جازان - (رويترز): تزامناً مع المعارك المندلعة بصنعاء وعدن يقف المقدم حامد الأحمري في أعلى نقطة بموقع حدودي سعودي ويشير عبر واد إلى سفح جبل يمني يسيطر عليهم قاتلون من الحوثيين الذين تقصف الطائرات السعودية مواقعهم منذ ما يقرب من أسبوعين، في إطار عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.وقال الأحمري وهو يرتدي الزي العسكري الرمادي المموه الذي يميز حرس الحدود «نحن على الخط الأمامي».ومنذ بدأت الضربات الجوية على مواقع الحوثيين في 26 مارس الماضي تم تعزيز زي حرس الحدود بسترة واقية من الرصاص وخوذة.واستشهد 3 جنود حدوديين من السعودية على امتداد الحدود في تلك الفترة في الوقت الذي استهدفت فيه الضربات الجوية والمدفعية مواقع جماعة الحوثي قرب أراضي السعودية وقوات أخرى في اليمن.وكانت المخاوف بشأن الوضع على الحدود مع اليمن عاملاً محورياً في الحملة التي بدأتها السعودية لمنع الحوثيين من السيطرة على اليمن وهو ما تخشى الرياض أن يقوي وضع إيران خصمها الرئيس ويزيد المخاطر الأمنية.وتعتقد السعودية أن الحوثيين الذين يتبعون المذهب الزيدي سيحرضون على العنف الطائفي أثناء تقدمهم في المناطق السنية مما يعزز التأييد لجناح تنظيم القاعدة في اليمن الذي أغار على مدينة حدودية سعودية في يوليو الماضي فقتل 12 شخصاً.وقال الأحمري إن موقع المشرق الواقع على قمة جبل لم يتعرض للهجوم منذ بدأت الضربات الجوية. ورغم أنه أبعد من مدى البنادق الهجومية الخفيفة المنتشرة في اليمن فمن الممكن أن تصيبه أسلحة أثقل وأخطر يملكها الحوثيون.وقد دفعت السعودية بتعزيزات قوية لحدودها الجنوبية بوحدات من الجيش وأثارت حركة المدرعات الدؤوبة باتجاه الجنوب والتي تحدث عنها سكان المحافظات الحدودية شائعات أنها قد تنفذ عملية برية واسعة النطاق.في معسكر للجيش خلف الحدود وقفت بضع عشرات من العربات العسكرية المطلية بألوان باهتة من بينها عربات إسعاف تحمل شعار الهلال الأحمر على جانبيها. وإلى جانبها كانت تربض بعض قطع المدفعية المصوبة نحو اليمن.ومن سفوح التلال يصعد طريق ترابي إلى الجبل شديد الانحدار الذي تملؤه الصخور المتكسرة وبعض الأشجار ونباتات الصبار المتناثرة.ويقول مسؤولون في لقاءات خاصة إن صعوبة إرسال جيش إلى مثل هذه الطبيعة الجبلية في مواجهة حركة ثوار اكتسبت خبرة في فنون نصب الكمائن تعني استبعاد شن أي هجوم واسع النطاق في تلك المنطقة. أما العمليات البرية في اتجاه الشرق حيث تقل المرتفعات تدريجياً وتتحول التضاريس إلى صحراء فقد تكون أقل مشقة.ويجري بناء دفاعات حدودية جديدة. غير أنه سيتعين على الجرافات والحفارات التي تعمل في مد طريق مسور للدوريات كان من المفترض أن يكتمل في غضون عامين أن تقف عاطلة بلا عمل حتى تنتهي الحرب.ومنذ زيارة سابقة لنقطة المشرق في نوفمبر الماضي زاد عدد رجال حرس الحدود وتم تعزيزهم بأفراد من القوات البرية الملكية السعودية بزيهم البني المموه.وأصبح الكل يرتدي السترات الواقية وتحيط بمواقعهم أكياس الرمال. وتراجعت مجموعة من القردة التي كانت تلهو على مقربة إلى مناطق غير بعيدة أكثر هدوءاً.وتؤكد السعودية أن من أهداف حملة القصف تدمير مواقع الحوثيين قرب الحدود ومنعهم من نقل العتاد صوب الأراضي السعودية.وعلى الطريق باتجاه الحدود على سهل تهامة الساحلي الرملي كان رجال يقومون بتحميل شاحنة بحزم القش وهم يرتدون غطاء الرأس والفوطة الزاهية الألوان وقد ثبتوا على وسطهم الخنجر المعقوف الذي يفضله سكان المرتفعات اليمنية.ولم يتم ترسيم الحدود قانونياً بين السعودية واليمن إلا عام 2000 بعد عشرات السنين من الخلافات. وتربط سكان المناطق الحدودية على الجانبين روابط الدم والثقافة المشتركة.وخلال الشهور الستة الماضية في محافظة جازان أكثر المحافظات الحدودية الثلاث مع اليمن ازدحاماً بالسكان منعت السلطات السعودية 77885 شخصاً من محاولة العبور بصورة غير قانونية من اليمن وصادرت 3563 قطعة سلاح و7 قنابل يدوية ومتفجرات زنتها 2.2 كيلوجرام.