جملة آيات العبادات في القرآن لا تزيد على 110 آيات من أصل 6236 العبادات جزء من 62 جزءاً في الإسلام وتطبيقه وترك الباقي فهم خاطئ للدينالتدين ليس بارتداء الثياب البيضاء وإطلاق اللحى ولبس النقاب فقطالتعليم القائم على الأمر والنهي ثقيل على السامعين كباراً وصغاراًدعا الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي «المسلمين إلى ضرورة تصحيح أولوياتهم وهدفهم في الحياة على مراد القرآن والسنة»، مؤكداً أن «الإسلام لا يفرق بين الدين والدنيا، فالدنيا مزرعة للآخرة، والدين عبادات ومعاملات ولا يصح فصل العبادة عن حسن معاملة الناس»، مشيراً إلى أن «حب الله ومرضاته أولوية تتوارى أمامها كل الأولويات والمقاصد في الدنيا».وأضاف الشيخ عبدالكافي أنه «انطلاقاً من قاعدة أن «خير الناس أنفعهم للناس»، فإن النجم الحقيقي في المجتمع الإسلامي هو الذي يفيد أكبر عدد ممن حوله فائدة حقيقية تدوم لأطول وقت».وشدد د.عبدالكافي على أن «الإسلام دين ودنيا، وعبادات ومعاملات وسلوك، وليس عبادة فقط، والتدين لا يكون بارتداء الثياب البيضاء وإطلاق اللحى للشباب ولبس النقاب والقفازين للفتيات». وأشار إلى أن «القرآن الكريم وهو دستور المسلمين يتكون من 6236 آية، وجملة الآيات التي تتحدث عن العبادات لا تزيد عن 110 آيات أي أن العبادات تمثل جزءاً واحداً من 62 جزءاً من الإسلام، وتطبيق جزء واحد وترك باقي الأجزاء فهم خاطئ لحقيقة الإسلام». ولفت إلى أن «المسلم ينبغي أن يحرص على الصدق، وعفة اللسان، وطهارة اليد، ونقاء النفس، والبعد عن أذى الآخرين بالغيبة والنميمة والغش والسرقة والكذب والقتل، كما يحرص على أداء الصلاة في وقتها، وإخراج الزكاة فى موعدها، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام». وذكر أن «الدين عبادة ومعاملة ولا يصح أن يتعبد المسلم ويسيء معاملة الناس، كما لا يصح أن يحسن معاملة الناس ولا يصلي ولا يصوم».ورأى د.عبدالكافي أن «من عظمة الإسلام أنه ليس فيه أعمال خاصة للدنيا وأعمال خاصة بالآخرة ولكن الدنيا مزرعة للآخرة، وكل عمل حلال يؤديه المسلم في دنياه يبتغي به مرضاة الله ينال الأجر والثواب عليه في الدنيا والآخرة». وأوضح أن «لكل إنسان في حياته أولويات يسعى لتحقيقها ويقدمها على غيرها»، مشدداً على أن «هناك أولوية تتوارى أمامها تلك الأولويات وهى حب الله عز وجل، فالذي يسعى إلى حب الله ومرضاته تصبح أعماله جميعا هدفاً للوصول إلى تلك الغاية».واقترح الشيخ عبدالكافي على الآباء والأمهات والمربيين أن «يكون منهجهم في جذب عقول الشباب والفتيات قائماً على التعليم غير المباشر عن طريق القصص والحكايات الهادفة التي تدخل فيها المعلومة والحكمة والنصيحة»، وضرب مثلاً على ذلك فقال إن «أسلوب التعليم القائم على الأمر والنهى يكون ثقيلاً على السامعين كباراً وصغاراً»، وذكر أنه «على سبيل الحث على أداء الصلاة وبيان فائدتها يستحسن للآباء والمعلمين أن يذكروا قصصا ترغب السامعين وتحببهم فى أداء الصلاة». وروى واحدة من تلك القصص فقال إن «باحثين غربيين توصلوا إلى أن الإنسان الذي يريد أن يتخلص من توتر الأعصاب وكثرة الهموم وضغوط الحياة يحتاج لتفريغ الشحنات المغناطيسية المؤرقة التي تؤدي لتوتر أعصابه، ولكي يتم له ذلك لابد أن يؤدي حركات مثل حركات المسلمين في الصلاة، وبخاصة السجود على الأرض، وأكدوا أن الأرض وحدها هي التي تستطيع أن تمتص الشحنات المغناطيسية التي تسبب التوتر والقلق، واشترطوا 3 أشياء في السجود، أن يسجد الإنسان على الأرض، أو على شيء صلب، وليس على فراش لين، وأن يكون السجود على سبعة عظام من عظام الجسم، وهى الجبهة والأنف، واليدان والركبتان والقدمان، ويجب أن يكون السجود تجاه الكعبة لأنها مركز مغناطيس الكرة الأرضية».وأضاف الشيخ عبدالكافي «أكد العلماء أن أي حركات تختلف عن حركات المسلمين في الصلاة، لا تؤدي الهدف المنشود في إزالة التوتر والاكتئاب من الإنسان»، موضحاً أن «هذا القصص الشيق الذي يخاطب العقل والروح يحبب الأبناء في الصلاة أكثر من أسلوب الأمر والنهى والوعظ».كما دعا د.عبدالكافي الآباء والأمهات إلى أن «يحرصوا على جمع شمل أسرهم في جلسة صفاء ومودة لمدة نصف ساعة يومياً في الصباح أو المساء بعيدا عن التلفزيون والجوال وكل ما يشغل الأسرة عن بعضها وأن يتحدثوا في تلك الدقائق في أمور الدين وأن يحكي كل فرد من أفراد الأسرة حكمة أو موعظة أو قصة مفيدة أو يقرأ بعض آيات القرآن أو حديثاً نبوياً». وقال إن «مثل تلك الأوقات تطرح البركة في البيوت وتجعل من أبنائنا نجوماً وهداة لمن حولهم».ورأى الشيخ عبدالكافي أن «المؤمن لا يعرف اليأس والإحباط إذ لا يقنط من رحمة الله إلا الكافرون»، مشيراً إلى أن «التفاؤل أهم أسس استشراف الغد الأفضل». ونصح الآباء أن «ينقلوا التفاؤل لأبنائهم وألا يعلموهم اليأس والخوف من المستقبل بأي حال، وروي عن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه قوله: «أنا رجل أعيش على الأمل فإن تحقق أحمد الله عليه، وإن لم يتحقق فقد عشت به سعيداً»، وأكد أن «الغد الأفضل سيكون للإسلام مهما كانت الظروف المحيطة بنا»، لافتاً إلى أن «المبشرات بنصر الله أكثر من أن تحصى والأدلة كثيرة في آيات القرآن الكريم وفى الأحاديث النبوية وفى شواهد التاريخ».وأوصى الشيخ عبدالكافي «كل مسلم بأن يكون لبنة صالحة في بناء الأمة، وألا يكون ثغرة يدخل منها شياطين الإنس والجن إلى داخل المجتمع المسلم، وأن يكون كل منا جندياً من جند الإسلام يدافع عنه ويهدي إليه». وقال إن «كل معصية يرتكبها الإنسان تعتبر ثغرة في بناء الأمة تدخل منها السموم إلى أجسادنا فتصيبنا بالوهن وتؤسس لإضعاف الإسلام والمسلمين». وتمنى أن «يكون كل منا حارساً أميناً على دينه لا يدخل عن طريقه عدو من أعداء الإنس والجن إلى ساحة الإسلام».
د. عبدالكافي: الدنيا مزرعة الآخرة والدين عبادات ومعاملات
20 مارس 2015