بغداد - (وكالات): أكد مصدر أمني عراقي أن قيادة الحشد الشعبي سحبت عناصرها وآلياتها من مدينة تكريت صباح أمس بعد اتهامها بتنفيذ عمليات نهب وحرق واسعة في المدينة، بينما عقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اجتماعاً طارئاً مع القيادات الأمنية للتباحث بشأن الانفلات الأمني. وقال مسؤول أمني إن قيادة الحشد الشعبي سحبت معظم قواتها من تكريت، ومازالت أعداد قليلة منها في المدينة تنتظر انسحابها خلال ساعات، مشيراً إلى أن السلطات العراقية دفعت الشرطة المحلية والفرقة الذهبية «سوات» لإمساك زمام الأمور هناك.وجاء هذا الإجراء بعد حالة غضب واسع في العراق شعبياً ورسمياً على اتهامات للحشد بالقيام بعمليات نهب وحرق واسعة في تكريت بعد سيطرة القوات الحكومية عليها من تنظيم الدولة «داعش» تحت غطاء جوي أمريكي واسع النطاق. ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع رئيس مجلس محافظة صلاح الدين والمحافظ لتدارس الوضع في المدينة.ونشرت وكالة «رويترز» تقريراً يرصد انتهاكات في مدينة تكريت على يد ميليشيات تشمل نهب وحرق الممتلكات.ونقلت رويترز عن ضابطين في قوات الأمن العراقية قولهما إن عشرات المنازل أحرقت في تكريت، وإنهما شاهدا ميليشيات الحشد الشعبي وهي تنهب متاجر في المدينة.ووصفت الوكالة مظاهر النهب التي شارك فيها أفراد الميليشيات الشيعية قائلة إن سيارات النقل كانت تسير مسرعة في شوارع المدينة وهي تحمل بضائع بدا أنها منهوبة من المنازل والمقرات الحكومية، وامتلأت السيارات بالبرادات وقطع الأثاث ومكيفات الهواء.وروى التقرير أيضاً أن مراسلَيْن للوكالة شاهدا فرداً بالشرطة الاتحادية وهو يقتل أسيراً يعتقد أنه مقاتل مصري بطعنات متكررة في رقبته وسط حشد من أفراد الميليشيات والشرطة الاتحادية الأربعاء الماضي.وأشار التقرير أيضاً إلى رصد أفراد الميليشيات وهم يسحلون جثة شخص يعتقد أنه من مقاتلي تنظيم الدولة بعد أن ربطوها بحبل في سيارة. وعقد رئيس الوزراء حيدر العبادي اجتماعاً مع قادة الأجهزة الأمنية مساء أمس الأول دعا فيه قوات الأمن إلى الالتزام بحماية ممتلكات الدولة والمواطنين وإلقاء القبض على «العصابات التي تحاول الإساءة إلى الانتصارات المتحققة». وصرح رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد عبد الجبار الكريم أنه غادر المحافظة بصحبة المحافظ رائد الجبوري احتجاجاً على أعمال النهب والحرق التي اتهم ميليشيات الحشد الشعبي بارتكابها في المدينة. وأضاف في تصريحات أمس الأول أن «مقاتلين شيعة يواصلون أعمال النهب وإحراق المباني في تكريت». وقدر الكريم أعداد المنازل التي أحرقها الحشد الشعبي بالمئات، قائلاً إن المدينة «أحرقت أمام عينيه».وأضاف أن المنازل والمتاجر أحرقت بعد نهب كل ما فيها.وقال الكريم إنه غادر المدينة بسبب الفوضى بعدما أحرقت أمام أعينهم وإنهم لا يمكنهم السيطرة على الوضع.في سياق متصل، قال عضو المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق هيمن باجلان في تصريح لوكالة الأناضول إن النازحين يحجمون عن العودة إلى المناطق «المحررة» في محافظة صلاح الدين بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية فيها. وأشار إلى أن أعداد النازحين في البلاد كانت بحدود 2.5 مليون نازح قبل انطلاق العمليات العسكرية في صلاح الدين ثم وصلت بعدها إلى 2.7 مليون نازح، معتبراً ذلك مؤشراً خطيراً.
سحب «الحشد الشعبي» من تكريت بعد اتهامه بالنهب والحرق
05 أبريل 2015