لافتاً إلى أن هذه الحملة الظالمة قامت على الاحتضان الإعلامي والسياسي لقوى طائفية تتآمر على البلاد وعلى أمنها واستقرارها وعروبتها، والدفاع الشرس عن أجندتها الهادفة إلى تخريب الوطن والمجتمع بأسره، والدفاع عن ممارساتها الطائفية وأعمال العنف التي تمارسها، والتي تحرض عمداً عليها. ودعا رئيس تحرير «أخبار الخليج» إلى إنشاء مراكز أبحاث داخل الدول الغربية، تكون مهمتها التصدي للأبحاث الغربية التي تستهدفنا، وبحيث تقوم هذه المراكز التي ننشئها في الغرب قادرة على توفير المواد اللازمة عن حقيقة أوضاعنا لتقديمها أولاً بأول إلى الأجهزة العلمية المختلفة، وذلك بهدف استقطاب النخبة المحايدة في أمريكا والدول الغربية. من جانبه أكد رئيس منظمات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) طارق آل شيخان أن المجلس ومنظماته لن يسمح ولن يتساهل أمام أي جهة أو شخص مهما بلغت قيمته الدينية أو درجته السياسية أو أي اعتبارات أخرى إذا أرد المساس بأمن ووحدة مملكة البحرين أو أي دولة خليجية، مشدداً على أن هذه الرسالة إلى القوى الإقليمية بأننا سنقف بكل شدة ضد من يحاول التعدي على الخطوط الحمراء الثلاثة لدينا وهي «النظام السياسي الخليجي والوحدة الوطنية بين كل مجتمع خليجي والمساس بمفهوم الوحدة الخليجية».