أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة أن المدلولات التاريخية للمنطقة تشير إلى أهمية خلق تعاون عسكري عربي دائم وشامل، وتطويره استراتيجياً كقوة ردع عربية لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة، منوهاً إلى أن الأحداث الراهنة في اليمن سمحت بإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك في وجه التدخلات الخارجية التي تمس جزءًا لا يتجزأ من النسيج الحضاري والتاريخي لدول منطقة الخليج والوطن العربي.وتطرق الشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة، في ورقة قدمها خلال المؤتمر السنوي الـ20 الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في أبوظبي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحت عنوان «الشرق الأوسط: تحولات الأدوار والمصالح والتحالفات»، للمراحل التاريخية التي مرت بها العلاقات الخليجية العربية للتوصل إلى اتفاقيه الدفاع العربي المشترك والتي تشمل ثلاث مراحل رئيسة أولها مرحلة ما قبل الغزو العراقي للكويت، والتي امتازت بوجود التعاون والدعم والمساعدات بين دول المنطقة لمواجهة التدخلات الخارجية للمنطقة، وذلك بالرغم من وجود تبعات الحرب الباردة التي أفترت العلاقات العربية في بعض المواقف، غير أن وجود القضية الفلسطينية ساهم في توحيد الأهداف المشتركة.وذكر أن المرحلة الثانية جاءت بعد الغزو العراقي للكويت، حيث بدأت دول مجلس التعاون بتركيز اهتماماتها وتكثيف المشاركات السياسية والدبلوماسية مع جامعة الدول العربية لبناء أطر استراتيجية تكاملية لمواجهة التحديات الأيديولوجية والعسكرية للمنطقة، وهو ما سمح بفهم المرحلة الثالثة من خلال تبعات أحداث الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة في عام2011 ونتائجها على بعض الدول.وأشار الشيخ د.خالد بن خليفة آل خليفة، خلال المؤتمر بحضور عدد من الخبراء والاستراتيجيين الدوليين وفي مقدمتهم رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة، إلى أن ذلك الأمر يستدعي جدية النظر في تشكيل تحالف عربي استراتيجي مشترك قائم ومستمر على المدى البعيد يحصِّن المنطقة ويحافظ على استقرارها على كافة المستويات، والذي انعكست ملامحه من خلال تنفيذ آليات الردع العسكري الواسع التي دشنتها تحالفات عربية خليجية دولية مشتركة، في وجه التهديدات التي أطلقها الحوثيون في اليمن.