عواصـــــم - (وكالات): تحــــاول ميليشيـــات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المعادية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشديد الطوق حول عدن حيث يتحصن ويعمل على رص صفوف أنصاره استعداداً لوقف تقدم القوات، فيما أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أنه أبلغ مجلس الأمن بأن المفاوضات اليمنية ستكون في العاصمة القطرية الدوحة على أن يكون توقيع الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض.وقالت مصادر عسكرية وأمنية إن معارك بالأسلحة الثقيلة دارت في محافظتي الضالع ولحج القريبتين من عدن.وتابعت المصادر أن القوات الموالية لهادي قصفت مواقع الميليشيات الحوثية التي تمكنت من السيطرة على مقر الإدارة المحلية في مدينة الضالع، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.وأحرز الحوثيون المتحالفون مع الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح تقدماً في الضالع تحت وابل نيران الاشتباكات العنيفة بعد أن تم صدهم في منطقة تقع شمال شرق الضالع من قبل مجموعة من المقاتلين الجنوبيين، وفقاً للمصادر ذاتها.إلا أن مصادر عسكرية أكدت أن المعركة للسيطرة على مقر اللواء 33 مدرع شمال الضالع أسفرت عن مقتل 10 مقاتلين من الحوثيين وعدد من الجرحى.وفي الوقت ذاته في منطقة الكرش في محافظة لحج الجنوبية، قالت المصادر العسكرية والأمنية إن مواجهات اندلعت بين قوات موالية للرئيس اليمني وأخرى تابعة للحوثيين.وأسفرت المعارك عن تدمير مركبتين تابعتين للحوثيين.وفي وقت لاحق، قال مسؤولون أمنيون وسكان إن مقاتلي جماعة الحوثيين دخلوا ميناء المخاء المطل على البحر الأحمر ليقتربوا بشكل أكبر من الرئيس هادي المتحصن في عدن.وبهذا التقدم اقترب الحوثيون أيضاً من مضيق باب المندب الحيوي لصادرات النفط في البحر الأحمر.والحوثيون الذين يحاولون بسط نفوذهم إلى الجنوب بعد سيطرتهم على صنعاء يحققون تقدماً على محاور الضالع ولحج بمساعدة القوات الموالية لصالح والذي جلب تعزيزات بالعديد والدبابات، بحسب المصادر.وقد ناشد وزير الدفاع محمود الصبيحي الموالي لهادي العناصر تعزيز مواقعهم لمواجهة أي تقدم للحوثيين.وقتل مدنيان في الكرش بنيران القوات المناهضة لهادي بحسب مصدر أمني.وفي مدينة تعز التي تتحكم بالطريق إلى عدن، قتل 5 من المتظاهرين وأصيب أكثر من 80 آخرين عندما حاولت الميليشيات الحوثية تفريق تظاهرة مناوئة تبعاً لما أعلنه مسؤولون محليون ومصادر طبية.من جهتها، تحدثت منظمة العفو الدولية عن 8 قتلى و119 جريحاً بينهم 38 بالرصاص منذ بدء التظاهرات المناهضة للحوثيين الأحد الماضي.وقدم محافظ تعز شوقي أحمد هائل استقالته احتجاجاً على قمع المتظاهرين، وفق ما أفاد مسؤول محلي.ونفى قائد الشرطة في تعز سيطرة الحوثيين على المطار أو أي مبان حكومية أخرى. وأكد اللواء مطهر الشايبي أن حركة الطيران «طبيعية» في المطار بحسب وكالة الأنباء الرسمية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.إلى ذلك، أفادت مصادر متطابقة أن المعارك بين الحوثيين وحلفائهم من جهة ومسلحي القبائل ومؤيدي الرئيس في عدة مناطق من اليمن أوقعت 30 قتيلاً خلال يومين.وقالت مصادر قبلية إن الحوثيين يخوضون مواجهات مع قبائل سنية مؤيدة لهادي في محافظة البيضاء حيث قتل 9 من مسلحي القبائل و15 من الحوثيين.وأضافت المصادر أن مسلحي القبائل أزالوا الألغام من منزلين يستخدمهما الحوثيون كقاعدة لهم ونصبوا كمائن لعدد من دورياتهم.وفي محافظة مأرب، إلى الشرق من صنعاء صد مسلحو القبائل قافلة للحوثيين وسط مواجهات عنيفة «أوقعت عشرات القتلى» وفقاً لمصادر قبلية. ويستمر الطرفان في تعبئة صفوفهما رغم الدعوات الدولية إلى التهدئة وتحذير الأمم المتحدة من اندلاع حرب أهلية في البلد الفقير جنوب شبه الجزيرة العربية.والدليل على الصعوبات التي يواجهها هادي الذي تعتبره الأمم المتحدة الرئيس الشرعي لليمن هو مضاعفة الدعوات التي يطلقها مساعدوه من أجل المساعدة.وفي تصريحات بثتها قناة «الحدث»، طالب وزير الخارجية بالوكالة رياض ياسين دول الخليج بالتدخل عسكرياً «لوقف زحف الحوثيين».كما أعرب عن الأمل في موافقة مجلس الأمن الدولي على إقامة منطقة حظر جوي فوق المطارات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كانت السعودية مستعدة لمساعدة هادي عسكرياً، قال وزير خارجيتها سعود الفيصل إنه إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي، فإن دول المنطقة ستتخذ «الإجراءات» الضرورية من أجل «حماية» مصالحها بوجه «العدوان».