كتبت - نور القاسمي:«العاصفة الترابية أربكت مخططاتنا وراكمت أكواماً من الأتربة في البيت»، بهذه الكلمات ابتدر المواطن عبدالله أحمد حديثه لـ«الوطن»، حول العاصفة التي شهدتها البحرين أول أمس، وقال آخر ساخراً «كأن الصحراء فتحت فرعاً لدينا»، فيما شهدت البحرين اختناقات وأضراراً طفيفة، إذ تداولت وسائل التواصل الاجتماعي حادثة سقوط «سِكِّلات» في منطقة أم الحصم من موقع بناء، فضلاً عن طيران بعض الدواعم البلاستيكية في مواقع البناء والتصليحات البلدية في عدد من المناطق. واشتكى عدد من المواطنين من أن مقاولي المشاريع الإسكانية، لم يحكموا إغلاق فتحات النوافذ بصورة جيدة الأمر ساهم في دخول الأتربة إلى بيوتهم.وقال أحد المواطنين إن «سبب دخول الأتربة إلى داخل المنازل رغم إغلاقهم للمنافذ جميعها جيداً من وجهة نظره يعود إلى ضعف البنية التحتية في المنازل، وافتقارها للعوازل»، مشيراً إلى أنه لاحظ دخول الأتربة بنفسه ليلاً عن طريق فتحات التهوية، وفتحات النوافذ الصغيرة جداً.تساءل عدد كبير من منتفعي الوحدات الإسكانية الجديدة عن أسباب تضررهم هم أكثر من غيرهم في العاصفة الغبارية رغم أنهم أحكموا إغلاق النوافذ والأبواب وتأكدوا من إقفالها جيداً، موضحين أنهم لم يتعرفوا على منازلهم صباح اليوم التالي.وأكدت مدير إدارة تعزيز الصحة د.أمل الجودر أن الوزارة بدأت بعدد من حملات التوعية على شبكات التواصل الاجتماعي عبر نصائح حول كيفية التعامل مع الغبار، مبينة أن عدداً كبيراً من الناس تداول هذه النصائح، حتى إن حسابات معروفة في «تويتر» و«انستقرام» نشرتها أيضاً. وأوضحت د.أمل الجودر أنهم بدؤوا بث هذه الأنباء من قبل اشتداد العاصفة الغبارية وتزامناً مع أنباء حدوث عاصفة، ونصحنا المرضى بمراجعة الطبيب.وأكد رؤساء المجالس البلدية الأربع ورئيس مجلس أمانة العاصمة تضرر الأهالي من الأتربة والغبار الكثيف، ودخوله إلى منازلهم، وتغطية مركباتهم وساحات منازلهم الخلفية، إلا أنهم اعتبروها أضراراً طفيفة تحتاج إلى بعض عمليات التنظيف فقط، إلا أنهم أكدوا أن أهالي المناطق جميعها واجهت مشكلات صحية بسبب ضيق في التنفس ومرضى الربو، ومشكلات مرورية نتجت عن الازدحامات والتأني في السير في الشارع وانعدام الرؤية.وقال رئيس مجلس أمانة العاصمة محمد الخزاعي إن العمالة لم تنظف الشوارع اليوم صباحاً بسبب عدم مقدرتها على العمل في هذه الأجواء، مبيناً أنه حتى لو نظفت سيكون جهدها هباء منثوراً، وأنهم جميعاً سيباشرون عمليات التنظيف منذ صباح اليوم.وأشار الخزاعي إلى أنه لم تصله أي أنباء عن حوادث مرورية أو أضرار وتلفيات في الأماكن العامة والخاصة.وقال رئيس مجلس بلدي الجنوبية أحمد الأنصاري، إن الأضرار الناتجة عن الغبار اقتصرت على دخول الأتربة للمنازل والحدائق التي تفاجئ مرتاديها بهبوب رياح شديدة السرعة مصحوبة بغبار كثيف، وبين أنه استلم شكاوى عديدة حول أن الشوارع غير نظيفة، إلا أنه يرى أن البلدية لم تقصر بل إن عمال النظافة حاولوا تنظيف الشوارع صباحاً دون جدوى، وبقي عليها شيء من طبقة رمل. من جانبه، قال العضو البلدي محمد أبو الشوك إنهم لم يستلموا أي شكاوى أيضاً عن أضرار جسيمة أو تلفيات، موضحاً أن الغبار دخل للمنازل بسبب شفاطات الهواء وفتحات التهوية. وأكد ذات الأمر رئيس مجلس بلدي المحرق محمد آل سنان أنه لم تصله أي بلاغات لمشاكل بلدية، أو أضراراً جسيمة، إلا أن المرضى تضرروا بسبب الغبار، خصوصاً المصابون بمرض الربو وضيق التنفس.وقال إن المجلس البلدي دعا الأهالي ليلاً لتوخي الحذر في الطرقات والبقاء في منازلهم حتى الصباح.تدني مدى الرؤية الأفقيةأكد مدير إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات عادل دهام أن المملكة تأثرت كما كان متوقعاً مساء أول أمس بعاصفة ترابية مصحوبة برياح شمالية غربية قوية إلى شديدة السرعة تدنت على أثرها مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر لمدة 7 ساعات، ووصلت سرعة الرياح في ساعات النهار الأولى وحتى المساء بسرعة 40 عودة، علماً بأن البحرين لم تشهد حدوث مثل هذه العاصفة الترابية خلال العشر سنوات الماضية، فيما بدأت العاصفة في الانحسار التدريجي بدءاً من صباح اليوم الخميس وتحركها باتجاه المناطق الجنوبية للخليج العربي.وعزا دهام سبب ذلك لتحرك منخفض جوي قادم من حوض البحر الأبيض المتوسط باتجاه المناطق الشمالية لشبه الجزيرة العربية والخليج العربي مما أدى إلي تكون العاصفة الترابية على تلك المنطقة .وتوقع أن يكون الطقس معتدلاً بوجه عام خلال الأيام القليلة القادمة مع رياح شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة تقل سرعتها يوم السبت القادم ثم تعاود الرياح الشمالية الغربية نشاطها يوم الاثنين الموافق 6 أبريل 2015 لتصل من نشطة إلى قوية السرعة مثيرة للأتربة والغبار.ومن المعروف تأثر شبة الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي في هذه الفترة من السنة بتقلبات جوية سريعة تعرف محلياً بالسريات وذلك بسبب مرور منخفضات جوية في طبقات الجو السفلي والمتوسطة من الغلاف الجوي بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة السطحية لشبه الجزيرة العربية مما يساعد على تكون السحب الرعدية الماطرة والعواصف الترابية مما أدى إلى تدني الروية الأفقية إلى أقل من 1000 متر ، لذلك تنصح إدارة الأرصاد الجوية المواطنين بأخذ الحيطة والحذر وخاصة مرتادي البحر.وتشكلت العاصفة الثانية فوق منطقة حائل والقصيم وغرب الرياض، وهي تتكون من أتربة مثارة كثيفة عملت في النهاية على تشكيل عاصفة رملية مصحوبة برياح نشطة إلى قوية السرعة أحياناً، مع انخفاض كبير في مدى الرؤية الأفقية، وتندمج العاصفة مع العاصفة الأولى، وتمتد في جزء منها نحو غرب الرياض.وتشكلت العاصفة الثالثة فوق شمال شرق السعودية ورفحاء، إذ طرأ نشاط كبير على الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية المثيرة للغبار فوق شمال شرق المملكة، وتشكلت بسبب انخفاض الضغط فوق شمال السعودية بشكل مفاجئ، ما عمل على نشاط الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية، كما يؤثر الغبار العالق والأتربة المثارة بأجزاء واسعة شمال البحر الأحمر ومناطق أخرى من السعودية.