عواصم - (وكالات): ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن إسرائيل تجسست على المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى من بينها الولايات المتحدة، فيما يواجه بنيامين نتنياهو إحدى أسوأ الازمات التي عرفها رئيس وزراء اسرائيلي في علاقاته مع البيت الابيض الذي لا يبدي أي استعداد لقبول اعتذاراته أو تفسيراته للتصريحات التي أدلى بها في سياق الحملة الانتخابية. ونفت إسرائيل المزاعم على الفور مؤكدة أنها «غير صحيحة» وأنها لم تقم بالتجسس على الولايات المتحدة.وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين بأن الهدف كان اختراق المحادثات من أجل اعتراض أي مسودة اتفاق.وتابعت الصحيفة نقلاً عن المصادر نفسها أن إسرائيل وإضافةً إلى التنصت، حصلت على معلومات من اجتماعات أمريكية سرية ومخبرين ودبلوماسيين كانت على اتصال بهم في أوروبا.وأضاف أن ما أثار غضب البيت الأبيض خصوصاً هو أن إسرائيل اطلعت أعضاء في الكونغرس الأمريكي على معلومات سرية على أمل نسف أي دعم للاتفاق الذي يهدف إلى منع إيران من حيازة سلاح نووي. ويعارض عدد كبير من الجمهوريين مثل هذا الاتفاق.وكتبت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أمريكي كبير أن «تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بالتجسس على بعضهما البعض شيء وأن تسرق إسرائيل أسراراً أمريكية وتكشف عنها لأعضاء في الكونغرس من أجل تقويض الدبلوماسية الأمريكية شيء آخر تماماً».وكشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية التي تتجسس على إسرائيل العملية عندما رصدت محادثات هاتفية بين مسؤولين إسرائيليين. وتضمنت الاتصالات تفاصيل يعتقد الأمريكيون أن مصدرها لا يمكن أن يكون غير محادثات سرية، بحسب الصحيفة.ونفت إسرائيل التقارير الصحافية. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب لا تتجسس على حليفتها الأمريكية وتحترم التزامها عدم القيام بذلك، في إشارة إلى قضية الجاسوس اليهودي جوناثان بولارد الذي حكم عليه في 1987 بالسجن مدى الحياة لقيامه بالتجسس لصالح إسرائيل.واعتقل بولارد، الخبير السابق في البحرية الأمريكية، في الولايات المتحدة في 1985 لنقله لإسرائيل آلاف الوثائق السرية حول نشاطات الاستخبارات الأمريكية في العالم العربي.وقال وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز، وهو مقرب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو للإذاعة العامة «إسرائيل لا تتجسس على الولايات المتحدة».وبحسب شتاينتز الموجود في فرنسا لعقد لقاءات لبحث المفاوضات النووية الجارية بين طهران والقوى الكبرى فإن «أولئك الذين ينشرون ادعاءات كاذبة يريدون تقويض التعاون الممتاز بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، نواصل هذا التعاون على الرغم من خلافاتنا العميقة حول الاتفاق السيئ الذي يلوح في الأفق».ويعبر نتنياهو باستمرار عن رفضه لأي اتفاق مع طهران مؤكداً أنه لن يضمن عدم حيازتها السلاح النووي. وخلال حملته الانتخابية، توجه إلى واشنطن بدعوة من الجمهوريين وألقى خطاباً أمام الكونغرس للتنديد بالمفاوضات مع إيران، ما أثار غضب البيت الأبيض.وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين بأن إسرائيل إضافةً إلى التنصت، حصلت على معلومات من اجتماعات أمريكية سرية ومخبرين ودبلوماسيين هي على اتصال بهم في أوروبا.ونفى وزير الخارجية الإسرائيلي المنتهية ولايته أفيغدور ليبرمان ما ذكرته الصحيفة قائلاً «هذا التقرير غير صحيح. من الواضح أن لإسرائيل مصالح أمنية عليها الدفاع عنها ولدينا وسائلنا للاستخبارات لكننا لا نتجسس على الولايات المتحدة. هناك ما يكفي من المشاركين في تلك المفاوضات، بمن فيهم الإيرانيون».وتابع ليبرمان «لقد حصلنا على معلوماتنا الاستخباراتية في مصادر أخرى وليس من الولايات المتحدة. التعليمات واضحة منذ عقود، نحن لا نتجسس على الولايات المتحدة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».بينما أوضح وزير الدفاع موشيه يعالون أن هناك «منعاً تاماً» للتجسس على الولايات المتحدة، مؤكداً أنه «من الواضح أن أحدهم يريد تخريب الأجواء».وتهدف المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 «الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين إضافةً إلى ألمانيا» حول برنامج طهران النووي إلى التوصل إلى اتفاق سياسي قبل انتهاء المهلة المحددة في 31 مارس الجاري، وبعد ذلك، من المفترض أن يعمل المفاوضون للتوصل إلى اتفاق نهائي يتضمن كافة المسائل التقنية بحلول يوليو المقبل.
صحيفة أمريكية: إسرائيل تجسست على مفاوضات «النووي الإيراني»
25 مارس 2015