كتب - فهد بوشعر:جميل جداً أن نرى فرقاً ومنتخبات عالمية تتواجد على أرض البحرين كوننا نفتقد لمثل هذه التواجدات التي تمتع الشارع الرياضي بشكل عام وتفيد المنتخب الوطني من الناحية الفنية. منذ زمن طويل لم نشاهد فريقاً بمثل هذا الحجم يزور مملكتنا ويلاعب منتخبنا الوطني، فإن لم تخنا الذاكرة كان فريق إنتر ميلان الإيطالي هو آخر الفرق الكبيرة التي زارت البحرين في احتفالات الاتحاد البحريني لكرة القدم بمرور 50 عاماً على التأسيس، ومن قبلها كان بايرن ميونخ الألماني وفلامنكو البرازيلي في اعتزال النجمين محمد الزياني نجم الوحدة السابق وجوهر الماص نجم الرفاع السابق.مباراة انتظرناها والعديد من عشاق كرة القدم وغير عشاق كرة القدم على أحر من الجمر للاستمتاع بمشاهدة النجوم العالميين المتواجدين في المنتخب الكولومبي، وعلى رأسهم فالكاو الذي سجل هدفين رائعين قبل أن يستبدل وتهتف له جميع الجماهير الحاضرة.مباراة كهذه ينتظرها الجميع ليس في مملكة البحرين فقط بل في كل الدول الشقيقة المجاورة، حيث رأينا وجوهاً ولهجات خليجية تتوافد على إستاد البحرين الوطني فقط لمشاهدة كولومبيا والبحرين وبالتحديد فالكاو.لا أحد ينكر نجاح المباراة على العشب الأخضر والتي استفاد منها منتخبنا بشكل كبير بعد أن ساعد المنتخب الكولومبي والمطر في كشف مستور العيوب في خطوط منتخبنا الوطني، خصوصاً في العمق الدفاعي الذي كان باباً مفتوحاً لاختراقات الكولومبيين.لكن للأسف كانت هنالك ممارسات وتصرفات أفسدت تلك الاستفادة وأجواء النجاح في أرضية الملعب نتجت عن سوء أو -بمعنى أدق- نقوصات في العملية التنظيمية التي كانت أقل من حجم المباراة والتي كان من الواضح بأن الاستعدادات لها لم تكن كافية كما هو الأمر مع الاستعدادات الفنية التي لم تكن كافية هي الأخرى.أمور كثيرة أفسدت متعة المباراة لدى الكثيرين من باب الدخول وعدم التوجيه الصحيح للجماهير حول كيفية الدخول للمدرجات والنقص الأمني في أرض الملعب، حيث إن مشاهدة المباراة التي كان يطمح الكثير بالاستمتاع بها كانت أشبه برحلة عذاب بالدخول لمتاهات الإستاد، حيث قمت برصد عدة حالات كانت تائهة في الدهاليز ولا تعلم أين بوابتها كون المنظمين لا يعلمون بالأساس مواقع البوابات، فما كان مني إلى توجيه السؤال لأحد المنظمين عن بوابة دخول المصورين بعد أن شاهدت عدداً من الجماهير يدخل للمدرج من بوابة المركز الإعلامي وكان الجواب لا أعلم.. انتظر قليلاً!!!حضور أمني قليلأمور كثيرة أفسدت احتفالية كبيرة كان بالإمكان تداركها بتخطيط العمل قبل أن يقع المحضور بمضاعفة الوجود الأمني وإيجاد متطوعين مؤهلين لمقابلة هذا الكم من الجماهير وكيفية التعامل معه قبل تحول أرض الملعب لساحة أشبه بساحة مهرجان أطفال، خصوصاً أن الوضع كان متوقعاً منذ وصول المنتخب الكولومبي وتدربه ودخول عدد من الجماهير للملعب وإثارة انزعاج المنتخب الكولومبي والجهازين الإداري والفني له لدرجة إلغاء المؤتمر الصحافي المقرر بعد المباراة، فخسر الجمهور الملتزم فرصة الحصول على توقيعات اللاعبين وخسرنا نحن الصحافيين والمصورين الاستفادة من المؤتمر الصحافي وما سيقوله المدربون واللاعبون في المنتخبين.سور الملعب يحتاج لإعادة النظرأمور عديدة تحتاج لإعادة النظر أولها سور الملعب الذي يسهل دخول وتسلل الجماهير، حيث يحتاج لإعادة هندسة لتدارك هذه التسللات بعد أن نجح الجماهير في كسر حاجز التسلل بشكل كبير قبل وأثناء وبعد المباراة، كذلك التواجد الأمني في مثل هذه الفعاليات سواء بوجود رجال الداخلية أو التعاقد مع شركة مختصة لذلك.وأما المنظمون فمن المفترض أن يكونوا أكثر تأهيلاً لمثل هذه الفعاليات التي تختلف عن الفعاليات المحلية والحفلات الصغيرة في القاعات المغلقة التي اعتادوا عليها كون الفعالية تفوق تلك الحفلات حجماً من كل النواحي سواء بعدد الحضور أو حجم المكان وطبيعته المفتوحة كونه ملعب كرة قدم.وفي ما يتعلق بالمصورين واستياء عدد كبير منهم من احتلال مصوري الموبايل لمواقعهم دون تحريك المنظمين أي ساكن تجاههم سوى تحريك المصورين لمنطقة أخرى غير المخصصة لهم رسمياً في طرف الملعب مما أفقد الكثير من الصور جماليتها، فقد كان حرياً باللجنة المنظمة والجهة الصادرة للتصاريح الخاصة لرجال الإعلام والمصورين على وجه الخصوص التدقيق فيها بشكل أكبر تجنباً لمضايقة المصور الذي جاء للتصوير بكاميرته لا موبايله.
كارثة تنظيمية أفسدت الأجواء الاحتفالية
30 مارس 2015