كتب - جعفر الديري: المرحوم عبد الكريم الجهيمان (أبو سهيل)، من الشقيقة المملكة العربية السعودية، أحد أبرز الأسماء في حقل الثقافة والتراث الخليجي، خصوصاً في مجال الحكاية الشعبية. لقب بـ «بسادن الأساطير» نظير ما قدمه للمكتبة العربية، من كتب شكلت إضافة مهمة للكتب المستقصية للروايات الشفهية من أفواه كبار السن والجدود والجدات، كللها بكتابيه المهمين ذائعي الصيت «أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب» الصادر في 5 أجزاء، والتي تجمع قصصًا شعبية عربية بصيغة وصفَها النقاد بالمفهومة، وكتابه الآخر «الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية»، الصادر في 10 أجزاء، فيما يزيد عن 9 آلاف صفحة. ساهم هذان المصنفان –كما يؤكد النقاد- في التأريخ لمجتمع الجزيرة العربية، ومثلا سجلاً للباحث والمؤرخ للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في الجزيرة العربية في إطارها الزماني، حتى إنَّ كُتَّابًا أجانب اعتمدوا عليها في التعرف على حياة الجزيرة العربية.من أبرز أعمال الجهيمان الأخرى، كتابه «رحلة باريس»، و«دورة مع الشمس» و«أين الطريق» في أدب الرحلات، ومن أعماله الشعرية «ديوان خفقات قلب»، وقد جمع مقالاته في كتاب «دخان ولهب» في صحيفة الظهران، و«آراء فرد من الشعب» مختارات من مقالاته في صحيفة القصيم. و«أين الطريق؟»، مختارات من مقالاته في صحيفة اليمامة و«أحداث وأحاديث» مختارات من مقالاته في صحف مختلفة. ونقرأ في ترجمة الصحافي والأديب والباحث والشاعر والناقد والمثقف السعودي الجهيمان، إنه ولد العام 1912 في بلدة غسلة بالقرائن في نجد بالمملكة العربية السعودية، وتوفي في 2 ديسمبر 2011، عن 100 عام تقريباً. تلقى تعليمه الأولي لدى الكتاتيب، وانتقل للدراسة في المعهد العلمي السعودي (معهد لتخريج العلماء) وذلك بطلب خاص من الملك عبد العزيز، وبعد 3 سنوات تخرج من المعهد وانتدب لإنشاء المدرسة النموذجية الأولى في مدينة السيح بمنطقة الخرج وذلك العام 1930. وبعد مضي عام على إنشائه المدرسة الأولى في مدينة السيح، طلب منه الملك سعود أن ينتقل إلى الرياض ليقوم بتدريس أبنائه، وهو ما حصل العام 1931، وبقي في تعليم أنجال الأمير مدة عام واحد. ونقرأ لباحث آخر أن الجهيمان، استطاع أن يوظف موهبته الأدبية، في العمل الصحافي؛ حيث تولَّى منصب مدير تحرير جريدة «أخبار الظهران» التي صدرت العام 1954 ثم تولّى رئاسة تحريرها في عددها الثامن، والتي عمل على نشر أعماله الأدبية من خلالها، من شعر وقصص شعبي، هذا إلى جانب ما أسهم به من مقالات ومشاركات عبر الصحف المحلية في مجالات ثقافية واجتماعية شتّى، إلى جانب ما كان يُدوّنه عبر الصحافة عن التراث المحلي والأدب الشعبي، حيث جاءت كتاباته عبر الصحافة وعبر مؤلفاته- السردي منها والشعري- زاخرةً بحب الوطن والصورة الأدبية المحلقة بالقارئ.