عـــواصــم - (وكالات): سيطرت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وحلفاؤها أمس بالكامل على مدينة إدلب الاستراتيجية والحدودية مع تركيا، شمال غرب سوريا، لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد بعد مدينة الرقة شمال البلاد، معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وجاءت سيطرة النصرة على المدينة بعد معارك عنيفة استمرت 5 أيام.وقال المرصد «سيطرت حركة أحرار الشام الإسلامية ومقاتلو جبهة النصرة «تنظيم القاعدة في بلاد الشام» وتنظيم جند الأقصى وفصائل إسلامية أخرى، على مدينة إدلب بشكل شبه كامل، عقب اشتباكات عنيفة استمرت لنحو 5 أيام، مع قوات النظام والمسلحين الموالين له».كما أعلنت الجبهة على حسابها في موقع تويتر عن «تحرير» المدينة، حيث اضطرت القوات النظامية إلى التراجع أمام تقدم مقاتلي المعارضة.وبثت الجبهة صوراً على موقعها تظهر مقاتليها أمام مبنى المحافظة ومجلس المدينة والسجن البلدي ومخفر للشرطة في المدينة.بدورها، بثت القناة التابعة للنصرة أشرطة فيديو على موقع يوتيوب، تظهر مقاتلين للنصرة يمزقون ويدوسون صوراً للرئيس الأسد في شارع قالت إنه داخل إدلب.ويظهر شريط آخر مقاتلين ومدنيين يعبرون عن فرحتهم هاتفين «الله أكبر».وقبل ساعات، أقر مصدر أمني سوري بأن «مجموعات إرهابية تسللت إلى أطراف» المدينة.وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى وجود «مجموعة من عناصر النظام الذين لا يزالون يقاتلون في المربع الأمني للمدينة لكنهم لن يتمكنوا من تغيير الوضع الميداني».ويعود سبب السيطرة السريعة على المدينة، بحسب مدير المرصد، إلى أنه على رغم قيام النظام بشن 150 غارة على المدينة خلال الأيام الأربعة الماضية، فإن «ألفي مقاتل قاموا بشن هجومهم من جميع الأطراف على متن 40 حاملة جنود».كما يبدو، من جهة أخرى، أن النظام استبق الهزيمة «حيث بدأ، منذ أسبوعين، بنقل المكاتب الإدارية لمدينة إدلب إلى مدينة جسر الشغور»، بحسب مدير المرصد.وأضاف أن عدداً كبيراً من سكان المدينة فروا منها لكن عدداً كبيراً أيضاً اضطروا إلى البقاء فيها من دون أن يحدد عدد هؤلاء.وتعد مدينة إدلب، التي يناهز عدد سكانها المئتي ألف نسمة قبل اندلاع النزاع السوري قبل 4 أعوام، لكنه تضخم جداً بسبب تدفق النازحين من مناطق أخرى إليها ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عامين. وأسفرت الاشتباكات «عن أسر وقتل عدد من عناصر قوات النظام، إضافة لاستشهاد ومصرع 7 مقاتلين على الأقل، من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة» بحسب المرصد. وبذلك تصل الحصيلة إلى 130 قتيلاً من الطرفين منذ بدء الهجوم.وبسيطرتها على مدينة إدلب أصبحت جبهة النصرة تسيطر على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء جسر الشغور وأريحا التي لاتزال، بالإضافة إلى مطار أبو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية أخرى، في أيدي قوات النظام. ويقول خبراء إن الجبهة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، تسعى إلى إقامة كيان خاص بها مواز لـ»الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» في مناطق أخرى شمال وشرق سوريا وشمال وغرب العراق.وفي نوفمبر الماضي، نجحت جبهة النصرة في طرد العديد من فصائل المعارضة المعتدلة من محافظة إدلب.ويأتي سقوط مدينة إدلب في وقت تستعد موسكو لاستضافة مفاوضات جديدة في أول أبريل المقبل بين ممثلين للنظام وقسم من المعارضة من دون أمل كبير بتحقيق أي اختراق سياسي.