عواصم - (وكالات): أطلقت السعودية المملكة العربية السعودية منتصف ليل أمس الأول عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المتمردين الحوثيين في اليمن تحت مسمى «عاصفة الحزم» وبمشاركة دول عربية وإسلامية ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة، وتدمير القدرات العسكرية، خاصة الجوية، للمسلحين الشيعة الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن.وقد حصلت العملية بسرعة على دعم دولي واسع خاصة من الولايات المتحدة والجامعة العربية التي أكد أمينها العام نبيل العربي من شرم الشيخ حيث تعقد القمة العربية غداً السبت «التأييد التام» للعملية العسكرية التي قال إنها «ضد أهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابيين». وكانت السعودية أكدت أن «أكثر من 10 دول» تشارك في العملية للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة تقدم المتمردين الحوثيين.وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا سلطنة عمان في بيان مشترك أنها قررت أن تلبي نداء الرئيس هادي بالتدخل لحماية الشرعية. وتهدف العملية بحسب الرياض إلى «الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة - المدعومة من إيران - من السيطرة على البلاد». وذكر السفير السعودي في أمريكا عادل الجبير أن العملية العسكرية جاءت استجابة لطلب مباشر من هادي.وقال التلفزيون السعودي في وقت لاحق إن هادي غادر إلى منتجع شرم الشيخ المصري للمشاركة في القمة العربية.وقالت مصادر قبلية وحوثية إن طائرات حربية ضربت المقاتلين الحوثيين في معقلهم بمحافظة صعدة النائية قرب الحدود اليمنية مع السعودية.وذكرت مصادر محلية وفي قطاع الشحن إن اليمن أغلق كل موانئه الرئيسية بعد عملية «عاصفة الحزم».وأعلن مصدر سعودي مطلع على الشؤون الدفاعية أنه قد تكون هناك حاجة لهجوم بري لاستعادة النظام في اليمن. وذكرت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية أنه تم إيقاف الرحلات الدولية والداخلية في 7 مطارات جنوب المملكة مؤقتاً. وذكرت السلطات السعودية أن مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين. وتضاف هذه الدول إلى دول مجلس التعاون الخليجي الخمس المشاركة في العملية وهي السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر.وأكد بيان رسمي سعودي نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن العملية أدت إلى «تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الدليمي العسكرية الملاصقة لمطار صنعاء وتدمير بطاريات صواريخ سام و4 طائرات مقاتلة».وأضافت أن العملية التي أطلق عليها اسم «عاصفة الحزم» بدأت عند منتصف ليل الخميس وأن وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قاد شخصياً إطلاقها من غرفة العمليات في المملكة. وقالت تقارير إن انفجارات قوية دوت في العاصمة مع رد المضادات الأرضية لدى مرور الطائرات الحربية في سماء صنعاء. كما استهدفت الغارات أيضاً مقر المكتب السياسي للحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر الماضي.وذكرت مصادر أن قياديين حوثيين سقطوا قتلوا في غارات «عاصفة الحزم».وأرسلت الإمارات 30 طائرة مقاتلة إلى السعودية للمشاركة في العملية التي خصصت لها المملكة 100 مقاتلة و150 ألف عسكري حسب ما ذكرت محطة «العربية» التلفزيونية السعودية ومقرها دبي.كما تشارك بحسب القناة مقاتلات من الأردن وقطر والبحرين والكويت. إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين هربت من مواقعها في صنعاء خوفاً من تعرضها للقصف الجوي.وفي الجنوب، أكد مصدر أمني في مطار عدن أن مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي استعادت السيطرة على المطار، وذلك بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين.وقال المصدر إن «الكتيبة الموالية للرئيس السابق صالح التي سيطرت على مطار عدن انسحبت خوفاً من القصف الجوي واستعادت اللجان الشعبية السيطرة على المطار».واندلعت اشتباكات في عدة أنحاء من جنوب اليمن بين الحوثيين والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ما أسفر عن مقتل 26 شخصاً حسبما أفاد مسؤول محلي ومصادر عسكرية.وقال المسؤول إن مواجهات اندلعت في الحوطة عاصمة محافظة لحج بين «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس هادي والحوثيين الذي تمكنوا من دخول المدينة الواقعة شمال عدن. وسادت حالة من الفوضى والإرباك في مدينة عدن بعد بدء العملية العسكرية السعودية، وسجلت اشتباكات في المدينة، بين مسلحين يعتقد أنهم من أنصار الحركة الحوثية ومجموعات مسلحة مناهضة لهم بحسب مصادر عسكرية. وظهر العشرات من المسلحين في المدينة بعد أن هجرت وحدات من الجيش مواقعها وأسلحتها الثقيلة بما في ذلك الدبابات بحسب مصادر عسكرية. وحظيت العملية العسكرية بتأييد إسلامي وعربي ودولي واسع. وفي مصر، صرح مصدر عسكري مصري أن مصر شاركت في العملية بقوات بحرية وجوية.وذكرت مصادر بقناة السويس المصرية أن 4 قطع حربية مصرية دخلت قناة السويس في طريقها للبحر الأحمر للمشاركة في عمليات تأمين خليج عدن.وفي الخرطوم، قال موقع إلكتروني إعلامي تابع للجيش السوداني إن السودان شارك في العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن. وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين إن بلاده ستشارك بقوات جوية وبرية في عمليات عاصفة الحزم ضد المقاتلين الحوثيين باليمن.وفي واشنطن، أعلن البي ت الأبيض أن الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين في إطار العملية العسكرية.وجاء في بيان للمتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان أن «الرئيس باراك أوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي».وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤتمراً عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج حول الوضع في اليمن وأشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين بحسب مسؤول في الخارجية.وأشار المسؤول إلى دعم واشنطن «بما في ذلك من خلال تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الأهداف والدعم اللوجستي للضربات» ضد المتمردين.بدورها، أكدت فرنسا دعمها للرئيس هادي، ودانت هجمات المتمرين الحوثيين و«الذين يدعمونهم».وذكرت أن «العمليات العسكرية التي جرت بطلب من السلطة الشرعية في اليمن».وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا تؤيد قرار السعودية بالتدخل عسكرياً في اليمن وإنها تعتبر تصرفات الحوثيين الأخيرة علامة على عدم اكتراثهم بالعملية السياسية. كما أعلنت تركيا تأييدها للعملية العسكرية وطالبت جماعة الحوثي و»داعميها الأجانب» بالكف عن التصرفات التي تهدد السلام والأمن بالمنطقة.وتأتي العملية العسكرية ضد الحوثيين بعد أن ضيق هؤلاء الخناق لدرجة كبيرة على مدينة عدن.وأعلن هادي عدن عاصمة مؤقتة للبلاد بعد أن تمكن في 21 فبراير الماضي من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون في صنعاء الواقعة تحت سيطرتهم منذ 21 سبتمبر الماضي.كما تأتي هذه العملية بعد رفض المتمردين دعوات خليجية لعقد مؤتمر حوار يمني في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.من جهته، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش على صفحته على موقع تويتر «التغير الاستراتيجي في المنطقة لصالح إيران والذي حمل لواءه الحوثيون لم يمكن السكوت عليه والغلو والتغول الحوثي أغلق الخيارات السياسية».وذكر سعود السرحان مدير الأبحاث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن هذه رسالة واضحة عن العقيدة الدفاعية السعودية مفادها أن الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة العربية خط أحمر وأن السعودية لا تتهاون مع أي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة.
«عاصفة الحزم» بقيادة السعودية تدمر الدفاعات الجوية للحوثيين
27 مارس 2015