عواصم - (وكالات): قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه قلق بشأن ما تردد عن انتهاكات ارتكبتها قوات ومقاتلون موالون للحكومة العراقية في قتالهم لتنظيم الدولة «داعش»، فيما قتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني كانا منتشرين في العراق كمستشارين في الحرب ضد التنظيم بضربة من طائرة أمريكية بدون طيار.ودعا بان الذي أدلى بتصريحاته وهو يقف بجوار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى «وضع مجموعات المتطوعين المسلحة تحت سيطرة الحكومة». ويقصد المسؤول الدولي بعبارة «مجموعات المتطوعين المسلحة» تعبيراً واسعاً عن فصائل شيعية شبه عسكرية.وعبر بان في تصريحات للصحافيين عن قلقه أيضاً من عدم قدرة الحكومة العراقية والمجتمع الدولي على رعاية أكثر من 2.5 مليون عراقي نزحوا بسبب الصراع.وأضاف بعد اجتماع مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد «أنا قلق بشأن مزاعم عمليات إعدام خارج القانون وخطف وتدمير ممتلكات ارتكبتها قوات ومقاتلون يحاربون مع القوات المسلحة العراقية». وأضاف «لا بد من التحقيق في الانتهاكات أو الإساءات المزعومة لحقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها». وتقاتل الحكومة العراقية المدعومة من إيران والولايات المتحدة متشددي «داعش» الذين استولوا على نحو ثلث مساحة البلاد العام الماضي. وتعتمد الحكومة كثيراً على ميليشيات شيعية لوقف تقدم الجهاديين المتطرفين بعد انهيار الجيش العراقي الصيف الماضي. لكن السنة يتهمون الفصائل الشيعية شبه العسكرية بتنفيذ عمليات إعدام وطرد سنة من مناطق استراتيجية سكانها من السنة والشيعة وسط العراق وتنفي الفصائل ذلك. وقال بان إن العبء المزدوج المتمثل في القتال ومساعدة النازحين يمكن أن يكون فوق طاقة بغداد وحلفائها. وأضاف «خطر عمليات نزوح إضافية وثانوية خلال العمليات العسكرية الجارية يمكن أن يربك القدرات المحلية والدولية». من ناحية أخرى، قتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني كانا منتشرين في العراق كمستشارين في الحرب ضد «داعش» بضربة من طائرة أمريكية دون طيار كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية. وقالت الوكالة التي أشارت إلى دفنهما في إيران، إن الرجلين قتلا في 23 مارس الجاري بضربة من طائرة بدون طيار خلال عملية ضد «داعش» في تكريت شمال العراق.وتحاول القوات الحكومية العراقية منذ 2 مارس الجاري وبدعم من ضربات جوية يشنها التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، استعادة المدينة من أيدي الجهاديين الذين استولوا على مناطق شاسعة في شمال العراق منذ يونيو 2014. ومع بدء العملية تلقت القوات الحكومية دعماً من الفصائل الشيعية المدعومة من إيران.لكنها تتلقى أيضاً منذ 25 مارس الجاري دعماً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا.وتقول الولايات المتحدة إنها تدخلت في معركة تكريت بعدما حصلت على ضمانات من بغداد بأن القوات الحكومية ستلعب الدور الأساسي في الهجوم.ونفى البنتاغون أي ضلوع في الغارات في 23 مارس الجاري.وقال اومار فيلاريل الناطق باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إن «قوات التحالف بدأت الضربات قرب تكريت في 25 مارس بعد يومين على هذا الحادث الذي تم التداول به، ولم تتم أي ضربة في تكريت أو قربها في 23 مارس». وأضاف «بالإضافة إلى ذلك، ليس لدينا أي معلومات تؤكد هذه المزاعم بأن ضربات التحالف أدت إلى مقتل عناصر» من الحرس الثوري. ونشرت مواقع إخبارية إيرانية على الإنترنت صوراً للرجلين وهما يرتديان بزات عسكرية وعرفت عنهما على أنهما علي يزدني وهادي جعفري. ونفت طهران على الدوام تواجد قواتها في العراق لكنها أقرت بأنها أرسلت أسلحة ومستشارين عسكريين. وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى مقتل عدة عناصر من الجيش وبينهم برتبة ضباط في العراق وسوريا حيث ينشط «داعش»، بعدما أرسلتهم طهران لمساعدة سلطات بغداد ونظام الرئيس بشار الأسد. في غضون ذلك، قالت قوة المهام المشتركة في بيان إن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذت 7 ضربات جوية في العراق ضد متشددي «داعش». وأضافت أن الضربات الجوية نفذت قرب الموصل وسنجار وتلعفر وتكريت واستهدفت وحدتين لمقاتلي المتشددين وموقعاً قتالياً وعدداً من المباني وأهدافاً أخرى.