كان الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع «أبوفهد» الراحل بجسده والباقي بتراثه الأدبي الجم، وبدواوينه الشعرية، مثال الوطنية والمواطنة والوطن، كمرب وقدوة حسنة ومثل أعلى للأجيال المعاصرة له.كان شعره مرآة لوطنه البحرين، حيث سخر جل موهبته الشعرية، وما وهبه الله من فطرة وسليقة شعرية دفاعاً وتيهاً ووصفاً بمعشوقته البحرين، فحملها في حله وترحاله ككيان.كثيراً ما تغنى وأنشد ونظم شعراً في حبها وهواها، مصوراً كل ما في بيئتها من عناصر طبيعية وغير طبيعية، بكل حرفنة ودقة، كريشة ولمسات فنان رسام، والشواهد كثيرة، من خلال المحافل والمنتديات الأدبية التي شارك فيها على المستوى المحلي والإقليمي، إذ كثيراً ما كان ينال الرضا والاستحسان والإعجاب، كسفير لمعشوقته البحرين، الذي مثلها خير تمثيل. صار شعره الوطني بألفاظه المحلية والبيئية ومفرداته العامية السهل الممتنع يتردد على ألسن الأجيال ويتغنون به، لصدق وعذوبة معانيه وجزالة ألفاظه وبساطتها وسهولتها على الألسن، وقصر صورها، ولو أمعنا النظر في دواوين شاعرنا المبدع الراحل حديثاً رحمه الله، والذي كان مرآة شعب البحرين المحب والمخلص والوفي لوطنه، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بطيبته وأخلاقه الرفيعة وعفويته وروحه السمحة والمرحة، والجذابة، وأسلوبه المميز في طريقة الإلقاء ونبرات الصوت، وابتسامته العريضة الدائمة على فمه، لرأينا في أشعاره وفي شخصيته كل معاني الوطن والوطنية والمواطنة والانتماء والإخلاص، والعشق والهيام للوطن وفي الوطن، من خلال المفردات والعبارات والصور والأساليب، التي تزخر بها قصائده رحمه الله سواء كانت باللهجة العامية البحرينية أو باللغة العربية الفصحى. حري بنا نحن البحرينيين، أن نفخر ونتخذ من هذه القامة الشامخة مثلاً أعلى وقدوة حسنة في الوطنية والمواطنة، فنم قرير العين يا رفيع الشأن يا أبا فهد، فأبناؤك سيحفظون ذلك التراث الشعري الوطني الجم. المعلم عبدالعزيز العسماوي
عبدالرحمن رفيع قامة وطنية شامخة
25 مارس 2015