واشنطن - (أ ف ب): بدعمها للعملية العسكرية الدولية بقيادة السعودية في اليمن، تواجه الولايات المتحدة خطر تقويض جهودها الدبلوماسية مع إيران والتورط في نزاع طائفي إقليمي من حلب إلى صنعاء.ورغم المخاطر ومع أن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بلغت مرحلة حرجة، لم يتردد الرئيس الأمريكي باراك اوباما في دعم الغارات الجوية التي يشنها تحالف دولي تقوده السعودية ضد الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران.ويقول مسؤولون أمريكيون إن المساعدة التي تعهدت الولايات المتحدة بتقديمها وتقوم على دعم لوجستي واستخباراتي، يمكن أن تشمل أيضاً التزويد بالوقود في الجو وطائرات رادار للإنذار المبكر بالإضافة إلى طائرات بدون طيار للتجسس لمساعدة التحالف الإقليمي بقيادة السعودية.وقال مسؤول دفاع أمريكي إن «الأمر مطروح على الطاولة ويتم التباحث بشأنه».إلا أن مسؤولين قالوا إن دور الولايات المتحدة سيظل «محدوداً» وشددوا على أن المقاتلات الأمريكية لن تتدخل بشكل مباشر أو يتم نشر قوات لدعم المعارك البرية.وقال مسؤول عسكري «إنها عملية بقيادة السعودية».إلا أن قرار عدم إمداد دول التحالف بالمساعدة يمكن أن يجر واشنطن إلى نزاع طائفي يزداد اتساعاً في الشرق الأوسط وغالباً ما يضعها في مواقف متناقضة إزاءه.ففي العراق، تستهدف المقاتلات الأمريكية والمدفعية الإيرانية تنظيم الدولة «داعش» الذي يعتبره الجانبان عدواً مشتركاً وتهديداً خطيراً لا بد من القضاء عليه.وأثار التعاون غير المباشر بين الولايات المتحدة وإيران في العراق استنكار السعودية وغيرها من الدول السنية.كما أبدت دول عربية قلقها من الجهود الدبلوماسية الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، إذ حذرت من أن طهران لن تلتزم بأي اتفاق.في المقابل، تتبنى الولايات المتحدة وإيران موقفين متناقضين تماماً في النزاع المستمر منذ 5 سنوات في سوريا، إذ تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد بكل قوة بينما استبعدت واشنطن أي دور مستقبلي للأسد.كما أن الادعاءات بأن بعض الدول العربية زودت متطرفين بالأموال وسمحت بانضمام أفراد من رعاياها إلى صفوفهم في السنوات الأخيرة لم تلقَ ترحيباً من الولايات المتحدة.وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه لا تناقض في السياسة الأمريكية وأن المحادثات الحساسة مع إيران في لوزان لم تتأثر بالوضع في اليمن. وصرح المتحدث جيف راتكي أمام صحافيين «أنا على اتصال مع فريقنا في سويسرا ولا يبدو أن هناك تاثيراً».وأضاف «ليس هناك تناقص وموقفنا كان واضحاً طيلة المفاوضات حول الملف النووي مع إيران بأن سلوك إيران في العديد من المسائل يثير قلقنا».من جهته، قال سيث جونز المستشار السابق لقوات العمليات الخاصة الأمريكية إن اليمن «فيها مجموعة إرهابية لديها قدرات ومصلحة في مهاجمة الأراضي الأمريكية»، في إشارة إلى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب فرع تنظيم القاعدة في اليمن.وتابع أن دعم الولايات المتحدة للتحالف الإقليمي بقيادة السعودية ضروري لإعادة الاستقرار إلى اليمن لأن الفوضى السائدة حالياً تشكل أرضية خصبة للقاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية بحسب جونز الذي يعمل حالياً لدى المجموعة الفكرية راند كوربوريشن.ودعم أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين التحالف بقيادة السعودية مشددين على ضرورة وقف توسع الحوثيين لإفساح المجال أمام تسوية سياسية محتملة والقضاء على مخابئ تنظيم القاعدة.وقال الديمقراطي آدم شيف العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي إن الحوثيين «كادوا يتسببون بشكل خطير بحرب أهلية» في اليمن. وأضاف «بالنظر إلى الفظائع في سوريا لا بد من تفادي مثل هذا الاحتمال بأي ثمن».