عواصم - (وكالات): مستنداً إلى الدعم القوي، إسلامياً وعربياً ودولياً، كثف التحالف الدولي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ضغوطه في اليوم الخامس من انطلاق عملية «عاصفة الحزم»، على المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين استهدفتهم غارات في مختلف المناطق اليمنية. ومساء أمس، وقعت انفجارات في مواقع تابعة للمتمردين شمال صنعاء ناتجة من غارات جوية جديدة.وفي وقت سابق، أفاد ضابط في القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي أن وحدات من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح استهدفت بقصف جوي للتحالف في شمال عدن و«نيران بحرية».وأوضح أن هذا القصف الذي خلف 12 قتيلاً في صفوف الموالين لصالح يهدف إلى منع المجموعات المتمردة من التقدم في اتجاه مطار عدن الدولي. وفي الضالع جنوباً، قتل 8 مدنيين في قصف نسبه مسؤول محلي إلى قوات صالح. كذلك، قتل 7 جنود من القوات المتحالفة مع الحوثيين في نيران مجموعات شبه عسكرية حاولت مهاجمة مطار عدن. وبينما تدخل عملية «عاصفة الحزم» يومها الخامس، استهدفت طائراتها مجموعات حوثية بالمشنق والجابري في محافظة صعدة قرب الحدود مع السعودية، كما قصفت قاعدة الديلمي ومواقع عسكرية أخرى في صنعاء. وأكدت قيادة العملية تدمير قوافل إمداد لجماعة الحوثي وإجهاض عملية لنقل أسلحتها خارج صنعاء.وقالت مصادر إن القصف استهدف مواقع في الحديدة على البحر الأحمر تشمل قاعدة الصليف والكتيبة الـ65 دفاع جوي وكتيبة من جهة أخرى، أكدت مصادر صحافية تعرض قاعدة الديلمي العسكرية ومعسكر للقوات الخاصة واللواء الثالث بصنعاء لقصف من طائرات عاصفة الحزم، وذلك بعد ساعات من تدمير 8 طائرات من طراز ميغ بالقاعدة نفسها جراء القصف. وأفادت تقارير إخبارية بأن غارات التحالف استهدفت مخازن للأسلحة في التلال الخلفية لمعسكر قوات الاحتياط ومحطات الرادار بمعسكر الخرافي شرق صنعاء. كما شن التحالف الذي تقوده السعودية غارات استهدفت دار الرئاسة وجبل النهدين والمعسكر 48، ومعسكر القوات الخاصة غرب صنعاء. وأفادت تقارير بأن دوي انفجارات سمع في مأرب بالتزامن مع غارات عنيفة على موقع للدفاع الجوي، وتعرض مقر المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب أيضاً لغارات. كما دمرت الضربات آليات رادار تابعة للكتيبة 89 شمال مدينة مأرب. من جهة ثانية، أفادت مصادر بأن قوات تابعة للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، أصبحت على مسافة 30 كيلومتراً من عدن، وفقاً لقناة «العربية».فيما جددت قوات «اللواء 33» الموالية للحوثيين قصفها لمساكن المدنيين في الضالع بعد ساعات من قصف مماثل قال مسعفون إنه أوقع ضحايا في المدنيين.وفي شبوة، تمكنت القبائل من قتل نحو 50 من الحوثيين وأسر 60 آخرين في مواجهات عنيفة معهم ومع قوات صالح في منطقة بيحان، في وقت توجهت تعزيزات عسكرية قبلية من مأرب صوب شبوة لدعمها ضد الحوثي.وفي جنح الظلام وخشية من غارات العاصفة تتحرك قوات المتمردين نحو مدينة عدن قادمة من أبين، ويرسل قادة ميدانيون من قوات الشرعية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والمدافعين عن مدينة عدن مناشدات عاجلة لقوات «العاصفة» لإيقاف هذا التقدم فوراً، خصوصاً بعد انضمام «اللواء الخامس» في صبر إلى المتمردين. وفي بيحان، شنت قبيلة «بلحارث» مسنودة بقبائل شبوة ومأرب هجوماً كاسحاً على المتمردين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات مع فرار المئات منهم، وتعهد شيخ قبيلة «بلحارث»، الفهيد بن حصيان، بجانب بقية شيوخ القبائل الأخرى على تطهير مناطقهم كلياً من أي تواجد للحوثيين وحلفائهم، كما أعلنوا دعمهم لـ«عاصفة الحزم»، مشيدين بدور المملكة العربية السعودية في مساعدة الشعب اليمني في القضاء على الانقلابيين. وفي عدن، مازال أبناؤها يتصدون بقوة لأي محاولة من قبل الخلايا النائمة التي تنشط بين الحين والآخر، حيث تكبدت قوات التمرد خسائر فادحة. وأفاد شهود عيان بأن جثث المتمردين تملأ الشوارع بعد كل محاولة اقتحام فاشلة، كما ناشدوا قوات «عاصفة الحزم» بمساعدتهم فوراً بقطع الإمدادات المستمرة القادمة من تعز ولحج التي تسعى إلى إسقاط مدينة عدن. في غضون ذلك، ألقى وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بالمسوؤلية على المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في قصف لمخيم نازحين ولاجئين شمال اليمن، نافياً أي صلة بالعمليات العسكرية التي تقودها السعودية. وكان رياض ياسين يتحدث للصحافيين في العاصمة السعودية الرياض. وقال إن الانفجار في المخيم لم تتسبب فيه قوات التحالف وإنما قصف مدفعي من الحوثيين الشيعة. وأضاف ياسين أن حكومته لم تجر أي اتصال بجماعات الحوثيين المسلحة منذ بدء الضربات الجوية الخميس الماضي. وقتل 45 مدنياً وأصيب 65، إثر قصف طال مخيم المزرق الذي يضم يمنيين نزحوا جراء النزاع شمال غرب البلاد. ويؤوي المخيم منذ عام 2009 نازحين بسبب النزاع بين الحوثيين والسلطة المركزية.في هذا الوقت، تستمر عمليات إجلاء الأجانب من اليمن. وأعلنت بكين أنها أجلت في يومين نحو 500 من رعاياها. وفي موازاة الهجوم العسكري، تتعرض القوات المناهضة لهادي الموجود حالياً في المملكة السعودية لضغوط دبلوماسية. من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يبقي «حتى الآن» على زيارته المقررة الأسبوع المقبل إلى إيران رغم التوتر بين البلدين حول التدخل العسكري العربي في اليمن.وكان الرئيس التركي دان بشكل واضح الأسبوع الماضي سعي إيران إلى «الهيمنة» على اليمن وعبر عن دعمه للتدخل العسكري الذي أطلقته السعودية وحلفاؤها على المتمردين الشيعة المدعومين من طهران.وأضاف حينها أن «إيران تبذل جهوداً للهيمنة على المنطقة (...) وتحركاتها في المنطقة تتجاوز حدود الصبر».ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف باتهام أنقرة بالتسبب بعدم الاستقرار في المنطقة.ولمح أردوغان إلى أن تركيا يمكن أن تتخذ «بعض الإجراءات» في هذا النزاع بدون أن يوضحها. وقال إن «التطورات في اليمن مهمة للغاية بالنسبة لتركيا».