حينما كنت في العقد الأولِ من عمري، كنتُ أعشق جمال السماءِ المرصعةِ بالنجوم، فكنتُ أرفع يدي نحو الأعلى محاولةَ الإمساك بها ولكن دون جدوى، فأقفز تارة تلو الأخرى ويضحك الجميع علي وأستمر بالقفز دون أن أسأم.وليس الجميل في الأمر القفز طبعاً، ولكنه كان شعوراً جميلاً حينما كان يختم أبي ضحكته الرنانة بجملته المعهودة : إني أراك لا تستسلمين كما إني أرى لكِ مستقبلاً زاهراً ! ومرت السنوات، وشاءت الصدف أن تتيح لي فرصة مشاهدة برنامج شاعر المليون والذي ولّد لدي آن ذاك حلماً جديداً ألا و هو أن أكون نجمة من نجوم الساحةِ الشعرية !ومنذ تلك اللحظة بدأت محاولاتي الشعرية (على مستوى المدرسة) في تزايدٍ مستمر إلى أن دعتني الشاعرة سبيكة الشحي للاشتراك في جمعية الشعر الشعبي، ومن هذه الجمعية انطلقت بداية مسيرتي الشعرية، ففي صيف المشاعر الأول والثاني، تعلمتُ أساسيات الوزن على أيدي كبار الشعراء أمثال: الشاعر عبدالرحمن المدفع والشاعر عبدالله الخالدي. كما إنني أيقنتُ مدى أهمية الإلقاء ومحتوى القصيدة على يد كل من الخطيب علي الريس والشاعر محمد آل مبارك والشاعر عبدالعزيز الحادي.وقد كانت لهذه المشاركات الأثر البالغ في دفعي للاشتراك في المزيد من المهرجانات والمسابقات، ففزتُ بـ لقب شاعرة خولة لعام 2012 كما فزتُ بالمركز الأول بجائزة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة رئيس الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة وغيرها العديد. في العام 2013 ، كان لي الدور البارز في المساهمة بتنظيم صيف المشاعر الثالث، كما جاءت مشاركتي في الأمسية الشعرية الرمضانية التي أقيمت بجامعة أما الدولية، كأول أمسية لي على مستوى المملكة. ومن جانبٍ آخر فقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي كالانستغرام الأثر الجميل في حصولي على الدعم والتشجيع الدائم. وإنني الآن وبعد كل ما أضافت لي هذه السنوات، أدركتُ أنني أقف على عتبة البداية محملةُ بباقة من الأمنيات، متطلعةَ للمستقبل، نابضةً بالأحاسيس التي تحتاج أوراقي، فأنا لستُ من يكتب الشعر، بل هو من يكتبني.