كتب - حسن عدوان:ظل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية يولي اهتماماً منقطع النظير بالأيتام، فهو الراعي الأول لهم، بتوجيهاته ورؤيته الاستراتيجية، وحضوره الدائم بينهم، فهو القائل «هؤلاء أولادنا يستحقون منا كل الرعاية مثل أي أبناء في هذا الوطن»، الأمر الذي يبرهن منهجه الأبوي للتعامل مع الأيتام في البحرين.وقدمت مسيرة جلالة الملك الطاهرة في إطار تنظيم رعاية الأيتام منذ لجنة كفالة الأيتام وصولاً إلى المؤسسة الخيرية الملكية، أنموذجاً للتنظيم الذي يراعي توفير وتسهيل كافة الخدمات من رعاية طبية إلى تعليم، إذ يقول جلالته عن الأيتام «يستحقون الرعاية الطيبة والتعليم الذي هو أهم وأساس كل شيء، وهم الآن أثبتوا.. وتخرج من أبنائنا وبناتنا أوائل، وأنجزوا.. ويعملون ويحصلون على الوظائف والمراكز الطيبة».ومع كل لقاء يجمعه بالأيتام يسعى العاهل المفدى إلى تلمس احتياجاتهم وحلحلة المشكلات التي تواجههم، إذ وجه جلالته، خلال استقباله الأخير للمؤسسة الخيرية الملكية والأيتام، إلى المزيد من الاهتمام بتقديم كل أشكال الرعاية المتميزة لكل الأيتام والأرامل وجميع المواطنين الأكثر حاجة، والتركيز على جودة ونوعية الخدمات المقدمة، قبل أن تعلن «الخيرية الملكية» أن العاهل المفدى وجّه إلى زيادة دعم المؤسسة الخيرية الملكية بتخصيص جزء من زكاة جلالته الخاصة لرعاية الأيتام والأرامل.تنظيم الاهتمام بالأيتامبتاريخ 14 يوليو 2001م أمر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإنشاء لجنة لكفالة الأيتام البحرينيين من الأسر المستحقة. كما صدر أمر ثان من جلالته في تاريخ 4 نوفمبر 2001م بتكليف هذه اللجنة بكفالة الأرامل اللاتي لا عائل لهن، وهنا سطعت شمس الإنجازات التي ترفع اسم المملكة خفاقاً في مختلف المحافل الدولية والعالمية ومنذ 14 سنة من إنشاء المؤسسة الخيرية الملكية التي تعتبر أحد المشاريع الإصلاحية لجلالة الملك المفدى، فأصبحت ملاذاً لكل يتيم وأرملة ومحتاج، وأصبحت عوناً لكل متضرر ومنكوب، فلم تقتصر هذه المؤسسة على العمل ضمن حدود المملكة، بل تخطى عطاؤها خارج الحدود، لتشكل نموذجاّ راقياً في العمل الخيري والإنساني يحتذى به.ثم أصدر جلالته أمره السامي رقم 12 لسنة 2007م بإعادة تسمية اللجنة بالمؤسسة الخيرية الملكية كما صدر أمر جلالته السامي رقم 33 لسنة 2007 بإعادة تنظيم المؤسسة الخيرية الملكية ليكون جلالته الرئيس الفخري لها وتعيين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيسا لمجلس أمناء المؤسسة لكي تنهض بدور إنساني واجتماعي أكثر شمولا، يخفف أعباء الحياة عن كثير من الأسر المحتاجة، وتقف المؤسسة بجانب ذوي الحاجات، أفراداً وهيئات، تيسر لهم ما يعينهم على متطلباتهم الضرورية، وتوفر لهم ظروفاً حياتية رخية وكريمة، ولا ينحصر دور المؤسسة في حقل واحد، فهي تستهدف كل المحتاجين وكل الحاجات، والنهوض بالمشاريع الخيرية غير الربحية، والمساهمة في كل ما يعود بالنفع العام للمواطنين.لقاءات أبوية مستمرةضمن النهج الأبوي لجلالة الملك المفدى يستقبل جلالته سنوياً رئيس مجلس الأمناء ومجموعة من الأيتام البحرينيين وأعضاء مجلس الأمناء وعدداً من الإداريين حيث يقوم جلالته خلال اللقاء بتوجيه الأيتام إلى ضرورة الاهتمام بالتحصيل العلمي والتفوق الدراسي والعمل الجاد للحصول على أعلى الدرجات ليساهموا بشكل فعال في نمو وازدهار مملكتنا الغالية، ويوجه جلالته أعضاء المؤسسة إلى بذل المزيد من العمل في سبيل خدمة أبناء الوطن والاهتمام والرعاية والمساندة لهم.ويشارك سمو الشيخ ناصر أيتام المؤسسة الإفطار السنوي بمناسبة شهر رمضان الكريم، إذ يهتم سموه بمشاركة أبناء المؤسسة مختلف المناسبات، وعملت المؤسسة الخيرية الملكية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات جلالة الملك في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها حيث بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حوالي عشرة آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين. الكفالة الماديةتقوم المؤسسة بتقديم خدمات لهم أولها الكفالة المادية وذلك عن طريق تحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي لكل يتيم وأرملة في وقت لا يتجاوز الثامن والعشرين من كل شهر ميلادي وبشكل منتظم، وتقوم المؤسسة وفقاً للتوجيهات السامية بتقديم المساعدات لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية بمناسبة عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان المبارك وذلك انطلاقاً من اهتمام جلالته المتواصل بتوجيه جميع أشكال الدعم للمواطنين في مختلف المناسبات بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.رعاية تعليميةوثاني الخدمات الرعاية التعليمية حيث تشمل الرعاية التعليمة العديد من المشاريع الموجهة للأيتام والأرامل في مملكة البحرين من أهمها الحفل السنوي لتكريم المتفوقين الذي تنظمه المؤسسة سنوياً وذلك حرصاً على تفوق طلابها دراسياً وبروزهم في هذا المجتمع مع أقرانهم من الطلبة والطالبات ليكونوا لبنات صالحة ومنتجة لخدمة هذا الوطن، والحقيبة المدرسية التي تقوم المؤسسة بتوفير المستلزمات المدرسية من حقيبة تعليمية وملابس في بداية العام الدراسي لجميع الطلبة والطالبات المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، البعثات الدراسية التي تقوم المؤسسة بتخصيص العديد من البعثات الجامعية للدراسات في الجامعة للأيتام، أما المدارس الخاصة فتقوم المؤسسة على توفير عدد من المقاعد المجانية للأيتام في المدارس الخاصة بالتعاون مع المدارس والشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وكان للدروس العلاجية نصيب حيث تعمل المؤسسة على توفير خدمة الدروس العلاجية للطلبة الأيتام من خلال المعاهد التعليمة وتقوم المؤسسة بمتابعة طلبتها وتشجيعهم على رفع مستواهم الدراسي، والروضات، قامت المؤسسة بتوسيع حلقة الاستفادة لطلابها لتشمل الرعاية التعليمية مرحلة الحضانة والروضة، فتم مد جسور التعاون بين المؤسسة والروضات عبر أصدقاء اليتيم وكفالة عدد من أبناء المؤسسة وإدخالهم في رياض الأطفال.رعاية نفسية صحيةوالمجال الثالث هوالرعاية النفسية والصحية، فالرعاية النفسية تعني مساعدة الأيتام على التكيف الإيجابي مع ظرف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً في سبيل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي عن طريق العمل على ثلاثة أهداف فرعية، وأهداف علاجية وأهداف وقائية و تنموية. والجانب الثاني هو الرعاية الصحية، فانطلاقاً من رسالة المؤسسة الخيرية الملكية في توفير خدمة شاملة للأيتام والأرامل المكفولين تقوم وحدة الرعاية الصحية بتقديم الخدمات العلاجية والاستشارية لفئة الأيتام والأرامل المكفولين من المؤسسة الخيرية الملكية وتعمل على تحويل الحالات التي تحتاج فترة طويلة من الانتظار في المستشفيات إلى عيادات ومستشفيات ومراكز خاصة تم التعاقد معها لتقديم خدمات مجانية للأيتام والأرامل، وتوفير بعض الأجهزة والمعدات الطبية للأيتام والأرامل من قبل صيدليات أو مراكز طبية، وتقوم بزيارات ميدانية للمرضى من الأيتام والأرامل للاطمئنان على أحوالهم المرضية سواء في المنزل أو المستشفى، متابعة دورية لجميع الأيتام والأرامل الذين تم تحويلهم للمستشفيات والعيادات الخاصة للاطمئنان على أحوالهم المرضية وإعادة التحويل أو استمرار العلاج إن دعت الحاجة، العمل على عقد اتفاقيات جديدة مع مستشفيات وعيادات خاصة من شأنها أن تخدم الأيتام والأرامل، وتجديد العقود المنتهية مع المستشفيات والعيادات الخاصة.رعاية اجتماعيةوالخدمة الرابعة هي الرعاية الاجتماعية تقوم المؤسسة بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والتربوية والترفيهية المتنوعة خلال العام وذلك من مخيمات ودورات وزيارات لمعالم المملكة ومحاضرات من خلال المشاريع التربوية والتي تشمل ملتقى الطفولة والملتقى القيادي وملتقى الأمهات والنشاط الصيفي ومخيم الربيع.كما تنظم العديد من الرحلات والزيارات الميدانية إلى مختلف المواقع والمعالم السياحية والتاريخية والترفيهية في المملكة وذلك انطلاقاً من سعيها في تنمية روح المواطنة وحب الوطن وتعريف طلابها على أهم المعالم الحضارية والسياحية والصناعية والثقافية في مملكة البحرين.مساعدات إنسانيةوالخدمة الخامسة المساعدات الإنسانية فسعت المؤسسة تنفيذاً لتوجيهات جلالته في تلبية احتياجات المجتمع البحريني وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين بتخفيف أعبائهم المعيشية من خلال المساعدات الإنسانية فالمساعدات المعيشية تهدف إلى دعم الفئات المستحقة من المواطنين البحرينيين وتخفيف الأعباء المعيشية عنهم، والمساهمة في تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم الحياتية الملحة (لوازم معيشية وتأثيث وصيانة وغيرها)، وذلك عن طريق صرف مساعدة مالية مقطوعة لمرة واحدة.و مساعدات العلاج التي تهدف إلى دعم الأفراد الذين يتعرضون لأزمات ومشكلات صحية، وذلك عن طريق صرف مساعدة علاج مالية مقطوعة بحسب نوع المرض لمرة واحدة.مساعدات الزواج حيث إنها تهدف إلى دعم الشباب حديثي الزواج، وإعانتهم على جزء من مصروفاته، عن طريق صرف مساعدة مالية مقطوعة لمرة واحدة.والمساعدات الطارئة التي تهدف إلى دعم ومساندة الحالات الإنسانية الطارئة التي تتطلب حالتهم التدخل السريع لإعانتهم على جزء من مصروفاتها، وذلك عن طريق صرف مساعدة مالية مقطوعة في أسرع وقت.خدمات عامةوأيضـاً الخدمـات العامــة تعمــل المؤسســة علــى تنفيــذ والإشراف والمشاركة في العديد من الخدمات للمواطنين الكرام ومن أهم مشاريع أسهم شركة عقارات السيف فتحرص المؤسسة على تحقيق الاستفادة المثلى من الأمر الملكي السامي بتخصيص 46,5 من أسهم شركة عقارات السيف المملوكة للدولة بهدف دعم موارد الأيتام وضمان مستقبلهم، وبنك الأسرة الذي تعتبر المؤسسة الخيرية الملكية المشارك الأكبر في تأسيس بنك الأسر وذلك ضمن هدفها في تقديم القروض الميسرة للمشاريع التنموية الصغيرة ومتناهية الصغر.مشاريع استراتيجيةوالخدمة السابعة المشاريع الاستراتيجية هي مشاريع تم الانتهاء من تنفيذها مثل مبنى الحد الخيري فهو عبارة عن مبنى سكني تجاري متعدد الطوابق على أرض مبنى مركز شرطة الحد القديم، يتم تخصيص ريعه لصالح الأيتام والأرامل المكفولين من قبل المؤسسة وذلك بهدف رفع المستوى المعيشي للأرامل والأيتام وجميع الفئات المستحقة في المملكة وتنويع الموارد المالية للمؤسسة من خلال المشاريع الاستثمارية والتي تصب جميعها من أجل تحقيق هذا الهدف.ومركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني وهدف إلى توفير مسار تعليم مهني بديل للشباب البحريني، تطوير شخصية الطلاب، تعزيز المعرفة النظرية والمهارات التعليمية، غرس مهارات التعليم المهني للطلاب، تأهيل طلاب المركز للحصول على وظائف أو مواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى، بالإضافة إلى تنمية روح المواطنة والعمل الجماعي والإدارة الذاتية ومهارات التخطيط والتنظيم والاندماج في المجتمع والإحساس بتحقيق الذات، وتنمية طموح الطالب وتعزيز ثقته بنفسه وتحفيزه على العمل الجاد، ويحتوي على الاختصاصات التالية، السيارات، التكنولوجيا الكهربائية، تكنولوجيا المعلومات، الميكانيك، الشبكات الإلكترونية، كما يحتوي على العديد من المرافق العلمية والتربوية والترفيهية.ومشاريع قيد التنفيذ مثل مشروع الأبراج الاستثمارية فتعمل المؤسسة على تفعيل المشروع الاستثماري الخيري من خلال إنشاء برجين استثماريين على الأرض العائدة لها في منطقة في منطقة السنابس بالقرب من غرفة تجارة وصناعة البحرين (بيت التجار)، ومشروع رياض الأطفال فتسعى المؤسسة الخيرية الملكية إلى إنشاء خمس رياض نموذجية للأطفال في كل محافظة بهدف تهيئة بيئة نموذجية للأطفال من سن الثانية حتى السادسة وبشكل خاص أطفال الأسر ذوي الدخل المحدود والمحتاجين.ومشروع الجسرة الاستثماري هو عبارة عن 6 فلل سكنية استثمارية فاخرة يبلغ متوسط المساحة لكل فلة 900 متر مربع تتكون كل فلة من دورين وأربع غرف نوم وحديقة وحمام سباحة بالإضافة للمرافق الخارجية والتي تشمل سكن للخدم ومطبخ خارجي وكراج لسيارتين. وتبلغ كلفة المشروع مليون دينار بحريني. ومن المتوقع الانتهاء من العمل خلال النصف الأول من العام الجاري 2014م.أما مشروع السنابس الاستثماري الذي تبلغ مساحة الأرض 1700 متر مربع حيث قامت المؤسسة بعمل دراسة جدوى لعدد من المشاريع الاستثمارية المقترح تنفيذها أحدها على الأرض كبناء برجين استثماريين أو إنشاء مبنى مواقف للسيارات متعدد الطوابق.حملات الإغاثةوالخدمة الثامنة هي الحملات الإغاثية التي تخطى العمل الخيري للمؤسسة الخيرية الملكية خارج الحدود لتكون اليد البيضاء التي تمثل البحرين في كل الميادين، إذ تأتي توجيهات جلالة الملك المفدى تقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة إلى الأشقاء المتضررين في الدول المنكوبة في كل من قطاع غزة والقدس والصومال وتركيا ومصر وباكستان واللاجئين السوريين في الأردن، ولا تكتفي المؤسسة بإرسال أطنان من المساعدات الإغاثية العاجلة من مواد طبية وغائية، بل تهتم بالمشاريع التنموية التي تعمل على بناء الإنسان والوطن والتي هم في أمس الحاجة لها، من مشاريع تعليمية وسكنية وحياتية.
الملك راعي الأيتام الأول في البحرين.. «أولادنا يستحقون»
11 أبريل 2015