عواصـــم - (وكـــالات): تمكــن تنظيم الدولـــة «داعش» من بسط سيطرته على معظم أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، ليصبح الآلاف من سكانه بين فكي كماشة التنظيم المتطرف وقوات الرئيس بشار الأسد التي تحاصر المخيم، وفق ما أعلن قيادي معارض. وقال رئيس هيئة اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة أيمـــن أبو هاشم إن «مقاتلــي التنظيم باتـــوا يسيطرون على أكثر من 80% من مساحة المخيم». وحذر من «وضع كارثي» يهدد المخيم «بعدما بات بمدنييه ومقاتليه عالقاً بين فكي كماشة تنظيم الدولة من جهة والحصار الذي تفرضه قوات النظام من جهة أخرى».وتحاصر قوات النظام المخيم منذ أكثر من عام، ما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية أسفر عن وفاة 200 شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفاً قبل اندلاع النزاع السوري إلى نحو 18 ألفاً.وشن مقاتلو التنظيم هجوماً على المخيم من حي الحجر الأسود المجاور وخاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي كتائب أكناف بيت المقدس، وهو فصيل إسلامي قريب من حركة حماس.وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة التنظيم المتطرف على 90% من مساحة المخيم، مشيراً إلى أن وجود مقاتلي أكناف بيت المقدس انحسر في الجهة الشمالية الشرقية من المخيم.وقال أبو هاشم من جهته إن مقاتلي المعارضة «المتحصنين في مساحة صغيرة من المخيم يحاولون التصدي للاقتحام قدر الإمكان».ولفت إلى أن الأهالي الذين طردوا التنظيم من المخيم قبل 8 أشهر، يخشون أن يرتكب مقاتلوه «أعمالاً انتقامية» بعد إكمال سيطرتهم. وفي موازاة إشارة أبو هاشم إلى «تواطؤ بين التنظيم وجبهة النصرة التي سهلت دخول عناصره من مناطق سيطرتها المتاخمة لحي الحجر الأسود»، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «مقاتلي النصرة لا يقاتلون إلى جانب التنظيم ولم يتصدوا له».وأسفرت الاشتباكات في المخيم وفق عبد الرحمن عن مقتل 6 مدنيين و12 مقاتلاً من الطرفين. وبات تنظيم الدولة للمرة الأولى قريباً بهذا الشكل من دمشق. وكثفت قوات النظام في اليومين الأخيرين إجراءاتها الأمنية في محيط المخيم وعند المدخل الرئيس الذي يربطه بالعاصمة، في محاولة لمنع تمدد مقاتلي التنظيم خارج المخيم.من ناحية أخرى، أكد وزير الداخلية الأردني حسيـــن المجالـــي أن معبـــر جابـــر الحـــدودي الاستراتيجي مع سوريا «سيظل مغلقاً لحين استقرار الأوضاع» في المنطقة.