حوار - سارة العطاوي:«كنت أحمل الكثير من مشاعر الحب لجميع من حولي، لكن خجلي كان يقف دائماً عقبة أمام التواصل معهم، ووجدت ضالتي في الإنستغرام، فكل فكرة أو صورة أو مقطع فيديو أنشره أغلفه بإطار من الحب لكل من يراه أو يشاهده، وذلك باختصار سبب نجاحي» .. هكذا أوجز سعد حمادة الطالب بجامعة البحرين قصة نجاحه وشهرته ومحبة الآلاف من متابعي حسابه على الإنستغرام.. «رحلتي بمواقع التواصل بدأت بمقطع فيديو حول أزمة مواقف السيارات بالجامعة، وكنت متخوفاً من ردة فعل المشاهدين، إلا أن الإعجاب الشديد بالمقطع حفزني ودفعني لنشر مقاطع أخرى، حتى انكسر بداخلي حاجز الخجل وغدوت إنساناً اجتماعياً قادراً على التواصل مع الجميع».. كان واضحاً على سعد الثقة الشديدة في النفس وإجادة اختيار الكلمات وإدارة الحديث .. « أخطط جيداً لكل مقطع فيديو أنشره حتى أن بعض المقاطع تستغرق فترة إعداد تزيد عن الأسبوع، إلا أن تعليقات البعض على المقطع تنسيني الجهد والتعب، وتأثرت كثيراً حينما وصفني أستاذي بأن الإبداع يأتي إلي وأنا أسير في الطريق».. الكثير من التفاصيل يكشف عنها سعد حمادة حول رحلته عبر مواقع التواصل في حواره التالي... بداية، عرفنا على نفسك من هو سعد حمادة؟- طالب بجامعة البحرين تخصص إعلام، عمري 20 عاماً، كنت إنساناً خجولاً جداً قبل دخولي إلى عالم الإنستغرام وصناعة الفيديو، أما اليوم فأصبحت اجتماعياً وأحب تقديم كل ما يسعد الناس من حولي.كيف بدأت رحلتك في عالم الإنستغرام؟بدأت رحلتي في عالم الإنستغرام من خلال تصوير فيديو عن مشكلة المواقف التي نواجهها يومياً بجامعة البحرين، وبعد تداول الناس لعدد من الصور ومقاطع الفيديو حول المشكلة فكرت بإعداد مقطع فيديو يجمعني أنا وأصدقائي، وللأسف لم أجد تجاوباً كبيراً من جانبهم، لتخوفهم من ردة فعل الناس وخشية تعرضهم للسخرية أو الاستهزاء، بعد ذلك قمت بإقناعهم بأنه إذا لقي مقطع الفيديو ردة فعل سلبية من الآخرين فسأحذفه نهائياً، وحصلت على الموافقة منهم، فقمنا بتصوير مقطع الفيديو عن طريق تثبيت كاميرا جهاز الآيباد وقمنا بتصوير المقطع مرة ومرتين إلى أن وفقنا بتصوير مقطع فيديو، وقد تحدثنا عن المشكلة بطريقة ترضينا بعد ذلك قمت بنشره عبر موقع الإنستغرام، فلقيت ردة فعل إيجابية كبيرة من الجميع، مما أصابني بسعادة وحماس للذهاب للجامعة في اليوم التالي وتلقي ردة الفعل الإيجابية أمامي بشكل مباشر، سواء من أصدقائي أو من الطلاب، وهو ما جعلني استمر في تصوير مقاطع الفيديو.في ظل تفاعل مختلف الفئات العمرية مع ما تنشره على الإنستغرام، هل تشعر بزيادة المسؤولية الملقاة على عاتقك؟- بالطبع، فمن يتابعونني على الإنستغرام من مختلف الأعمار، ومنهم الأطفال والكبار، وأولياء الأمور، وحتى كبار السن، وبالنسبة لي أقوم بالتفكير في كل ما أنشره على صفحتي، وأحرص أن يكون مناسباً لكل الفئات العمرية، سواء في اختيار الكلمات أو الأفعال. هل تفكر كثيراً قبل إعداد أي مقطع على الإنستغرام أم تقوم بذلك بشكل عفوي؟ - في البداية كنت أقوم بتصوير مقاطع الفيديو بمجرد أن تطرأ لدي الفكرة، وكنت أتلقى ردود فعل مختلفة من أصدقائي خاصة بتعديل مقاطع الفيديو قبل تنزيلها على الإنستغرام، أما الآن فقبل تنزيل أي مقطع فيديو فإنني أحرص على أن أخطط له بشكل أفضل مع إعداد السيناريو المناسب للمقطع، ومن الممكن أن يستغرق تجهيز مقطع الفيديو أسبوعاً تقريباً فقط ليحقق المقطع المصور الهدف المرجو منه وأن يكون واضحاً للمتابعين.ما أثر المتابعين في الإنستغرام على شخصية سعد حمادة؟ - أنا إنسان هادئ جداً وكتوم، فمن يعرفني جيداً يقول إن شخصيتي على الإنستغرام تختلف تماماً عن شخصيتي الحقيقية، أما بالنسبة للناس فشخصيتي تغيرت مع دخول الإنستغرام، خاصة مع وجود عدد كبير من المتابعين لي، فقد كان من الضروري بالنسبة لي كسر حاجز الخجل وبالفعل استطعت فعل ذلك، وأصبحت اجتماعياً وأكثر تواصلاً مع جميع المحيطين بي.ما هي أكثر عبارة قيلت لك وتأثرت بها؟ - عبارة «الإبداع بنفسه يتمشى في الشارع آتياً إلي»، وكانت تلك من العبارات التي قيلت لي على لسان الأستاذ محمد الشافعي، وهذه العبارة من العبارات التي أثرت بداخلي ولن أنساها أبداً. قدمت مجموعة من الأعمال المسرحية ضمن أنشطة الجامعة، ولمسنا موهبتك من خلالها، فكيف كانت البداية وهل ستواصل التمثيل بعد التخرج؟ - بدايتي كانت عن طريق نادي البيئة من بعد طلبهم بعمل مسرحية قصيرة أمام طلبة الجامعة، وبلغ الحضور 50 طالباً وطالبة، وقمنا بتأدية البروفات والتمرينات قبل أداء المسرحية مع البسام وعضو فرقة التياترس فهد المسيلم اللذين كانا يشجعانني دائماً، وفي وقت المسرحية قاما بتقديمي أولاً للجمهور، وهذا كان شيئاً مفاجئاً ومخيفاً بالنسبة لي فقد كانت تجربتي الأولى في التمثيل بشكل مباشر أمام هذا العدد من الطلبة، خصوصاً أن المسافة لم تكن قصيرة، وبعد تأدية المسرحية كانت تجربة لا بأس بها بالنسبة لي فقد كنت قلقاً ومتوتراً بشكل غير مباشر للجمهور، وهو ما جعلني أشعر بالراحة، ولكن بعد ذلك قمت بتأدية مسرحيات أكثر لكلية الآداب فتلاشى الخوف والتوتر مني، وأصبحت أكثر جدية ومرونة في تمثيلي، فكنت أنا من يشجع ويزيح الخوف والتوتر عن أصدقائي قبل عرض المسرحية، وبالطبع أنوي المواصلة في هذا المجال بعد التخرج. هل تقوم باستشارة أحد قبل تنزيل مقطع الفيديو على الإنستغرام؟- أقوم باستشارة الأهل والأصدقاء قبل تنزيل أي مقطع فيديو في الإنستغرام، فأتلقى منهم نصائح بتعديل شيء ما في الفيديو أو طريقة التصوير والإخراج.من يتولى تصوير مقاطع الفيديو؟ - ليس هناك شخص معين يتولى تصوير مقاطع الفيديو، لذلك يكون بالتناوب بيني وبين أصدقائي، فاذا كنت مثلاً سأصور الفيديو مع اثنين من أصدقائي فأتولى أنا أولاً تصوير دور كل شخص منهما بعد ذلك يتوليان تصويري وهكذا.
حمادة: كنت خجولاً واستخدمت الانستغرام لأنقل السعادة للآخرين
30 مارس 2015