من المتوقع أن يشهد فبراير 2017، الانتهاء من تشييد المركز الوطني للأورام السرطانية، في مستشفى الملك حمد الجامعي، على مساحة 57000 متر2، و120 سريراً، يحتوي على مركز لزرع النخاع يعد الأول من نوعه في الخليج العربي، وذلك ضمن اهتمام البحرين، بالإنفاق على الرعاية الصحية، الذي بلغ كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي في 2009، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2012، 4.7%، متفوقاً على دولة الكويت، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت قوة دفاع البحرين اهتمامها منذ المرحلة الأولى من تأسيسها بعنصر الخدمات الطبية، حيث يعتبر العام 1974 النواة الحقيقية لهذا العنصر الحيوي، وذلك بتأسيس سرية طبية معنية بتقديم الخدمات الصحية، وأن تلك النواة كانت بدايةً لمسيرة كتب لها النجاح الباهر، لتلغي بظلالها الإيجابية على مستوى الخدمات العلاجية في جميع الصروح الطبية التابعة لها اليوم، وهي كما أسلفنا المستشفى العسكري، ومستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز محمد بن خليفة آل خليفة للقلب، والكتيبة الطبية الميدانية، وتشهد تلك المنظومات تطوراً هائلاً بصورة دائمة، ومستمرة، فضلاً عن تعاقدها مع عدد كبير من الخبراء الأجانب، وذلك لعمل الجراحات الصعبة في بعض العمليات التي تتسم بالصعوبة البالغة، موضحاً أن هؤلاء الخبراء قاموا بتعليم الجانب البحريني كل ما يلزم، حتى أصبح الطبيب البحريني قادر على فعل تلك العمليات الصعبة منها، والمستعصية.المستشفى العسكري إن المستشفى العسكري الذي افتتح في السبعينات من القرن الماضي يعد شاهداً على إنجازات قوة دفاع البحرين في مجال الخدمات الطبية، حيث يعتبر أحد أهم الصروح الطبية المتكاملة في مملكة البحرين، وذلك بما يشمله من أقسام طبية متكاملة تضم 460 سريراً، ومجموعات من الكفاءات الطبية والفنية المتخصصة، ويعتبر المستشفى العسكري أول مستشفى في مملكة البحرين يحصل على شهادة الاعتماد الصحي من المجلس الأسترالي للمعايير عام 2007، وقد تم تجديدها العام 2012، ونجح في تحقيق التميز التام بجميع الأقسام كأول مستشفى في منطقة الخليج العربي. وأجرى المستشفى أول عملة لتصحيح انحراف العمود الفقري باستخدام الجهاز الملاحي بدون تدخل جراحي، وتعتبر هذه العملية أول عملية تجري على مستوى العالم باستخدام الجهاز الملاحي، والتي تعتبر من أحدث الوحدات المتخصصة في علاج للحروق على المستوى الإقليمي، وبالتزامن مع الذكرى السابعة والأربعين لتأسيس قوة دفاع البحرين تم افتتاح عدد من الأقسام بالمستشفى، وهي (وحدة علاج الحروق والجراحة التجميلية مركز الأسنان وجراحة الفم والفكين، وعيادة الاستشاريين).وقد أضاف إضافات كبيرة في سجل مملكة البحرين الطبي، والتي تؤكد موقع هذا الصرح الصحي المتطور في خارطة الصروح الطبية في المملكة، وبل على المستوى الإقليمي، بما يضمه من تقنيات طبية متقدمة، وما يقدمه من خدمات متطورة للمواطنين والمقيمين، وبلغ عدد إشغال الأسرة حسب تقرير عام 2014 نسبة 89%، وكما يضم المستشفى كذلك مدرسة للتمريض ينتظم بالدراسة فيها حالياً 50 طالباً وطالبة، وفي العام 2015، افتتاح وحدة حروق بالمستشفى العسكري مجهزة بأحدث وآخر التجهيزات.«حمد الجامعي»أما مستشفى الملك حمد الجامعي الإنجاز الذي لخص في طياته ما وصل إليه التقدم الطبي في مملكة البحرين، وعكس ما يتمتع به منتسبو قوة دفاع البحرين من كفاءة واقتدار في مجال الإدارة الطبية الحديثة، وأضاف إضافات كبيرة في سجل مملكة البحرين الطبي، والتي تؤكد موقع هذا الصرح الصحي المتطور في خارطة الصروح الطبية في المملكة، وبل على المستوى الإقليمي، بما يضمه من تقنيات طبية متقدمة، فإن مستشفى الملك حمد الجامعي يحرص على كل ما من شأنه للنهوض بمستوى الخدمات التشخيصية، والعلاجية المتطورة ذات الجودة العالية بالمملكة ، ذلك من خلال تطوير تلك الخدمات بأفضل ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال الحيوي.ومن منطلق حرصه المستمر في إطار الخدمات التشخيصية يحرص مستشفى الملك حمد الجامعي على كل ما من شأنه توفير الخدمات العلاجية ذات الجودة العالية بالمملكة، وذلك من خلال تطوير تلك الخدمات بأفضل ما توصلت إليه التقنية في هذا المجال الحيوي، وعليه نجح الفريق الطبي التابع لقسم الأنف والأذن والحنجرة بإجراء عملية توسيع الجيوب الأنفية باستخدام البالون من نوع (Spin) والتي تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.وحقق فريق جراحي مستشفى الملك حمد الجامعي إنجازاً طبياً فريداً من نوعه بتمكنه من الوصول إلى العقدة العصبية داخل الجمجمة وعلاج آلام العصب الخامس باستخدام جهاز الموجات الحرارية، وهي الأولى من نوعها على المستوى المحلي.وبهذا الإنجاز الطبي النوعي يكون مستشفى الملك حمد الجامعي في طليعة الأداء الطبي عبر مواكبة آخر المستجدات، وإدخال تقنيات طبية من شأنها رفع مستوى الكفاءة بالخدمات العلاجية والصحية المقدمة في المملكة، واستطاع فريق طبي مختص بوحدة القلب بالمستشفى أن ينقذ حياة مريضة بحرينية بعد توفيق الله،بعدما أجرى لها عملية تركيب منظم مؤقت للقلب.وأعلن المستشفى عن وصول أول وحدة بنك دم متنقلة مجهزة بكامل التجهيزات المطلوبة بحسب المعايير الدولية تساهم في دعم الاحتياجات الإنسانية للمرضى بأسرع وقت وأقل جهد، وتعمل على تسهيل عملية التبرع بالدم للجميع على حسب الخطة الموضوعة لسير عمل الوحدة في مختلف مناطق مملكة البحرين، وهو يأتي كخطوة أولية لتقديم الدعم الإنساني اللازم للمرضى المحتاجين إلى الدم بشكل مستمر كمرضى الحوادث ومرضى الثلاسيميا وغيرهم.وخلال أغسطس العام 2014، تم البدء بإنشاء المركز الوطني للأورام السرطانية والذي من المخطط له أن يتم الانتهاء من إنشائه في فبراير 2017، ومن المتوقع أن يغني المركز عن ابتعاثهم المصابين للخارج مستقبلاً لعمل فحوصات الاكتشاف المبكر للسرطان وعلاجه، مما سيجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، وتبلغ المساحة الإجمالية للمركز الوطني للأورام السرطانية التابع للمستشفى 57000 متر2، ويضم 120 سريراً وبالإضافة على احتوائه على مركز لزرع النخاع يعد الأول من نوعه في الخليج العربي.ودشن مستشفى الملك حمد الجامعي جهاز LenSx وهو الأحدث من نوعه في مجال طب العيون والذي سيمكن أطباء المستشفى من إجراء عمليات الماء الأبيض باستخدام تقنية femtosecond المصممة لتوفير أعلى مستويات الدقة والأمان مما يساعد على ضمان أعلى نسب النجاح للعملية، حيث يتراوح الوقت المستغرق في إجراء العملية بين 10 إلى 15 دقيقة بحسب صعوبة الحالة.ويعتبر افتتاح مركز الطب النووي والنظائر المشعة بالمستشفى قفزة تطورية في سير عمل مستشفى الملك حمد الجامعي، ومحطة هامة في التاريخ الصحي لمملكة البحرين، حيث تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع أربعة مليون وسبعمائة ألف دينار، ويضم أحدث التقنيات والأجهزة الطبية في هذا المجال.«محمد بن خليفة التخصصي للقلب»وبصمة متقدمة في سجل مملكة البحرين الطبي، ودليلاً على ما وصلت إليه الخدمات العلاجية في قوة دفاع البحرين على وجه الخصوص، يأتي مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب بالخدمات الطبية الملكية رائداً على الخدمات العلاجية، والذي حقق إنجازات متعددة تكتب لمملكة البحرين في هذا المجال، حيث يضم مجموعة من التخصصات المتطورة في علم علاج القلب والأوعية الدموية، كقسم لقسطرة القلب والأوعية الدموية للكبار والأطفال، وقسم متخصص في تنظيم كهرباء القلب أو النبض وعلاجها بطرق مختلفة كالكلى وزراعة أجهزة قلبية متطورة للحماية من الموت القلبي المفاجئ «I C D»، وقسم جراحة القلب الذي يقوم بكافة عمليات القلب، وقسم خاص لتشخيص أمراض القلب بالفحص بالموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي.ويحتل المركز اليوم موقعاً متميزاً على خارطة المراكز الطبية المتخصصة في علاج القلب والأوعية الدموية على المستوى الدولي، فوفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2012، يحتوي المركز على 18 سريراً مقارنةً بـ33 سريراً في المملكة المتحدة، و33 سريراً في الولايات المتحدة.ويحتوي مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب على 70 سريراً متوزعة بين أجنحة عناية فائقة للجراحة والعناية الحرجة وجناحين وعيادة آلام الصدر والتي تقدم خدمة 24 ساعة لمرضى القلب. وتردد على المركز العام 2014 في العيادات الخارجية 11.200 مريض وتم إدخال 5333 حالة إلى أجنحة المركز، وكما تم إجراء 357 عملية قلب مفتوح منها 30 حالة عملية قلب للأطفال.وفي العام 2012 تقدر نسبة الأسرة لكل 10.000 نسمة 18 سريراً وسترتفع هذه النسبة إلى 24 سريراً بعد افتتاح المشاريع الجديدة ومن ضمنها مركز القلب الجديد ومركز الأورام.وأجرى مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب بالخدمات الطبية الملكية عملية قسطرة متكاملة تكللت بالنجاح لأحد المرضى، ولكنها هذه المرة تم نقلها بواسطة البث المباشر عبر الأقمار الاصطناعية للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ولأول مرة في تاريخ المركز ومملكة البحرين.إنجاز آخر كبير يضاف إلى إنجازات مركز محمد بن خليفة التخصصي للقلب بعد نجاح أول عمليتين لمعالجة تضيق صمام القلب الأورطي للمرضى، من دون الحاجة إلى عمليات فتح قلب، من خلال تقنية «TAVI»، حيث نجح المركز في عمل ما يربو على 1987 عملية قسطرة منها ما يقارب العشر حالات لتغيير الصمام الأورطي عن طريق القسطرة بدون فتح الصدر.وتستمر مسيرة العطاء والتطور، وذلك عندما تم توقيع اتفاقية لإنشاء مستشفى محمد بن خليفة في منطقة عوالي بكلفة تقدر بـ40 مليوناً و300 ألف دينار، ويشتمل المركز الجديد على العيادات الخارجية وقسم الأشعة والتصوير والصيدلية والعلاج الطبيعي وقسم التعقيم والطوارئ والإدارة بالإضافة إلى المواقف والخدمات الأخرى، وغرف العمليات والعناية القصوى والمختبر، وغيرها.الكتيبة الطبية الميدانيةهناك أيضاً كتيبة طبية ميدانية ذات مقدرة وكفاءة عالية شاركت في 2011، ضمن حملة الوعد المستمر، في هاييتي في إطار مهمة إنسانية تحت مظلة الأمم المتحدة، وتعتبر الكتيبة الشريان الرئيس لتلك الصروح، فهي المضخة الأساسية للدماء المتخصصة التي تعمل في تلك الكفاءات الوطنية، وتضم الكتيبة مدرسة الخدمات الطبية، والتي تخرج كل عام مجموعات مدربة ومتخصصة من منتسبي قوة دفاع البحرين المتخصصين في مجال الإسعافات، ومجال التمريض، ومجال التمريض الميداني، ليكونوا على أهبة الاستعداد دائماً في تقديم الأفضل.وتضم الكتيبة الطبية الميدانية بالخدمات الطبية الملكية أسطولاً من سيارات الإسعاف يفوق 14 سيارة مجهزة بأحدث المعدات الطبية والأجهزة المتطورة، وتم ضم طاقم طبي من الإناث لهذا الأسطول.ونجحت الكتيبة في تشكيل مستشفى ميداني متكامل، والذي يعتبر جهازاً محمولاً ومتنقل ذا اكتفاء ذاتي من كافة المرافق الصحية، وقادراً على الانتشار السريع، والتوسع أو الانكماش للتلبية الفورية للاحتياجات الطارئة المؤقتة.ونجد اليوم منتسبي الكتيبة في جميع الصروح الطبية التابعة لقوة دفاع البحرين، وفي العيادات الميدانية المتخصصة، جاهزين لتلبية احتياجات الرعاية الصحية، وتقديم كافة أنواع الدعم الطبي لأسلحة ووحدات قوة الدفاع، وبل تجاوز عطاؤهم أسوار ميادين القلعة الشامخة، وصاروا يقدمون خدماتهم الصحية في جميع المناسبات والفعاليات بأنواعها، وبالأخص الرياضية منها، والتي تستضيفها المملكة على جميع المستويات، إضافةً لمشاركتهم في التمارين الدولية كتمرين الأسد المتأهب في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وسط مشاركة دولية واسعة، تجدهم متميزين بثقافتهم وخبرتهم وكفاءتهم.هذا التطور الذي تشهده جميع المؤسسات الطبية التابعة لقوة دفاع البحرين ينعكس بشكل رئيس في التقدم الحاصل في القطاع الصحي في مملكة البحرين، وساهمت في رقي الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للمواطنين والمقيمين، وأنعكس ذلك بتأسيس بنية تحتية للنظام الصحي، وتطوير هيكل الرعاية الصحية الأولية والثانوية والثلاثية، وكذلك مساهمتها في إعداد كوادر صحية متخصصة، وتعزيز وتقوية نظام الجودة والرقابة على الخدمات الصحية، وصولاً لمشروع التأمين الصحي الذي مازال العمل فيه قائماً اليوم.وتتوافر في مملكة البحرين اليوم مجموعة من المستشفيات والمراكز الصحية المتقدمة، والتي تتوافر فيها جميع الخدمات التشخيصية والعلاجية والتأهيلية لجميع حالات المرضى وفق أرقى الأساليب الممكنة، وأكثرها كفاءة وفعالية، ووفق أرقى مستويات الخدمة، من بينها مجمع السلمانية الطبي الذي يشكل مركزاً تعليمياً وبحثياً للمختصين في مجال الصحة.ويبلغ إجمالي الإنفاق العام على الرعاية الصحية (كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي) في 2009، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2012، 4.7%، بينما يبلغ الدعم الحكومي في دولة الكويت 3.8%، وفي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة 4.4%، والمملكة المتحدة 9.8%، في إشارة إلى الاهتمام المتزايد من قبل مملكة البحرين في دعم هذا المجال المهم، ووضعه في مقدمة أولوياتها.
الانتهاء من تشييد المركز الوطني للأورام السرطانية فبراير 2017
26 مارس 2015