كتب- حسن الستري:لم يقتصر أثر العاصفة الغبارية أمس على تعكير أجواء المملكة ونشر التراب والغبار في كل مكان، إذ تعداها ليثير عاصفة من نوع آخر بين وزارة التربية وأولياء أمور شنوا هجوماً لاذعاً على «التربية» لعدم تعليقها الدراسة رغم العاصفة الغبارية، مشيرين إلى أن «المدارس لم تكن جاهزة لاستقبال الطلبة»، ما حدا بنواب التعهد بمساءلة وزير التربية لعدم اتخاذه قراراً بتعليق الدراسة، قبل أن ترد الوزارة أن «نسب الحضور كانت طبيعية (..) ووقت الدراسة ثمين». وأعرب أولياء أمور طلبة في معرض شكاوى تلقتها الوطن عن «الامتعاض من قرار وزارة التربية والتعليم باستمرار الدراسة أمس، رغم أن أغلب المدارس لم تكن مهيأة لاستقبال الطلبة بسبب عاصفة الغبار التي ضربت البحرين والمناطق المجاورة مساء أمس الأول». وقال أولياء أمور إنهم «عادوا لأخذ أبنائهم من المدارس بعد أن أوصلوهم إليها صباحاً بسبب كمية الأتربة فيها وعدم جهوزيتها لاستقبال الطلبة»، فيما قال آخرون إنهم اتخذوا قراراً بعدم إرسال أبنائهم رغم عدم إصدار «التربية» قراراً بتعليق الدراسة، فيما جاء بيان وزارة التربية ليتحدث عن «نسب دوام طبيعية أمس رغم عاصفة الغبار».وانتقد نواب استطلعت «الوطن» آراءهم قرار الوزارة، مؤكدين عزمهم «استخدام الأدوات الدستورية ومساءلة الوزير، للحيلولة دون تكرار هذا الأمر مستقبلاً».وترقب المواطنون والمقيمون حتى ساعات متأخرة من ليل أمس الأول قرار وزارة التربية التي لم تعلن أي رد فعل حيال العاصفة سواء بتعليق الدراسة أو الاستمرار، فيما أعلنت دول مجاورة تعرضت للعاصفة ذاتها تعليق الدراسة أمس، قبل أن تعلن وزارة التربية والتعليم صباح أمس عبر «تويتر» قرارها بأن « تستمر الدراسة اليوم دون أي تغيير وكذلك جدول الامتحانات دون أي تغيير».ونشرت مواقع تواصل اجتماعي- بالتزامن مع شكوى الأهالي عدم جهوزية المدارس- صورة لطلبة في المرحلة الابتدائية ينظفون فناء المدرسة من الغبار والأتربة.الأهالي ممتعضونوقالت ولية أمر: «لدي ابنان بالمدرسة الابتدائية، وأخذتهم للمدرسة في الصباح، ولاحظت أن الحضور أقل من المعتاد بكثير، وكان يفترض أن تنظم المدرسة لقاء مع أولياء الأمور، ووصلتني رسالة نصية بتأجيله بسبب سوء الأحوال الجوية، ولدى وصولي المدرسة فوجئت بالوضع المزري، فأعدت ابنيّ للبيت «.وأضافت: «لا أعلم لماذا تصر وزارة التربية على استمرار الدراسة على الرغم من عدم جاهزية المدرسة لاستقبالهم، ولماذا لم تنفذ خطة طوارئ لتنظيف المدرسة منذ الصباح الباكر».ولم تكن ولية أمر أخرى بمنأى عن سابقتها عندما قالت لـ«الوطن»: «أخذت بناتي الثلاث لمدارسهم في الصباح، ولاحظت أن الحضور بالمدرسة الابتدائية قليل جداً، أما المرحلة الإعدادية، فكان الحضور شبه طبيعي نظراً لامتحانات منتصف الفصل الدراسي، وبعد ساعة تلقيت اتصالاً من المدرسة الإعدادية يفيد بأن ابنتي متعبة كونها تعاني من مرض الربو، وطلبوا تأجيل الامتحان، ولكن ابنتي أصرت على تقديمه، وأخذتها بعد الامتحان، ورأيت الكثير من الطلبة يتصلن بأهاليهن لأخذهن، نظراً لتردي وضع المدرسة، وعلمت من ابنتي أن الطالبات تبرعن ونظفن المدرسة». وتابعت أن «الإدارة شجعت الطلبة على الاتصال بذويهم لأخذهم خوفاً من أي مساءلة مستقبلية، وخلال تواجدي بالمدرسة لاحظت استياء أولياء الأمور من رفض الوزارة تعليق الدراسة خصوصاً أن المدارس غير مهيأة لاستقبالهم، ونسبة الغياب كانت عالية». ولي أمر آخر قال لـ«الوطن»: «لم أدع أبنائي يذهبون للمدرسة بسبب سوء الأحوال الجوية، وعلمت بعدها أن الكثير من أولياء الأمور لم يسمحوا لأبنائهم بالذهاب، ومن أرسل أبناءه، ذهب في وقت لاحق وأخذه من المدرسة، بسبب عدم جاهزية المدارس لاستقبالهم»، مشيراً إلى أنه «كان يفترض إصدار قرار بإيقاف الدراسة بالمدارس».النواب يتوعدونوقال النائب عباس الماضي لـ«الوطن»: «للأسف لا توجد لدينا خطة طوارئ في البحرين على مستوى المدارس، غالبية دول مجلس التعاون عطلت الدراسة اليوم وهذا القرار هو السليم ما دامت الوزارة غير قادرة على تهيئة المدارس لاستقبال الطلاب».وأضاف: «تلقيت اتصالات من المواطنين ينتقدون إصرار وزارة التربية على استمرار الدراسة، وبينوا أن الطلبة قاموا بالتنظيف، وهو أمر مضر بالصحة، وبعض الطلبة يعانون من ضيق التنفس، فمن يتحمل مسؤولية الطالب لو جرى له أمر». وتابع أن «النواب سيستخدمون أدواتهم الدستورية، خاصة مع تكرار مثل هذه القرارات، إذ حدث أمر مشابه حين سقطت الأمطار بغزارة، ويهمنا بالدرجة الأولى سلامة الطلبة، ولن يلوم أحد الوزارة لو أعلنت تعطيل، ولكن أن تصر على الدراسة، ولا دراسة بسبب عدم الجاهزية، فهي تضع نفسها محل النقد، سنوجه سؤالاً لوزير التربية والتعليم بهذا الخصوص عبر التنسيق بين النواب». من جهته، قال النائب علي المقلة: «سمعنا أن بعض الدول الخليجية عطلت الدراسة بسبب الغبار، وهو يسبب العديد من الأمراض خصوصاً الأطفال، كان ينبغي على الوزارة أن تتخذ قراراً بتعطيل الدراسة أو تأخير الدوام للتاسعة أو العاشرة لتهيئة المدارس».وأوضح أن «المدارس الحكومية مفتوحة في العادة والصفوف مفتوحة على الساحات وهو ما أدى إلى تدهور وضعها، كما إن الوزارة صمت أذانها عن مطالبات الناس بالإجازة، وفي الصباح فاجأتهم بقرارها استمرار الدراسة، سندرس الأمر مع النواب»,الوزارة: الحضور طبيعيوأصدرت وزارة التربية والتعليم بياناً أمس قالت فيه إنه «بالرغم من الأوضاع المناخية الاستثنائية التي شهدتها مملكة البحرين الليلة الماضية (أمس الأول) وصباح اليوم (أمس)، فإن مستوى انتظام طلبة المدارس الحكومية وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية كانت في حدود النسب المعتادة بشكل عام».وعبرت «التربية» عن «شكرها وتقديرها لمستوى تجاوب الطلبة وأولياء أمورهم وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية ومنتسبي الوزارة بالنسبة للحرص على الانتظام الدراسي وعدم إضاعة أي وقت ثمين عن الأبناء الطلبة، وذلك في ضوء الاستعداد لتنفيذ امتحانات منتصف الفصل الثاني وبدء الامتحانات العملية في مدارس المرحلة الثانوية».