كتب - عادل محسن:تخفي يدها اليمنى بقفاز خجلاً منها كأنثى مما تحمله من تشوهات في أوردتها الدموية، أحدثت بها تورماً عانت منه منذ ولادتها، وعاشت معه في مغامرات طبية ورحلات للعلاج بالخارج كان آخرها خطأ طبياً تسبب به طبيب ألماني قد يؤدي إلى شلل يدها نتيجة قطع أو جرح عصب اليد اليمنى التي تسللت تشوهاتها لمناطق عدة في جسمها، وبخاصة منطقة الظهر والصدر التي غلب عليها اللونان الأزرق والأخضر. معاناة المواطنة، التي رفضت ذكر اسمها، لم تتوقف أمام عجز الطب عن علاج حالتها، ولكنها تواصلت لتشمل جانباً آخر أكثر ألماً في القلب منه في اليد، فرغم أنه كان من المفترض أن تعود في بداية العام الجاري في شهر يناير تحديداً إلي ألمانيا لمواصلة تلقى العلاج، إلا إن وزارة الصحة تقف دون ذلك، رغم وجود التقارير المعتمدة وتأكيد الطبيب البحريني أحقيتها في العلاج بالخارج لعدم وجوده بالبحرين، بحسب ما أكدته المواطنة البحرينية التي ساءت حالتها النفسية بعد المرضية، فبعد أن كانت متفوقة في حياتها العلمية والعملية أصابتها مشاعر الحزن والألم من كل شيء...«الوطن» التقت بها واستعرضت معها التقارير الطبية لرحلات علاجها بمستشفيات: البحرين، والسعودية، ومصر، وألمانيا، والأردن ومعاناتها مع المرض....في البداية، قالت المواطنة، إنه رغم ما أعانيه إلا أنني أصررت على الدراسة وتحصيل شهادة علمية وإشغال وظيفة لإثبات نفسي وإشغالي عن معاناتي كي لا تكون عنصراً معطلاً لي في حياتي، إلا أن مضاعفات المرض جاءت بنتائج عكسية رغماً عني، وأصبحت بعيدة عن المجتمع، بعدما انتقل التورم إلى أجزاء واسعة من جسمي وليست لدي الجرأة لاختلط بالناس وأعتمد كلياً على الخادمة في أبسط أمور الحياة اليومية، فيدي شبه مشلولة وعلاجي ليس بالبحرين، وخضعت لتجارب كنت أحتاج لها نتيجة رغبتي بالشفاء بأي طريقة، إلا أنها زادت من سوء حالتي.بكاء الألم وذكرت المواطنة، أن حالتها المرضية بدأت مع ولادتها، حينما تم اكتشاف إصابتها بتورم في الأوردة الدموية يزيد مع تقدمها بالعمر لدرجة أن اليد تنزف دماً من وقت لآخر، وقامت وزارة الصحة بإرسالها إلى بريطانيا للعلاج وهي في المرحلة الإعدادية ولم ير الطبيب في تلك المرحلة وجود تدخل جراحي، وفي عام 1996 ذهبت للعلاج بالسعودية وتم إجراء عملية أولى وبعد عودتها للعملية الثانية لم يكن طبيبها موجوداً وتسبب لها الطبيب الآخر بقطع في الوريد الرئيسي مما أضطرهم لزراعة وريد بعملية جراحية. وأضافت، التورم لم يتوقف، وحينما لم أحصل على تجاوب من وزارة الصحة في 1997، تحمل والدي مبلغ 7 آلاف دينار تكلفة للعلاج في مصر، وتعجب يومها الطبيب لرؤيتها على قيد الحياة، رغم ما تعاني يدي من تورمات خطيرة فأجرى عملية للأوردة وكانت طبيعية، إلا أن النزيف المفاجئ كان محيراً من وقت لآخر ومخيفاً في الوقت نفسه، وفي عام 2012 وبعد أن كنت أعتمد على الأدوية لتهدأ الآلام راجعت مستشفى السلمانية فأخبرني الطبيب بأن هناك طبيباً ألمانياً عالج أحد البحرينيين وهو ذو سمعة عالمية، وبعد إجراء العملية في نوفمبر 2012 صغر حجم اليد بشكل كبير وأبلغت الطبيب بأنني لا أشعر بيدي فقال إنه أمر طبيعي نظراً لحجم العملية.وأشارت المواطنة إلى أنها تلقت العلاج الطبيعي بالبحرين كي تتمكن من تحريك يدها من جديد، وبعد أن تملكها الخوف من عدم شعورها بيدها ذهبت إلى الأردن وفحصها بروفيسور في الأعصاب وقال إن وضع يدها غير طبيعي، وإن الأعصاب جرحت أو قطعت، وفي حال جرحت يمكن أن يرجع أداؤها بنسبة 80% بعد عامين، بعدها قام الطبيب البحريني بإجراء تخطيط لليد وتم اكتشاف وجود انفجار في الأصبع الصغير واستمرت العدوى للأصابع الأخرى وكانت الوضع مخيفاً فأصيبت بالذعر وأصبحت تصرخ بطريقة عبرت فيها عن ذعرها للحالة الغريبة التي وصلت لها فتم إرجاعها إلى ألمانيا من جديد في 2013 وكانت خائفة من إجراء عملية جراحية لكثرة ما مرت به من مصاعب، إلا أن الوريد كان مسدوداً ولم يكن الدم يصل إلا للأصابع ولولا توقيتها لكان بتر أصابعها هو الحل الوحيد بسبب الاحتقانات. «يدك اختربت»ولفتت إلى أنه تم تحويلها لمصحة لعلاج الغدد اللمفاوية وتلقي العلاج الطبيعي كي تعود حركة اليد، لتكتشف بعدها وجود خطإ طبي في العملية كما بينته إحدى البروفيسورات بالمصحة الألمانية وقامت بعرضها على بروفيسور أعصاب مختلف عن الأول، وقالوا إنها جريمة ارتكبها الطبيب الأول بعد فحوصات استمرت من الصباح وحتى العصر أكدت تسببه بإعاقة ووعدوا بإرسال تقارير تثبت ذلك للبحرين ورجعت حركة اليد بنسبة 30% واستمرت بالعلاج الطبيعي بالبحرين ورفض أي طبيب إجراء أي عملية مباشرة بعد العملية الأولى لخطورة الموقف. وبعد كل المعاناة التي سطرتها المواطنة والتي تعيش آثارها ثانية بثانية لم تحصل على تجاوب من وزارة الصحة بحسب ما أشارت إليه، وكلما قامت بالتحدث مع المسؤولين يطلبون مراجعة إحدى المسؤولات التي لا ترى أهمية لعلاجها، وقالت لها «يدك اختربت» بينما العلاج الطبيعي في البحرين يأكدون لها بأن علاجها ليس بالبحرين.وذكرت أن وزارة الصحة لم تتخذ أي خطوة لرفع دعوى قضائية على الخطإ الطبي الذي تسبب به الطبيب الألماني، مضيفة بأنه، ما هي الآلية التي تعمل بها وزارة الصحة عند دفعها لمبالغ كبيرة لعلاج البحرينيين في الخارج ولا تدعهم يكملون علاجهم، وما الفائدة من تلقي علاج واحد فقط وعدم العودة للمواعيد المذكورة في التقارير الطبية التي تعتمدها الوزارة، لماذا هذا التجاهل الكبير من المسؤولين وكأنما حياة البحريني أصبحت رخيصة لهذه الدرجة بالنسبة لهم.وأفادت المواطنة، تأخرت 4 أشهر على موعدي في ألمانيا ولذلك تأثير سلبي كبير على يدي التي بدأت بالتصلب من جديد وأذوق مر تجربة الأدوية الجديدة، ومر تجاهل المسؤولين الذين لا يرون علاجي في ألمانيا فلماذا أرسلوني لها من البداية، ولماذا تم تغيير الطبيب البحريني الأول وعدم الأخذ بتقريره بوجوب عودتي إلى ألمانيا وما الهدف من التعقيدات. واختتمت المواطنة سطور معاناتها، قائلة، أواجه ألماً فوق ألم يدي من الكلمات الصادمة والمحبطة التي أتلقاها من بعض المسؤولين بوزارة الصحة مثل «ماذا تريدين؟»، و«لا أستطيع أن أعمل لك شيء»، و«شسوي لج ؟»، متسائلة، من سيعينني على حقي في الحصول على علاج ؟.