التقدم العلمي بدول التعاون يقابله شعب إيراني يعيش على الفتاتفي إيران انتخابات لكن القرار الأخير بيد المرشد وهو ليس منتخباً مصر والسعودية تنبهتا لمخطط تقسيم المنطقة وعقدتا مؤتمر شرم الشيخالبحرين نجحت أكثر من أية دولة في تنفيذ توصيات حقوق الإنسانالسجون تغيرت لصالح المحتجزين بنسبة لا تقل عن ?80لندن اعتبرت دعوات مقاطعة الانتخابات البحرينية مصادرة لحقوق الإنسانحاوره - حسن الستري:أكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الأسبق السفير كريم الشكر أن تمدد القاعدة والإخوان والنصرة وحزب الله يجعل العرب أمة تتبع الغرب، مشيرا إلى ان ما يسمى بـ«الربيع العربي» و«داعش» جزءاً من مخطط الشرق الأوسط الجديد.وقال الشكر في حوار مع «الوطن»، إن «التقدم العلمي بدول مجلس التعاون الخليجي يقابله شعب إيراني يعيش على الفتات»، موضحا أن «في إيران هناك انتخابات ومجلس شورى ولكن القرار الأخير بيد المرشد وهو ليس منتخباً».وحول التحديات التي تواجه الدول العربية والمنطقة، قال الشكر إن «مصر والسعودية تنبهتا لمخطط تقسيم المنطقة وعقدتا مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي»، مشيرا إلى أن «هدف المؤتمر هو تعزيز دور مصر القومي بما يدعم كل مفاصل الأمة العربية(..) إذا سقطت مصر سقطت وراءها الكثير من العواصم العربية».وعن الانتخابات الأخيرة والأوضاع الحقوقية في البحرين، أكد أن «لندن انتقدت دعوة المعارضة البحرينية لمقاطعة الانتخابات واعتبرتها مصادرة لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى أن «البحرين نجحت أكثر من أية دولة في تنفيذ توصيات حقوق الإنسان، والسجون لديها تغيرت لصالح المحتجزين بنسبة لا تقل عن 80%».ما رأيك بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟ والشائعات المتداولة بين الحين والآخر أنه كأس سيدور على جميع الدول؟الشرق الأوسط الجديد فكرة تبناها شمعون بيريز حين كان وزيراً لخارجية إسرائيل، وهو حلم صهيوني، وذكره بيريز في كتابه الشهير «الشرق الأوسط الجديد»، وجاء ذلك بعد اتفاقات أوسلو سيئة الصيت، وبدأت المفاوضات من الثنائية إلى المفاوضات متعددة الأطراف، وحرصت الدول العربية على أن يعطى الفلسطينيون حقوقهم بشكل عادل ومنصف، وعلى أقل تقدير بأن يكون لهم وطن وحق في تقرير مصيرهم.هل هو حلم أم مشروع؟هو ليس حلماً، إسرائيل تمارسه على أرض الواقع، ومن ضمنه ما يسمى بـ«الربيع العربي» والفوضى، والخريف العربي جزء من هذا المخطط، وما «داعش» إلا منتجات لهذا السيناريو في تقطيع أوصال الدولة الوطنية في المشرق العربي اليوم.بدؤوها بالسودان وقسموها، ومصر والسعودية تنبهتا لمخطط تقسيم المنطقة، وما يجري في ليبيا وسوريا والعراق خير شاهد، انتبه العرب مؤخراً، وعقدوا مؤتمراً في شرم الشيخ لتعزيز دور مصر القومي، فهو تعزيز لكل مفاصل الأمة العربية، وإذا ما سقطت مصر سقطت وراءها الكثير من العواصم العربية.ما تنبه له العرب مؤخراً أصاب كبد الحقيقة لمواجهة المؤامرات الصهيونية، ولاشك أن دعم الاقتصاد المصري يصب مستقبلاً في مصلحة الأمن القومي العربي من المحيط إلى الخليج.كيف تنظر لندن لحقوق الإنسان في البحرين؟صدر مؤخراً تقرير حقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة، ومسألة حقوق الإنسان الأساسية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ميثاق الأمم المتحدة، وتستغله الدول الغربية كسلاح، إذ تم تفكيك الاتحاد السوفييتي عن طريق إثارة حقوق الإنسان، وبرزت مسألة استغلال الوطنية في بعض الدول المنضوية تحت الاتحاد السوفيتي سابقاً، باستثناء جمهورية الشيشان حوربت لأنها إسلامية وتقع في قلب روسيا.الكثير من الدول قامت على أنقاض الاتحاد السوفييتي، ونهضت دول أوروبا الشرقية، ولم يتحقق السلم، وما قضية أوكرانيا وشبه جزيرة القرم إلا مثال على صعوبة التغيير المباشر، وحتمية المرور بمراحل انتقالية.المواطن في الاتحاد السوفييتي لم يكن فقيراً، بل كان يجد لقمة العيش على الأقل، الآن فكثيرون لا يحصلون عليها، فلا النظام الاشتراكي جيد ولا النظام الرأسمالي جيد، لا بد من وسطية جاء بها النظام الإسلامي العقلاني لا المتطرف.لا بد من العمل بالعهدين الدوليين للحقوق السياسية «الشرعة الدولية لحقوق الإنسان» العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية، والعهد السياسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.لكن هناك أنظمة إسلامية تدعي تطبيق أحكام الشريعة، وعليها الكثير من المآخذ؟ما يمارس على أرض الواقع ليس الإسلام الموجود أيام النبي «ص» والخلفاء الراشدين، بل هو الإسلام السياسي، بأن لكل دولة كيانها وعالمها ونشيدها الوطني وطوابعها واعتباراتها ومصالحها وحدودها الدولية المتعارف عليها، فبالأمس كنت تنتقل في البلاد الإسلامية بلا حدود، واليوم هناك منافذ حدودية وجوية تحد من تنقلاتك.الآن تحتاج لجواز وأحياناً تأشيرة للتنقل من دولة لأخرى، فلا يوجد دولة تطبق الحكم الإسلامي، وإذا أخذنا إيران مثالاً، هناك انتخابات ومجلس شورى، ولكن القرار الأخير بيد المرشد، وهو بالنهاية ليس منتخباً.هذا يعني أن المشكلة في التطبيق وليس النظرية؟لا أعلم إن كانت هناك نظرية، ما يجري في عالمنا العربي هو إفرازات لمرحلة استعمارية وجدنا أنفسنا فيها، وأصبحت الدولة القومية والتحرر القومي والمطالبات الشعبية بالوحدة العربية والإسلامية.اليوم بعد انحسار المد القومي وبدء التمدد الديني كالقاعدة والإخوان والنصرة وحزب الله، واستنجادنا بالغرب، جميعها أمور لن توصل العرب إلى استقلاليتهم، بل ستجعلنا أمة تتبع الغرب، ما لم نكن مستقلين استقلالية تامة، بأن نأكل ما نزرع ونشرب مياهنا الطبيعية أو المحلاة، ونلبس مما نضع ونتنقل بما نصنع، رصاصة البندقية التي يدافع بها الجندي نستوردها من الخارج.لكن لم تجبني، كيف تنظر لندن لحقوق الإنسان في البحرين؟لندن في تقريرها الأخير انتقدت بعض الأوضاع في البحرين، ولكنها في نفس الوقت انتقدت ما يسمى بـ«المعارضة» في عدم مشاركتهم في الانتخابات، واعتبرتها مصادرة لحقوق الإنسان عبر دعوة الآخرين للمقاطعة، بأن صادروا حقهم في المشاركة السياسية في اختيار ممثليهم، يقاطعون ويرون أو يعلنون بأن البرلمان غير ممثلهم.دخلوا الانتخابات وأعلنوا النتائج قبل النتائج الرسمية، وجاءت الرسمية مرادفة لنتائجهم، فهذا يعني أن الانتخابات نزيهة.أنت الذي أتحت للآخرين دخول المجلس، كثير من هؤلاء النواب ما كانوا ليدخلوا البرلمان لو شاركت الوفاق، د.علي فخرو في مقابلة صحافية مؤخراً انتقد مقاطعة الانتخابات، وذكر أنه بعد 4 سنوات مما يسمى بـ«الربيع العربي»، لابد من وقفة تأمل ومراجعة النفس.هل هذا الأسلوب الصحيح؟ لا بد أن نحضر أنفسنا مستقبلاً للمشاركة السياسية، لا يمكن أن تظل المعارضة مستمرة في موقفها السلبي طوال الوقت، بعد أن كانت إيجابية إبان الميثاق، وجاء بحقوق لم تكن موجودة قبلاً، واعتبر بمثابة العقد الاجتماعي بين الشعب والحاكم.هل استطاعت المنظمات الحقوقية في البحرين الوصول إلى مستوى تنافس به نظيراتها في الدول الغربية؟ وما هي النواقص؟من الواضح أنها في طور التأسيس وإمكاناتها ضعيفة، بدايتنا متواضعة وواعدة بذات الوقت بخلاف المنظمات الدولية، مثل هيومن رايتش ووتش وآمنتي إنترناشونال، التي لها باع طويل، ولكن المنظمات الدولية خاضعة للولايات المتحدة وبريطانيا وتمول منهم، إضافة للمساعدات الشعبية، فهناك بون كبير في الخبرة والإمكانات والممارسة.ثورة الاتصالات عملت شيئاً غريباً في سرعة تنقل المعلومة وسرعة الرد، بأن تتفاعل مع الخبر بسرعة، ونحن بحاجة لنواكب الزمن بسرعة لنصل لمستواهم، لا بد من توطين التكنولوجيا، الدين حثنا على التعلم من المهد إلى اللحد، ولكننا أمة لا تقرأ ولا تطبق العلم بالشكل الصحيح عملاً وتفكراً. الغرب أخذ ما وصلت وانتهت إليه الحضارة الإسلامية من تقدم علمي وثقافي وطورها، اليوم كل شيء من عندهم، ماذا فعلنا نحن؟!إلى أي مدى نجحت البحرين في التعامل مع توصيات جنيف طول السنوات الماضية؟توصيات حقوق الإنسان في المراجعات المرورية نجحت فيها البحرين أكثر من أي دولة، هناك توصيات إلزامية بحكم أن البحرين طرف في اتفاقات محددة لحقوق الإنسان، وهناك توصيات أخرى غير إلزامية.الإنسان بطبيعة تكونه غير كامل، كل التوصيات قبلت بها البحرين، وهناك تقدم في التنفيذ ولكن الكمال لله، التشريعات يتم تعديلها لمواكبة التزامات البحرين بمقتضى الاتفاقات الدولية، أنشئت وزارة لحقوق الإنسان، هناك حركة وتفاعل مع ما يجري.هناك كاميرات بالسجون اليوم ومدونة لحقوق السجين، هناك حقوق لم تكن موجودة سابقاً، تغيرت السجون بنسبة لا تقل عن 80% لصالح السجين والمحتجز.كيف يمكن الحد من استغلال المعارضة للمنظمات الحقوقية لتحقيق مكاسب؟حقوق الإنسان مفتوحة اليوم، ومثلما تقدم الدولة تقريرها للمفوض السامي لحقوق الإنسان، هناك مؤسسات أهلية بعضها منحلة تستطيع تقديم تقريرها بشكل مواز لتقرير البحرين.الإنترنت مفتوح للكل والمفوض السامي لا يستطيع أن يحجب، الكل يتم معاملتهم سواسية، والمتضرر بالتأكيد هي الدولة، لأنها صوت واحد، وهم مجموعة أصوات.ما دافع المنظمات الدولية لدعم المعارضة في الدول العربية؟ وما المقابل؟سؤال ممتاز ويحتاج لتأمل وتفكير، تحدثنا عن الفوضى الخلاقة والأجندة الخفية للدول الكبرى، في الدول العربية والإسلامية هناك هيجان من أفغانستان شرقاً إلى المغرب غرباً، وهذه الأوضاع تستدعي التساؤل حول بروز المنظمات المتطرفة وتقود إلى العنف والكراهية وعدم التعايش والتسامح مع الأديان الأخرى.وعلى سبيل المثال لا الحصر، وبنظرة على واقع منطقتنا، نجد أن التقدم العلمي في دول مجلس التعاون لم يحصل في الدول الأخرى، الشعب الإيراني يعيش على الفتات، بعد أن كانت إيران سلة غذاء لجيرانها، اليوم باتت تستورد الغذاء والمواد، لابد من نظرة تعاون إقليمي وتطبيق مبادئ حسن الجوار وحرمة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبدء حوار عميق لبناء الثقة بين دول المنطقة.«هيومن رايتش ووتش» مدعومة من الـ«سي آي أيه»، وهي لا تدعم المعارضات لأجل سواد عيونها، فهل هناك «سايكس بيكو» جديد يخططون له؟ هل يريدون خفض أسعار النفط كي تنتج مصانعهم على حسابنا؟ ما يخرج من أرضنا من نفط لا يرجع بعد استخراجه ولكن صناعاتهم مستمرة، وأسعارهم ترتفع بينما أسعار النفط تنخفض، ومصانعهم تعمل بطاقة النفط والبترول المستوردة من منطقتنا العربية والشرق أوسطية.ألا ترى أن المسألة مسألة ابتزاز للدول؟قد يكون ذلك صحيحاً، كما إنه ليس بجديد، كنا نشتري السلاح بأغلى الأثمان، هناك منظمات متطرفة تعمل باسم الدين، وتقاتل بين أطراف الشعب في أغلب الدول، وهناك حروب طائفية موجودة في جميع الدول، وهي أمور لم تكن موجودة فيما مضى، من يمول تلك المنظمات ويدعمها؟ سؤال مطروح يستدعي الإجابة الجماعية.بصفتك سفيراً سابقاً في نيويورك، كيف يبلغ الأمريكان رسائلهم للدول؟ بأية طريقة؟ هل صحيح أنها لغة الأوامر؟لم يحدث في عهدي ذلك، وحدث معي أيام وجودي في نيويورك عندما كنت دبلوماسياً يافعاً بداية السبعينات عندما كان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بورش الأب مندوباً دائماً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وكان هناك اجتماع مهم يتعلق بموازنة الأمم المتحدة، وكان هناك مقترح لتخفيض نسبة مساهمة واشنطن بالموازنة، وأوفدني السفير الراحل د.سلمان الصفار أول سفير للبحرين بنيويورك، لحضور الاجتماع.قال لي بوش حينها إن لديه معلومات أن البحرين ستؤيد مشروع القرار الأمريكي، ونظرت إليه بارتياب، ولم يكن وقتها تجمعاً لمجلس التعاون، وإنما تجمع خليجي وعربي، وكانت الدول العربية منقسمة، والأغلبية كانت معارضة بسبب موقف أمريكا من القضية الفلسطينية.استشرت مندوب قطر وذكر أن لديهم معلومات بالتصويت لصالح القرار وفقاً للسعودية، فقصدت المندوب السعودي جميل البارودي، فحثني على التصويت لصالح القرار، وقال «نريد للأمم المتحدة الاستقلالية، وألا تتحكم الولايات المتحدة بها عبر الموازنة، وإذا رفضت الولايات المتحدة دفع مخصصاتها، من سيدفع».كانت الدول الغربية تدفع حوالي 40% والولايات المتحدة 30%، والدول الاشتراكية كانت تعارض القرار، وجدت نفس حينها بين المؤيد والمعارض وامتنعت عن التصويت.ألم يكن لديك توجيه بالتصويت مع أو ضد؟حين أرسلني الصفار لم يعطني توجيهاً، معتقداً أنه لن يحصل تصويت، لذلك يومها صوتت بالامتناع باعتباره الأسلم، ومرر القرار بفارق ضئيل، وذهبت إلى السفير بنهاية عطلة الأسبوع، فقلت له إني امتنعت عن التصويت لعدم وجود تعليمات، فقال لي حسناً فعلت، وحينها دق الهاتف، وكان المتصل وزير الخارجية آنذاك سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، يستفسر عن سبب الامتناع عن التصويت، بينما توجد تعليمات بالتصويت لصالحه، فأجابه السفير أن كريم الشكر ضغط على الزر الأصفر بالخطأ بدلاً من الأخضر، فرد الوزير أن هذه المرة سمحنا له، ولكن إذا تكرر الخطأ سيتم استدعاؤه للبحرين، وهذا كان درساً لي بعدم الذهاب للاجتماع إلا بعد أن أكون محملاً بالتعليمات اللازمة لمعرفة موقف البحرين بشكل واضح.هل توجه مثل هذه الدعوة للدبلوماسيين اليوم؟بالتأكيد، فأنت تمثل بلدك، وتوضع في موقف لا تحسد عليه، وذاك الوقت كانت الاتصالات عسرة، فلم يكن إلا الهاتف الثابت، وحين لا يكون الشخص موجوداً بقربه فلا تصل له، أما الآن تطور الأمر وأصبح بالإمكان مشاهدة التصويت مباشرة على شاشات التلفاز، وتسمع وترى وأنت بعيد أفضل ممن هو موجود بالقاعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.أوجه الدبلوماسية المتعددة الأطراف في الأمم المتحدة تغيرت تغيراً كبيراً، كنا نسهر على كتابة التقارير، اليوم الدبلوماسي يكتب ما وراء الخبر، لأن الأخبار تكتبها الصحافة وتنتقل بسرعة هائلة أسرع من البرق، وهذا التغير يتطلب أن يكون الدبلوماسي محللاً أميناً لمواقف الدول، لا مخبراً عن النتيجة فحسب، ويكون تحليله عرضة للصواب والخطأ، فالتحليل هو الدلالة على عمق الدبلوماسي.بدايتنا في الدبلوماسية المتعددة الأطراف في إطار الأمم المتحدة ساعدتنا فيها دول سبقتنا مثل السعودية والكويت وغيرها، وشققنا طريقاً في مشوار صعب، فاللغة العربية لم تكن لغة معتمدة في الأمم المتحدة، وكنا نترجم التقارير والأخبار بشق الأنفس.هذا أول ظرف واجهته، وخرجت منه بأقل الأضرار ولكنها نفعتني، وساعدتني ألا أتحمس للذهاب إلى أي اجتماع إلا بعد قراءة الوثائق اللازمة وسبر أغوار مواقف الدول، فهو قرار يسجل بالأمم المتحدة، خصوصاً حين يكون القرار متعلقاً بمجلس الأمن التي تعتبر قراراته ملزمة لكافة الدول الأعضاء.هل أفهم أن أمريكا لا تملي المواقف؟هذا مثال ذكرته، وهناك مراحل كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً، حين غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان وغزو صدام للكويت، فقد مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على اليمن، إذ امتنع عن المندوب اليمني الراحل عبدالله الأشتل عن التصويت على قرار مجلس الأمن القاضي بمطالبة العراق للخروج من الكويت، أما قرار فرض العقوبات على العراق، فقد صوتت اليمن ضد القرار، وأرسل وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر وقتئذ ورقة تضمن عبارة بأن بتصويتك الآن تخسر دولتك 100 مليون دولار، وكانت اليمن بأمس الحاجة إليها.الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً، ولكن ليس بشكل مفضوح، وإنما عبر ضغوط سياسية واقتصادية، ولكن هذا لا يعني أن الدولة الملتزمة بالحق ترضخ، هناك دول رضخت كالدول الأفريقية عندما أعادت العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع إسرائيل عام 1973.