^   دائماً ما أقف أمام لفظ الله وأنا مندهش من الطاقة الهائلة والعظيمة التي تحملها، فما إن يذكرها الإنسان ويرددها بصوت أو بهمس، إلا وتراه يستمد القوة غير المحدودة. ومن عادتي إذا مرت أمامي قصة تحمل طاقة روحية، أو تساعد على تنمية هذه الطاقة، أحتفظ بها في الكمبيوتر. لإعادة قراءتها مرات ومرات. قبل يومين أرسلت لي الابنة العزيزة أنيسة السعدون والتي تحضّر رسالة الدكتوراه في المملكة الأردنية، عبر بريدها الإلكتروني، هذه القصة التي حدثت في جامعة اليرموك الأردنية عن لفظ الجلالة سبحانه وتعالى القصة تحكي عن فتاة إسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية وذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية طرح د.فخري كتانة سؤالاً على طلابه من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة (الله) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟ لم يرفع يده أحد، ما عدا فتاة إسبانية تدعى ‘هيلين’ التي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها إسبانية مسيحية: قالت إن أجمل ما قرأت بالعربية هو لفظ (اللهُ) فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف, لا من الشفتين، لفظ الجلالة (اللهُ) لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط اذكروا اسم .. (اللهُ) الآن وراقبوا كيف نطقتموها هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف، أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم... ومن حكم ذلك أنه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم (اللهُ)، فإن أي جليس لن يشعر بذلك، ومن إعجاز اسمه أنه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو، وكما هو معروف أن لفظ الجلالة (اللهُ) يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير ‘اللهُ’، وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه ‘ لله ‘ ، كما تقول الآية (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت ‘ له’، ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى ( له ما في السموات والأرض)، وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة ‘ هـُ ‘ ، ورغم ذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه (هو الذي لا اله إلا هو)، وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت ‘ إله ‘ ، كما قال تعالى في الآية ( اللهُ لا إله إلا هو)...هيلين اسمها الآن ‘عابدة’. ونحن في الطريق، من البيت إلى العمل، أو من البيت إلى المدرسة، أو من البيت إلى الجامعة، لو أغلقنا ضجيج الأغاني والموسيقى والأخبار التي نتلقى منها غير أحداث القتل والموت والكوارث الطبيعية والحروب الأهلية، وقمنا بترديد (لله) آلاف المرات، ونحن نستشعرها تتحرك داخلنا . وبالذات في القلب، لرأينا أن السماء تفتح أبوابها، وإشارات المرور، تكون خضراء, ومواقف السيارات تكون مهيأة لاستقبالنا برحابة صدر. فالطاقة الكونية التي تهبنا إياها كلمة (الله) قادرة على إيصالنا إلى ما نريد. أنت لا تحتاج إلى أكثر من ذلك مستذكراً كم هي رائعة جملة “اذكروا الله يذكركم”..أي إن الله سبحانه وتعالى يذكرك أنت . يذكرك ويستجيب إلى دعائك وصلاتك. هل هناك أكثر روعة من أن يكون الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الخالق، الدائم، يذكرك كلما ذكرته...اذكر الله وسترى نفسك دائم النشاط والحيوية والتألق.