الرياض - (وكالات): وعدت السعودية أمس بتحمل كلفة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، وقررت منح الأمم المتحدة مساعدة قدرها 274 مليون دولار لتمويل العمليات الإنسانية في البلاد تلبية لنداء أطلقته المنظمة الدولية في هذا الاتجاه.وكانت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في اليمن وجهت نداء عاجلاً للحصول على مساعدة إنسانية بقيمة 274 مليون دولار لتلبية حاجات 7.5 مليون نسمة تأثروا بالنزاع. وقال الديوان الملكي السعودي في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية إن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود «أمر بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة». وأضاف البيان أن هذا الأمر صدر «استجابة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق والتي تضمنتها مناشدة الأمم المتحدة» الجمعة.وأكدت السعودية في البيان «وقوفها التام إلى جانب الشعب اليمني الشقيق»، معبرة عن الأمل في عودة «الأمن والاستقرار لليمن الشقيق».وفي وقت لاحق، تلقى خادم الحرمين الشريفين برقية شكر من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يثمن فيها تخصيص العاهل السعودي مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة، ووقوفه إلى جانب أبناء الشعب اليمني ومساندتهم الشعب اليمني لتجاوز محنته الحالية. وأكد الرئيس اليمني أن استجابة خادم الحرمين الشريفين السريعة لمناشدة الأمم المتحدة لتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني يؤكد حرص جلالته الشخصي وحرص المملكة العربية السعودية ووقوفها التام إلى جانب الشعب اليمني، الذي بدأ يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، وشحا في الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة اليومية من كهرباء وماء ومشتقات نفطية نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية وعصابة صالح على الشرعية الدستورية. بدوره، أشاد وزير الخارجية المكلف رياض ياسين بالدور السعودي المتمثل في إرسال الرسائل إلى المنظمات الإنسانية لإغاثة الشعب اليمني، وتقديم 274 مليوناً لذلك الجانب الإنساني، معرباً عن شكره لدولة قطر التي قدمت طائرتين محملتين بالأغذية والمساعدات الإنسانية، وأيضاً الدول التي أبدت استعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن. وقال ياسين إنه أثناء وجوده في جيبوتي جرى استقبال طائرتين من دولة قطر محملتين بـ700 ألف طن من المواد الغذائية، وتم شحنها بحراً إلى ميناء عدن، مؤكداً أن «أجزاء كبيرة من ميناء عدن آمنة ومستقرة». وأتت الاستجابة السعودية السريعة تفاعلًا مع نداء أطلقته الأمم المتحدة أمس الأول، طالبةً 270 مليون دولار لتعزيز قدرتها الإغاثية في اليمن، ولتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لليمنيين خلال 3 أشهر مقبلة، بعد التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية اليمنية، بسبب العمليات العسكرية التي تقوم بها ميليشيا المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدن ومناطق يمنية أخرى. وكان نائب الرئيس اليمني، خالد بحاح، أعلن تشكيل لجنة إغاثة، معتبرًا تقديم المساعدات الإنسانية في قمة أولويات حكومته. واشتكت وزارة الصحة اليمنية من نقص كبير في الإمدادات الطبية والجراحية، خصوصًا في صنعاء التي يحتلها الحوثيون. كما ينعكس ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، في مناطق سيطرت عليها ميليشيات الحوثي وصالح، على بقية المدن اليمنية، ويسبب أزمة إنسانية حقيقية مع انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ما يعيق عمل المرافق الاستشفائية تحديداً. ويعاني سكان معظم المدن اليمنية من نقص في المياه وعدم صلاحيتها للشرب، ما يثير المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين. في هذه الثناء، أوصلت وكالات الإغاثة الإنسانية، بدعم من عمليات «عاصفة الحزم»، عدداً من الطائرات المحملة بالمساعدات، حطت في صنعاء وأرسلها الصليب الأحمر ومنظمة اليونيسيف الأممية لرعاية الطفولة.