بقلم - د. مصطفى السيد: كعادتي بعد كل لقاء نتشرف به للقاء سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أدون ما يجول بخاطري أثناء هذا اللقاء الأبوي وما يحدث من مشاعر فياضة بالحب يتبادلها جلالته مع مجموعة من الأيتام الذين يحرص جلالته حفظه الله ورعاه على لقائهم، ولقربي من جلالته فقد لاحظت العديد من المشاعر التي ملأت المكان ولو أردت أن أدونها جميعاً لاحتجت إلى صفحات كثيرة ولعجز لساني عن وصفها لما فيها من مشاعر وحب وحنان كبير لا يمكن وصفه.ربما سمع الجميع السؤال الذي وجهه جلالة الملك للطفلة نيلة يوسف الأنصاري بعد أن قدمت قصيدة الشعر أمام جلالته، فسألها ما أسمك؟ وبكل محبة وثقة وبراءة قالت: أنا نيلة بنت حمد بن عيسى، في هذه اللحظة بادرني سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بنظرة استفهام يستفسر بها هل هذا صحيح؟ فأجبت بالنفي وأن هذا ما تشعر به هذه الطفلة بأنها ابنة لجلالة الملك حفظه الله ورعاه. وهو شعور جميع الأيتام في مملكة البحرين بأنهم ينعمون بحنان واهتمام ورعاية والدهم جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه. لقد استطاع جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه من خلال اهتمامه ورعايته الأبوية الحانية أن يشعر الأيتام بأنه والدهم وأنه السند لهم في هذه الحياة فبادلوه الحب بحب.ونفخر نحن في المؤسسة الخيرية الملكية بأننا جزء من هذا الحنان الذي يغمر به جلالة الملك المفدى الأيتام في البحرين وأن نسد الفراغ الذي يحدث للأطفال بفقد الأب من خلال الرعاية الشاملة التي يحرص عليها جلالة الملك المفدى ويؤكد على توفيرها لجميع الأيتام في البحرين.وكعادة جلالته فقد خرج عن جميع الرسميات والبروتوكولات المتبعة في الزيارات والاستقبالات التي يجريها جلالته فوجدناه حريص على التقاط الصور التذكارية مع الجميع وعندما يطلب منه أحد الأيتام أم يتلقط صورة بهاتفه النقال (سليفي) تراه يبتسم ويضم اليتيم إلى صدره لتظهر الصورة طبيعية مملوءة بالمحبة والحنان، وكلما انتهى أحدهم من التصوير جاءه آخر وجلالته لا يرد أحد ولا يمنعه واندمج معهم في حديث أبوي مؤثر الأمر الذي أدخل الفرحة والبهجة في قلوب الجميع ولم نستطع أن نحبس دموع الفرح من هذه المشاهد الجميلة. وعندما انتهت الزيارة وأراد جلالته أن ينصرف لحقه الأيتام يسألونه بكل براءة إلى أن جلالتكم ذاهب نريدك أن تبقى معنا لنأخذ مزيداً من الصور وبكل حب وحنان يعود جلالته يضمهم ويقبلهم ويسمح لهم بمزيد من الصور حتى تحول مجلس القصر إلى قاعة تصوير أو عيد ميلاد عائلي والأطفال يجرون في أرجائه ثم يعودون يحضنون جلالة الملك مرة ومرتين وثلاثاً. وتوج اللقاء عدد من الأيتام الذين أنهوا دراستهم الجامعية وتبوؤوا مناصب قيادية في المملكة وبدؤوا يخدمون البلد من محامية وضابط في الجيش ومدير في إحدى الشركات، فكانت فرحة جلالة الملك كبيرة بهم كفرحة أي أب بتفوق ابنه نجاحه، فقد رأى ثمرة حبه وحنانه ورعايته الشاملة لهم، ونجاح لعمل المؤسسة بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية. وكان من أجمل ما أثر في قلوب الجميع الأسلوب الجميل الذي قرأت فيه الطفلة قصيدة الأخ الأديب عادل المحميد عندما قالت:وفي الآخر رجيتك قولتدلل تمطلبتك يا مليك الخيرتشرفني وأتقبلنيوتسمح لي أنا اجيلكأحط إيدي في جف إيدكأبطبع بوسه بجبينكثم بكل براءة ترمي نفسها في حضن جلالته وتضع يدها في يده وتطبع قبلة نيابة عن جميع الأيتام على جبين والدهم جلالة الملك المفدى.الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية