ينطلق اليوم مهرجان التراث السنوي الـ23، تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، عند السادسة مساء بالقرية التراثية جانب قلعة عراد، بينما يستمر المهرجان لغاية 29 أبريل الحالي.وتأتي الرعاية السامية للمهرجان تأكيداً وتأصيلاً لقيمة التراث البحريني والهوية الثقافية، إذ أولى جلالته المهرجان عنايته الشخصية، وشرفه بالرعاية منذ انطلاقته الأولى عام 1992، انطلاقاً من رؤية ثاقبة ترى في التراث قيمة تأسيسية، وبعداً حضارياً لمكونات الشخصية البحرينية العربية، وتجد فيه مرتكزاً للانطلاق نحو الآفاق المستقبلية.وتواصل نسخة هذا العام من المهرجان استدراج مكامن الجمال في الموروث الشعبي البحريني بأشكاله المختلفة من موسيقى، وفنون بصرية، واستحضار قيم الجمال المكتنزة بثقافة البحرين، وتحتفي بها هيئة البحرين للثقافة والآثار، وبينها العمارة التقليدية، استخراج اللؤلؤ وما يحيط به من إرث ثقافي واجتماعي، القصص الشعبية، الخط العربي، الألعاب الشعبية، الحرف اليدوية وغيرها. ويأخذ مهرجان التراث الـ23 الزوار في رحلة سمعية بصرية فريدة يسافر فيها الجمهور إلى زمن كان اللؤلؤ فيه أحد أهم عناصر الحياة في البحرين، من خلال معرض صور مصحوبة بألحان وأهازيج البحارين الأصيلة.ويقدم مهرجان التراث للجمهور على صعيد الحرف اليدوية، عروضاً حية لحرف يدوية أصيلة كصناعة السلال، النسيج، صناعة القوارب، الفخار، الصناديق المبيتة، الخط، الآلات الموسيقية، الكورار، الحواج وغيرها.ويترافق كل ذلك مع تواجد السوق في القرية التراثية ليقدم في أكشاك متنوعة التمور، العطور، القهوة التقليدية، الأقمشة وفواكه وخضروات تميزت بها البحرين منذ عصور قديمة وغيرها. ويحتفي مهرجان التراث هذا العام أيضاً بالمأكولات البحرينية التقليدية، عبر استقدام أماكن فريدة للطعام البحريني الأصيل كزعفران، قهوة بوخلف، نصيف، وغيرها من المحلات تقدم مختلف أنواع الأطباق البحرينية.وسيكون جمهور مهرجان التراث على موعد مع أجمل السماعيات البحرينية الأصيلة، عبر سلسلة من حفلات تقدمها الفرق الشعبية كفرقة محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي، فرقة قلالي للفنون الشعبية، داربن حربان، فرقة سامي المالود للفنون الشعبية، فرقة دواس لليوة وغيرها، وتقدم فنون موسيقى الجربة، فن الصوت، الليوة والفجيري، إضافة إلى مشاركة فرقة البحرين للموسيقى بحفل كلاسيكي موسيقي عربي في الصالة الثقافية بتاريخ 28 أبريل الجاري الثامنة مساءً.ومحبو السينما على موعد مع رحلة مشوقة عبر الزمان، حيث يوفر الموقع التاريخي لمهرجان التراث الأجواء المثالية لتجربة السينما في الهواء الطلق، عبر عرض مجموعة واسعة من الأفلام القديمة من البحرين وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، تستحضر في الأذهان ذاكرة التاريخ الجميل. ويتوفر في المهرجان منطقة «الحوش»، وتشكل ملاذاً هادئاً للتجمع حيث يقع قرب أكشاك الطعام وتحيط به أنواع مختلفة من أشجار الفواكه البحرينية الأصيلة، ليوفر لزوار القرية أجواء دافئة وحميمة أشبهما تكون بالبيت لتناول الطعام وتجاذب أطراف الحديث مع العائلة والأصدقاء. يذكر أن أشجار الفاكهة الحاضرة في المهرجان ستكون حاضرة أيضاً في جناح البحرين المشارك في إكسبو ميلانو 2015، والذي تتمحور فكرته حول هذا التراث الغني.ويقدم مهرجان التراث السنوي الـ23 إضافة للأنشطة الخاصة بالكبار، مجموعة فعاليات وورش عمل مختلفة للأطفال، تبدأ مع ورشة عمل تصميم الفخار، صناعة السفن، تشكيل الصلصال والأزياء البحرينية الشعبية وصناعة الألعاب، وصولاً إلى نشاط «حزاوي جدي»، ويستعرض من خلال عرض مسرحي للدمى أحداثاً متعلقة بالماضي وقصصاً ممتعة، انتهاءً بفعالية «بخنق ودحرج» وتتمثل في عمل مسرحي للعراش ومسابقة للألعاب الشعبية. ويحيي المهرجان مختلف أنواع الألعاب الشعبية كونها تمثل جزءاً من نسيج المجتمع البحريني وتكوينه الثقافي والحضاري.